حديث الذكريات / نجمة كبيرة أحدثتْ ثورة في الأغنية العربية وغيَّرت مظهرالفنانات (2 من 3)

طروب لـ «الراي»: فريد الأطرش عرض عليّ الزواج... بشرط التوقُّف عن الفن!

1 يناير 1970 02:06 م
لم تكن بيني وبين صباح غيرة عاطفية... وقصة حبي لرشدي أباظة صنعتها الصحافة!

نعم ندمتُ على عدد من الأفلام... لا سيما التي كانت تحمل الطابع البوليسي

ارتديتُ القصير والمايوه... لكن بعيداً عن الابتذال والإيحاءات الرخيصة كما نرى اليوم

أقدِّر حب الفنانات الجديدات لترديد أغنياتي... لكنني أنزعج لعدم ذكر المصدر الأصلي للأغنية

لم تتصل بي أي فنانة لتستأذنني لإعادة تأدية أغنية لي... إلا ألين خلف التي تصرفت بمهنية

الأطرش مَن وقع في غرامي ولست أنا... وكان غيوراً جداً فبقينا صديقين!
فنانة مخضرمة، آتيةٌ من الزمن الجميل، لا يزال جمهورها يذكرها ويستحضر تميّزها اللافت، ليس بحسنها الشكلي فقط، ولا بصوتها العذب الجبلي وحسب، بل بجرأتها على تجاوز العرف السائد في عصرها، حتى انها أحدثت ثورة في عالم الغناء والمغني معاً، لتجتاح بثورتها شكل الأغنية ومضمونها... والجمهور على السواء!

إنها الفنانة طروب، صاحبة الأغنية الذائعة الصيت «يا ستي يا ختيارة» وغيرها. لا يزال تاريخ الغناء العربي يذكر أنه في زمن الطرب الذي كانت تسطع في سمائه الأسماء اللبنانية صباح وفيروز ونجاح سلام،

كانت وحدها طروب - أو أمل جركس كما تقول شهادة ميلادها - أول مطربة عربية تلحّن لنفسها أهمّ أغنياتها، وأول مطربة تغني وهي ترتدي البنطلون، متمايلةً على خشبة المسرح، وبيدها «الميكروفون» النقال! أرشيفها الفني الطويل يحتضن عشرات الأغنيات وعشرات الأفلام اللبنانية المشتركة بين مصر وسورية، حتى اعتزالها العام 1994

وارتدائها الحجاب وابتعادها عن الفن وبريق الإعلام إلا نادراً.

... الفنانة «طروب» المتحدِّرة من عائلة أردنية شركسية، والمقيمة في القاهرة، حظيت بالكثير من مظاهر التكريم، وكان آخرها قبل نحو شهر في زيارة خاطفة إلى بيروت التي كرَّمتها في حفل خاص على مجمل مسيرتها.

«الراي» التقت الفنانة طروب، وأدارت معها لعبة السؤال والجواب، ففتحت الفنانة خزانة الذكريات البعيدة المحمَّلةً بعبق الزمن الجميل، وكشفت الغطاء عن أيامها الحالية التي تعيشها في بيتها الوحيد الذي تمتلكه في حي الزمالك الراقي بالقاهرة.

• في ما يتعلق بالرجال، ألم يلفت نظرَك رجل آخر، لا سيما وأن الوسط الصحافي تحدّث سابقاً عن علاقة غرامية جمعتك مع الموسيقار الراحل فريد الأطرش؟

- لم أقع في الحب الحقيقي إلا مع زوجي المصري الذي وافته المنية قبل فترة. أما بالنسبة إلى العلاقات الأخرى، فكانت ضمن إطار الإعجاب فقط، وهذا طبيعي بحكم عملي وسط الأضواء. وبالنسبة إلى العلاقة مع فريد الأطرش، فالحقيقة أنه هو مَن وقع بغرامي وليست أنا، وقد لحّن لي أغنية «على الكورنيش»، وحاول مراراً طلب الزواج مني، لكنني كنتُ أتفادى هذا الطلب، فقد كان فريد رجلاً غيوراً جداً، وكان يريد مني شيئاً صعباً جداً، وهو أن أتوقف عن الفن، ولم أقبل الفكرة يومها، وبصراحة لم أندم يوماً على قراري، لأن الفن كان كل حياتي، وكنتُ أشتغل لأصرف على عائلتي المؤلفة من أمي وشقيقتي وشقيقي وجدّتي التي غنيتُ لها أغنيتي المشهورة: «يا ستي يا ختيارة».

لكن يبقى أن فريد كان صديقاً قريباً جداً، وكنت أزوره مع جمال في منزله في الزمالك، وكنا نسهر أسبوعياً، لكن علاقتي به لم تتعدّ الصداقة فقط.

