حديث الذكريات / «معجزة القرن العشرين» قلّبت ذكرياتها واستعادت زياراتها للكويت (1 - 2)

هيام يونس لـ «الراي»: أتقنتُ «غني لي شوي شوي»... وأنا في الرابعة!

1 يناير 1970 03:38 م
في مصر جذبتُ الأنظار في فيلم «قلبي على ولدي» أمام عمالقة الشاشة أمثال كمال الشناوي وأمينة رزق

في السابعة مثلتُ في فيلم «إلى أين؟» الذي حاز جوائز في مهرجان «كان»

غنيّتُ اللون الخليجي بلهجات مختلفة... منها الكويتي والبحريني واليمني

كنتُ أوّل مَن غنى اللون الجزائري الذي عاد وراج في التسعينيات

أنا أول فنانة عربية زارت الخليج... وكانت أولى زياراتي للكويت العام 1961

سجلتُ لتلفزيون الكويت أغنية وطنية بعنوان «يا كويتنا»
في رصيدها الفنّي العريق ما يزيد على 700 أغنية بلهجات متنوّعة، إلى جانب عشرات الأعمال التلفزيونية الغنائية لمصلحة محطات لبنانية وسورية وأردنية وخليجية. إنها الفنانة اللبنانية هيام يونس التي تروي لـ «الراي»، في هذا الحوار، كيف بدأت مسيرتها الطويلة كطفلة معجزة في السينما المصرية، حين شاركت عملاقة التمثيل آنذاك، أمينة رزق وكمال الشناوي في فيلم «قلبي على ولدي». تحمل ألقاباً كثيرة حصدتها على امتداد مراحلها الفنية، بدءاً بـ «الطفلة المعجزة»، و«معجزة القرن العشرين»، وهو اللقب الذي أغدقه عليها الرئيس اللبناني الراحل بشارة الخوري الذي احتضنها مع الرئيس الراحل رياض الصلح، ثم بلقب «نجمة الشرق»، حين باعت إحدى أغنياتها مليون نسخة، وبعدها «مطربة القصائد»، فـ «المطربة المثقّفة». ولإحساسها المرهف وصفها الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب بـ «صاحبة أخطر إحساس». هذه الألقاب كلّها جمعتها المطربة القديرة هيام يونس في شخصيتها الفنية والإنسانية وجابت بها العالم العربي، منشدةً بلهجاتِ مختلف الأقطار، حتى لقّبها النقّاد بـ «الجامعة العربية الفنية». وفي حوار عن الذكريات الجميلة تروي هيام يونس لـ «الراي» كيف بدأت مسيرتها ومَن التقت في حياتها، ولماذا اعتكفت وما خطوتها الفنيّة الجديدة ؟:

• في نبذة عامة عن حياتك ودخولك المجال الفنّي وأنت طفلة لم تتجاوز السنوات الخمس، ماذا تقولين؟

- وُلدتُ في بلدة جبلية اسمها تنورين في شمال لبنان، وظهر نبوغي الفني وأنا في الرابعة من عمري عندما غنيتُ للمرة الأولى للراحلة أم كلثوم «غني لي شوي شوي».

وفي سن الخامسة سافرتُ مع أهلي للعيش في مصر عاصمة الفن العربي آنذاك، وسرعان ما جلبتُ الأنظار صوبي حين شاركتُ في فيلم «قلبي على ولدي» أمام أشهر عمالقة الشاشة المصرية، أمثال كمال الشناوي وأمينة رزق.

وقدّمتُ في هذا الفيلم الأغنية الأكثر شهرة في مصر والدول العربية والتي تذاع كل شهر رمضان، وهي «وحوي يا وحوي»،

وأيضاً «اصحى يا نايم». وحين بلغتُ السابعة مثلتُ في فيلم «إلى أين؟» الذي وضع لبنان على خريطة السينما في العالم، وحاز جوائز في مهرجان «كان» السينمائي.

• كيف دخلتِ المجال الفنّي؟ ولماذا كانت البداية من مصر على عكس بقية النجوم الذين انطلقوا من وطنهم الأم؟

- في الحقيقة الأمر أتى بالمصادفة، فقد اعتاد والدي وأصدقاء له السهر في أحد كازينوات بلدة عاليه، وتعوّد أن يأخذني معه. ومنذ طفولتي كنتُ أعشق الغناء ولم يكن في تلك الحقبة أهمّ من أم كلثوم، فصعدتُ مرّة على المسرح وأديت «سلوا قلبي» للراحلة العظيمة فنال أدائي إعجاب جميع الحاضرين وبينهم صاحب الكازينو، فطلب الأخير من والدي أن أؤدي كل أسبوع وصلة غنائية ليدخل في منافسة مع كازينو آخر، باعتبار أنني طفلة صغيرة وأؤدي أغنيات طربية بحرفية عالية.

وبعد فترة زارنا صاحب الكازينو طالباً من أمي أن تسمح لي بالغناء والسفر إلى مصر. لم تفهم أمي كلامه، لكن والدي فرح بالأمر وقرر الانتقال إلى مصر كي أنطلق من هناك، وهكذا تحقق الحلم حين شاركتُ في فيلم «قلبي على ولدي»، ومن ثم كرّت مسبحة الأعمال الفنية.

