أكدتا أن المريضة لا تظل في المستشفى أكثر من ساعتين والجراحات لا تترك آثاراً أو ندبات
الاستشاريتان في «عناية» ريا القزويني ونجلاء الزعفراني: العمليات النسائية بالمنظار... «جراحة بلا جراحة»
1 يناير 1970
05:24 م
ريا القزويني: جراحة المنظار الأقل جراحة ولا تستخدم فيها الأيدي
لا آلام كبيرة بعد العملية والمريض يغادر المستشفى بعد ساعتين
جميع العمليات التي أجريتها نجحت والمريضات شُفين تماماً
العملية التي تحتاج إلى فتح 20 سم تجرى عبر فتحتين كل منهما أقل من 1 سم
نجلاء الزعفراني: العمليات بالمنظار تتطلب ضعف وقت التقليدية ولكنها الأكثر أماناً
الجراحة بالمنظار الأمثل لمرضى السكري الذين لديهم قابليه لحدوث التهاب
يجب أن تجرى العملية في مستشفى متخصص على يد أطباء أكفاء
شهد الطب في الآونة الاخيرة قفزة نوعية في الطرق العلاجية ولا سيما العمليات الجراحية المختلفة لاستئصال الأورام أو ترميم الأعضاء المترهلة.
وتمثلت هذه القفزة التي تبلورت في أواخر القرن الماضي، بالتخلي عن الجراحة التقليدية التي تقتضي فتح جسم الانسان عبر جرح طويل وعميق احياناً للوصول إلى العضو المستهدف، لمصلحة ما بات يعرف بالجراحة التنظيرية التي تتم عبر استخدام منظار تلسكوبي بالغ الدقة والنحافة يدخل إلى تجاويف الجسم المختلفة لاستكشافها اولاً ثم اجراء الجراحة باستخدام أدوات جراحية خاصة ودقيقة.
وتستخدم هذه التقنية للعديد من الامراض لا سيما استئصال الزائدة والمرارة وتشخصيص مشاكل الكلى والمسالك البولية ومعالجتها كما لمعالجة الجيوب الأنفية المزمنة، إضافة إلى العملية الجراحية النسائية.
وفي هذا الإطار، وخلال لقاء صحافي، تشرح الاستشارية في أمراض النساء والولادة في مركز «عناية» الطبي الدكتورة ريا القزويني والاستشارية في المجال نفسه الدكتورة نجلاء الزعفراني أهمية الجراحة بالمناظير للنساء وفوائدها وميزاتها، مع الإشارة إلى قيامهما أخيراً باستئصال رحم متعدد الألياف من دون الحاجة إلى شق بطن المريضة، وفي ما يلي اللقاء:
? ما المقصود بما يعرف بالجراحة النسائية بالمنظار؟
- ريا القزويني: ان جراحة المنظار هي باختصار «الجراحة الأقل جراحة» التي لا تستخدم فيها الأيدي.
فمثلاً استئصال الرحم عند النساء كان يتطلب فتح البطن من خلال عملية جراحية كبيرة ومعقدة، وكذلك استئصال ألياف الرحم أو اكياس المبايض وغيرها من الامور، أما اليوم فمن خلال المنظار تتم هذه العملية بطريقة أسهل بكثير وأكثر أماناً.
فالجراحة النسائية بالمنظار تتم بواسطة جهاز خاص عبارة عن كاميرا تدخل بطن المرأة من خلال فتحة صغيرة يتراوح قطرها بين نصف سنتيمتر إلى سنتيمتر واحد ويتم رؤية كافة أجزاء البطن على شاشة كبيرة امام الطبيب، ويتم ادخال أدوات جراحية خاصة عبر فتحات أخرى غالبا واحدة او اثنتين ليتم اجراء عملية الاستئصال من خلالها.
والرائع أن لا آلام كبيرة بعد العملية، والمريض يستطيع مغادرة المستشفى بعد ساعتين من إجرائها وممارسة اعماله مباشرة وبشكل طبيعي، فهذه العمليات يطلق عليها عادة اسم عمليات اليوم الواحد، وهي قليلة المخاطر بنسبة كبيرة قد تصل إلى الصفر على أيدي الأطباء المتقنين لعملهم.
