0ffside / أهلاً بالـ «يورو»
| سهيل الحويك |
1 يناير 1970
05:21 م
كثيرة هي الأسئلة التي تجول في البال مع انطلاق النسخة 15 من بطولة كأس أوروبا في كرة القدم اليوم في فرنسا.
أبرز تلك الأسئلة يتمثل في جدوى امتدادها على مسافة شهر من الزمن، وفي هوية المنتخب القادر على انزال اسبانيا عن العرش الذي تشغله منذ العام 2008.
لا خلاف على ان شهراً كاملاً يعتبر مدة ليست بالقصيرة بالنسبة الى بطولة قارية، خصوصا وأن كأس العالم نفسها تمتد للفترة عينها.
صحيح ان زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 16 الى 24 أفضى الى إطالة عمر «يورو 2016» إلا أن ذلك يمثل «خطوة إلى الوراء بالنسبة الى البطولة بحد ذاتها، إذ ثمة إجماع بين عشاق كرة القدم على ان الدور الاول لن يكون سوى مضيعة وقت بانتظار الادوار الاقصائية التي تبدأ من ثمن النهائي بنظام خروج المغلوب وصولاً الى المباراة النهائية المقررة في 10 يوليو المقبل.
إن توسيع رقعة مشاركة المنتخبات وبالتالي زيادة عدد المباريات ليس انتصاراً للمتابع، بل مكسب حصري للفرق «غير الشعبية» المتأهلة وجماهير بلادها.
تلك الفرق التي لا أمل لها في المنافسة وجدت أخيراً متنفساً للتعبير عن نفسها، وإن من خلال تصفيات سهلة أهّلت «الجميع» باستثناء هولندا.
وفي الوقت الذي لفظت فيه كأس العالم منذ انطلاقها في العام 1930 المفاجآت على مستوى الفائز باللقب، فإن كأس أوروبا قدمت عبر تاريخها دروساً بأن التتويج ليس حكراً على «الكبار» بدليل فوز تشيكوسلوفاكيا بنسخة 1976 على حساب المانيا الغربية بركلات الترجيح، الدنمارك في 1992 على حساب المنتخب نفسه 2-صفر، واليونان في 2004 على حساب البرتغال المضيفة بهدف.
هذه المفاجآت قد تعطي الحافز للراغبين بكسر حائط الترشيحات المنحصرة حتى الساعة ووفق مكاتب المراهنات والاستفتاءات بألمانيا واسبانيا وفرنسا وبدرجة اقل ايطاليا وانكلترا مع وضع كرواتيا وبلجيكا على قمة الترشيحات للعب دور الحصان الأسود.
لا شك في ان اسبانيا تبقى المنتخب المطلوب رأسه بعد ان حافظت على اللقب في النسختين الاخيرتين، ويرى كثيرون بأن تشكيلة فيسنتي دل بوسكي يطغى عليها العنصر الشاب أكثر من اللزوم فيما تعتبر المانيا صاحبة الفريق الأكثر جودة على مستوى العناصر بيد ان الاصابات على مستوى خط الدفاع ترمي بشكوكها على حظوظ الـ«مانشافت».
منتخب فرنسا يمتلك اسماء لامعة في مختلف الخطوط على الرغم من غياب كريم بنزيمة الموقوف وفرانك ريبيري المعتزل دوليا وحاتم بن عرفة لأسباب غير مبررة، وهو سيستفيد بالتأكيد من الدعم الجماهيري.
منتخب انكلترا الشاب يضم عناصر رائعة فرضت نفسها في الموسم المنتهي بيد ان عدم تمرس معظمها في البطولات الكبرى قد يقف حجر عثرة امام ذهابها بعيدا في «يورو 2016» على الرغم من الشجاعة التي ابداها اللاعبون سواء في التصفيات او في المباريات الودية الاخيرة.
ويبقى منتخب ايطاليا لغزاً محيراً ينتظر ان تكشف المباريات الاولى عن قماشته الحقيقية التي ستؤشر الى قدرته او عدمها في التقدم ضمن بطولة بلغ مباراتها النهائية في النسخة الماضية قبل السقوط المدوي امام اسبانيا برباعية نظيفة.
الـ«يورو» في ديارنا ابتداء من اليوم... فأهلاً بالمتعة.
sousports@