• في هذا الفيلم شاركتْ معك شقيقتك الفنانة الراحلة نزهة يونس. كيف دخلت هي الأخرى الفن؟

- صحيح، نزهة كانت تملك صوتاً رائعاً وهي أكبر مني سناً، لكنها كانت طفلة أيضاً. حين اتفق مخرج الفيلم آنذاك مع والدي على أن تشاركني نزهة في الفيلم وهذا ما حصل، وكل واحدة منا اختارت لونها ومشت في طريقه، غير أن القدَر كان لها بالمرصاد فقد توفيت نزهة في العام 1990 وهي في عزّ عطائها،

وفارقت الحياة نتيجة أزمة قلبية مفاجئة.

* ماذا بعد «قلبي على ولدي»... كيف سارتْ الأمور؟

- الفيلم حقق نجاحاً كبيراً، وقوبل دوري فيه باستحسان أهم النقّاد المصريين، وبعد سنتين تم الاتفاق مع والدي على أن أقوم بدور في فيلم «إلى أين؟» للمخرج اللبناني الراحل جورج نصر، وهذا الفيلم لم ينجح في مصر والدول العربية فقط، بل وضع السينما اللبنانية على سكة الأفلام العالمية،

وكان الفيلم الأول الذي شارك في مهرجان «كان»، وبعد هذا الفيلم دخلتُ الفنّ جدّياً وبدأتُ في الغناء ومن ثم التمثيل.

• تتحدثين عن مرحلة طفولية دقيقة. كيف كنتِ تنسقين بين دروسك وعملك المكثّف في المجال الفني؟

- كان الأمر صعباً جداً عليّ. تصور مثلاً أن طفلة في سن السابعة والعاشرة إلى سن الـ 14 وهي تدرس سنتين في سنة، أي كنت طوال السنة حتى في فصل الصيف أدرس لأعوّض عن الأيام التي كنت أغني فيها وزملائي في الصف يدرسون.

• كنتِ أول فنانة عربية تزور الخليج، وأول مَن غنى هذا اللون مع ألوان غنائية أخرى، حدثينا عن تلك المرحلة؟

- فعلاً، عندما أراجع تاريخي الفني أشعر بسعادة عارمة، لكن ممزوجة مع لوعة وحسرة، لأنني لم أنل حقي الكبير كما يجب! تصوّر أنني غنيّتُ اللون الخليجي بلهجات مختلفة منها الكويتي والبحريني واليمني، كما غنيتُ اللون الجزائري، وكنتُ أولى الفنانات والفنانين الذين غنوا هذا اللون الذي راج في ما بعد بالتسعينات من القرن الماضي. اللون السوداني أديتُه أيضاً، ولم تقم بهذه الخطوة سوى الراحلة العظيمة صباح،

إضافة إلى اللونين التونسي والمغربي. وقد بلغ رصيدي من الأغنيات 700 أغنية ما عدا الأعمال الغنائية التلفزيونية. وأنا أول فنانة عربية زارت دول الخليج، وكانت أولى زياراتي لدولة كويت سنة 1961 وسجلتُ في هذه الزيارة أغنية وطنية لتلفزيون الكويت بعنوان «يا كويتنا»، كما سجلتُ أغنيات عدة أخرى في زياراتي العديدة لدولة الكويت أذكر منها «يا من يسلّم لي على الغالي» من ألحان الفنان عبدالحميد السيد وكلمات الشاعر الغنائي الراحل بدر الجاسر العياف، «حبيبي ساكن الدسمة»،

«أغلى الحبايب زعلان»، وغيرها. وقدّمتُ أيضاً أغنيات خليجية أخرى منها: من السعودية «سمراء»، من عمان «يا عمان قابوس أحيا الفرحة بالنفوس» و«سمراء يا حلم الجميع» و«يا نسيم الصبح سلّم» ومن قطر «على الزمن صار لي عتاب»، ومن الإمارات أغانٍ تراثية عديدة، وغيرها.

• بالنسبة إلى اللون الخليجي، ما أهمّ أغنية قدّمتِها من هذه المدرسة وكانت وجه السعد عليك؟

- بلا تردُّد،

هي أغنية «تعلق قلبي طفلة عربية»، وهي من ألحان الفنان السعودي طارق عبدالحكيم، وكلمات الأغنية مقتبسة من قصيدة لامرئ القيس. وطبعاً لا أريد نسيان أغنية «ما باله لا يرحم» و«سمراء» و«رمت الفؤاد مليحة» و«سافر يا حبيبي وارجع» و«جدلي يام الجدايل جدلي» و«إيش تنفع دمعات العين» وغيرها.

في الحلقه المقبلة



«دق بواب الناس» من الأغنيات الخالدة ولم أتوقّع أن تنال هذا النجاح ولا أعرف سرّها إلى الآن

لم تكن بيني وبين سميرة توفيق غيرة إطلاقاً... كنا نعيش في زمن الحب والاحترام

رغم كل نجاحاتي وأعمالي وأسفاري لم أجد المال الكافي لشراء شقة... فقد كنتُ مسؤولة عن عائلة كبيرة!

لم أعتزل ولكنني معتكفة... ومنذ 7 سنوات سافرتُ إلى قطر وأحييتُ حفلة غنائية وكانت معي نانسي عجرم

نانسي عجرم «فراشة» وغنينا معاً «دق بواب الناس»

بصدد تحضير ديوان شعري سيصدر قريباً