? ما أنواع المناظيرالمستخدمة في تلك العمليات؟
- نجلاء الزعفراني: للمناظير الجراحية عدة أنواع، ومنها ما هو مناظير تشخصية يتم من خلالها تشخيص الأمراض وأماكن الألم لمعرفة ما يجب فعله بالتحديد لا سيما في الحالات التي تعجز صور الاشعة عن كشفها مثل أوجاع اسفل البطن المزمنة عند النساء والتي عادة ما تكون ناجمة عن النسيج الندبي بسبب عمليات سابقة او بسبب داء بطانة الرحم المهاجرة مما قد يؤدي الى التصاق المبيضين وقناتي فالوب أو بين الرحم والحوض أو بين الأمعاء والحوض، إضافة إلى الكشف عن أسباب تأخر الحمل أو العقم.
وقد تتحول العملية من تشخيصية إلى علاجية في حال اكتشاف السبب مثل فك الالتصاقات لتخفيف الالم في حال وجودها.
وهناك المناظير الجراحية المتخصصة وهي التي يتم من خلالها اجراء عمليات استئصال الرحم او ألياف الرحم وإزالة تكيس المبايض إضافة إلى عمليات ازالة الحمل خارج الرحم وفك الالتصاقات وتحرير انابيب الحمل وعلاج السلس البولي وغيرها.
وكل هذه العمليات تتطلب وقتاً يعادل ضعف الوقت الذي تتطلبه العمليات الجراحية التقليدية ولكن بالمناظير الأمر أكثر أماناً ومن فوائدها التقليل من حدوث التهابات بعد العملية والتقليل من استهلاك الادوية، ومن الناحية التجميلية تحد جراحة المناظير من التشوهات والندبات الناجمة عن العمليات المفتوحة، ولكن رغم ذلك يجب ان يعرف المريض أنه في أي وقت قد تتحول جراحة المنظار إلى جراحة تقليدية فيها فتح للبطن إذا ما حدثت مضاعفات خطيرة كالنزيف الداخلي الذي يصعب السيطرة عليه. لكن بشكل عام تبقى نسبة حصول المضاعفات في جراحة المناظير أقل بعشر مرات من الجراحة التقليدية.
? وما هذه المضاعفات؟
- نجلاء الزعفراني: مضاعفات الجراحة بالمنظار هي بشكل عام نفس مضاعفات الجراحة التقليدية مثل مشاكل التخدير الاولية وحدوث نزيف او التهاب، وتختلف كل حالة عن الاخرى، وكل عملية لها مخاطرها، لكن الخطورة الحقيقية تكمن بالوضع الصحي للمريض قبل الجراحة مثل ان يكون مصابا بأمراض القلب.
? هل هناك موانع تحول دون جراحة المناظير؟
- ريا القزويني: طريقة عمل المناظير في الحالات العامة تتم بإدخال المنظار من خلال فتحة صغيرة تحت السرة وتحريكه من خلال شاشة الكمبيوتر لاستكشاف المناطق المستهدفة بحيث يصل اليها المنظار بكل سهولة ويعطي صورة أوضح لمنطقة العملية، لكن هناك بعض الحالات لا تنفع معها الجراحة بالمنظار كجراحة بعض الأورام السرطانية، ووجود التصاقات شديدة تمنع دخول المنظار بسهولة دون احداث تمزقات في الاعضاء، إضافة إلى حالات يكون فيها النزف الدموي شديد وعندها لا يعود المنظار قادراً على نقل الصورة بوضوح، او في حالة وجود ورم كبير الحجم يتطلب استئصاله اجراء فتحة كبيرة في الجسم.
- نجلاء الزعفراني: في بعض الحالات المرضية لا يمكن اجراء العملية بالمناظير نظراً لحساسية وضع المريض، مثلا عندما يحدث هبوط حاد في الضغط او نزيف حاد مستمر يستدعي التدخل السريع، لكن في غير هذه الحالات فإن الجراحة باستخدام المنظار تعتبر الطريقة الامثل والأنجع للذين يعانون من مرض السكري الذين لديهم قابلية لحدوث التهاب في الجروح وبطء في الالتئام وبالتالي تجنب الشق الجراحي يعتبر حلا مثاليا بالنسبة لهم.
? كيف يتم علاج هذه الحالات؟
- نجلاء الزعفراني: ان تحديد طريقة العلاج تتم لكل حالة على حدة بحسب الأعراض المرضية والعمر والمشاكل السابقة، ويكون العلاج إما بواسطة المنظار الجراحي أو الجراحة التقليدية.
وفي حالة الحاجة إلى المنظار الجراحي؛ فلا بد أن يتم على يد طبيب له خبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات، كون أن العملية الأولى هي الأنجح دائما، لكن إذا كانت المريضة سبق واجرت عده عمليات جراحية فقد يكون عندئذ إجراء المنظار الجراحي صعبا بسبب احتمال وجود التصاقات سابقة في البطن ولكن هذا يختلف من مريض لآخر.
? ما مدى استجابة المرضى لهذا النوع من العمليات؟
- ريا القزويني: هذا النوع من العمليات يلقى استحساناً كبيراً وتجاوباً من قبل المرضى سواء في المستشفيات الحكومية او مستشفيات القطاع الخاص، لا سيما لجهة سرعة التماثل للشفاء والعودة إلى الحياة الطبيعية، إضافة إلى كونه قليل المخاطر والمضاعفات، فجميع العمليات التي اجريتها في السنوات السابقة كانت ناجحة والمريضات اللاتي اجريت لهن الجراحة بالمناظير شُفين بنسبة 100 في المئة ونسبة حدوث الالتصاقات بعد الجراحة بواسطة المنظار كانت قليله جداً، وهي عادة أقل بكثير من تلك بعد إجراء الجراحة التقليدية.
إن هذه الطريقة الحديثة في الجراحة تجتذب المرضى بغض النظر عن كلفتها التي عادة ما تكون اعلى من تكلفة العمليات التقليدية بنسبة تصل إلى 20 في المئة، إلا ان الفوائد التي يجنيها المريض بعد العملية تستحق، والاقبال عليها حالة تعبر عن توجه صحي في المجتمع، فمدى أهمية وميزة العمل الجراحي بالتنظير يكفي حيث إنها عملية تحتاج لفتح بطن بطول لا يقل عن 20 سنتيمتراً يتم اجراؤها من خلال فتحتين كل واحدة منهما أقل من سنتيمتر واحد، على سبيل المثال، ويمارسها بعدها المريض اعماله كالمعتاد.
? هل من حاجة إلى تقطيب؟
- نجلاء الزعفراني: ان جراحة المنظار عملية جراحية كاملة بتقنيات طبية اكثر تطورا وتحتاج إلى غرفة عمليات كاملة ومجهزة وتخدير كامل للمريض وتحضيراً دقيقاً قبل العملية لجهة التعقيم والخطوات اللازمة لتفادي حصول المضاعفات، لذا فمن الضروري ان تتم في مستشفى متخصص بوجود اطباء تخدير ذوي كفاءة عالية.
? كيف سيكون مستقبل الجراحة؟
- ريا القزويني: في الوقت الحاضر يمكن القول ان المناظير الجراحية اصبحت تقوم بكل شيء تقريباً في الامراض النسائية باستثناء عملية الولادة، ولن يقتصر الامر عند هذا الحد فأصبح هناك الروبوت الجراح الذي يقوم بإجراء العملية بالكامل من بدايتها وحتى نهايتها، بحيث يتسلم هذا الروبوت جميع الأدوات الجراحية ويتم توجيهه من قبل الطبيب في غرفة صغيرة مجاورة لغرفة العمليات أو حتى من منزله من خلال الكمبيوتر، فيقوم الجراح بتوجيه الروبوت ويقوم الروبوت بدوره بتنفيذ الأوامر وترجمتها إلى خطوات جراحية حقيقية داخل جسم المريض دون مضاعفات، ويكون الطبيب قادراً من خلال الروبوت على السيطرة على اي طارئ حتى ولو كان نزيفاً، لكن هذا الاختراع يلزمه سنوات لكي يتم تعميمه على المستشفيات ويصل إلى المستشفيات الكويتية.
بطاقة تعريف
• الدكتورة ريا القزويني استشارية في أمراض النساء والتوليد، خريجة جامعة الكويت كلية الطب، وحاصلة على ماجستير ودكتوراه في أمراض النساء والتوليد البورد الكويتي، ولديها خبرة عملية تصل إلى 19 سنة في مستشفيات الكويت الحكومية والخاصة (العدان والصباح والسيف والسلام)، وحائزة على دبلوم في جراحة المناظير وزمالة في كلية الجراحين العالمية للمناظير.
• الدكتورة نجلاء الزعفراني استشارية أمراض نساء وتوليد في مركز عناية الطبي، حاصلة على بكالوريوس في الطب من جامعة القاهرة، والزمالة البريطانية في لندن، ولديها خبرة لأكثر من 20 عاماً في أمراض النساء والتوليد، وحائزة على دبلوم في جراحة المناظير من جامعة كليرمونت فيراند في فرنسا، والزمالة في كلية الجراحين العالمية للمناظير.