• كان هناك كلام عن خلافات وغيرة بينك وبين الراحلة صباح، هل هذا صحيح؟

- هذا الكلام غير دقيق. الله يرحمها، صحيح أننا لم نكونا صديقتين كثيراً، لكن لم يكن هناك خلاف بيني وبينها، وبعض الصحافيين أطلقوا إشاعة عن علاقة حب بيني وبين رشدي أباظة، وأن صباح انزعجت من الأمر، وهذا غير صحيح بالمرة. وقد شاركتُ معها في بعض الحفلات والمهرجانات في لبنان وسورية، كما شاركتُ معها في فيلمين، وإن لم يكونا على المستوى المطلوب، أذكر واحداً منهما يحمل اسم «عصابة النساء».

• من خلال الأرشيف الفني يتبيّن أنك أول فنانة اعتمدتِ أسلوب «الفيديو كليب» في تصوير الأغنية؟

- هذا صحيح تماماً، فأوّل فنانة غنت على هذه الطريقة هي أنا، وكنت أصوّر أغنياتي خارج الاستديو، وبعضها صوّرتُها في لبنان وبعضها الآخر في دمشق، وارتديت ملابس «سبور» وصففتُ شعري بطريقة شبابية بحتة. كانت أياماً جميلة لا أزال أفتخر بها.

• هل تندمين على بعض أعمالك الغنائية والتمثيلية وتقولين: ليتني لم أقدمها؟

- بالنسبة إلى الأغنيات لم أندم أبداً، فأنا لم أقدّم أي أغنية فاشلة، وجميع الأغنيات كانت ناجحة، وليس هناك دليل أصدق من استمرارها حتى اليوم. ولكن ربما لا يعرف الجيل الجديد أنني مطربتها الأصلية، وهنا يقع الحق على الإعلام بصراحة. أما على صعيد السينما، فأقول نعم ندمت على عدد من الأفلام، ولا سيما التي كانت تحمل الطابع البوليسي. ويومها كان التلفزيون محصوراً في القطاع الحكومي، ولا يمكننا الظهور باستمرار، فشاركتُ في بعض الأفلام من أجل الانتشار أولاً، ثم بدافع المردود المادي، لأنني كما قلتُ سابقاً كنتُ معيلة لأهلي، ولكن في المقابل هناك بعض الأفلام التي أعتزّ بها.

• هل تحتفظ ذاكرتك بشيء من هذه الأفلام الجيدة أو السيئة في تقديركِ؟

- حقيقةً لا أتذكر جيداً العناوين والأسماء، ولكن هناك بعض الأفلام المشتركة بين لبنان وسورية لم أكن مقتنعة بها، غير أن جودة الأغنيات في هذه الأفلام ونجاحها خفّفا من حزني على ضعف الأدوار فيها.

• في زمانك كانت الحشمة مهمة للفنانة، بعكس اليوم، مع العلم أنك كنتِ جريئة في ارتداء القصير حتى انك تصوّرتِ بالمايوه على غلاف المجلات، هل فتحت طروب هذا الباب لفنانات الجيل الجديد؟

- في الواقع الموضة موجودة في كل زمان، لكنها تتطوّر مع الوقت. في عصر الستينات ظهرت ثورة الموضة وحرية التعبير لدى الشباب، وكنتُ صغيرة حينها فركبتُ هذه الموجة. وصحيح ارتديت القصير والمايوه، وكذلك فعلت أخريات، ولكن بعيداً عن الابتذال والإيحاءات الجنسية الرخيصة كما تبدو الحال اليوم. فأنا مثلاً تصوّرتُ بالمايوه، ولكن ليس بهدف بيع الغلافات والإثارة، فقد حصل هذا الأمر مرّتين على غلاف مجلة «الشبكة»، وفي إحداهما كنتُ أصور فيلماً في مسبح «السان جورج»، وأتى مصوّر المجلة مع الصحافي شفيق نعمة، وأجرى الأخير حديثاً معي وأخذوا صوراً، لي ونشروها على المجلة.

• مَن اختار لك اسم «طروب»؟

- خلال مشاركتي في برنامج للهواة اسمه «ألوان» كان يُعرض على القناة السورية الرسمية، قررت اللجنة تغيير اسمي من أمل، لكونه اسماً غير فني، إلى طروب، وهذا ما حصل.

• هل يُزعجك إعادة تأدية أغنياتك القديمة بصوت فنانات الجيل الجديد؟

- حقيقةً لا أنزعج من هذا الأمر، وأشعر بالسعادة كوني تركتُ إرثاً فنياً لا يزال قائماً حتى اليوم ويرغب فيه الناس، وأقدّر حب الفنانات الجديدات لهذه الأغنيات، ولكن ما يزعجني في الموضوع هو عدم ذكر المصدر الأصلي للأغنية. فضلاً عن ذلك، لم تتصل بي أي واحدة منهنّ لتأخذ إذني. فهناك حقوق معنوية ومادية لهذه الأغنيات، ولا سيما التي لحنتُها بنفسي، والاستثناء الوحيد هو المطربة ألين خلف التي كانت مهنيةً في هذا الموضوع.

• هل كنتِ راضية عن تأدية ألين خلف عدداً من أغنياتك؟

- بكل صراحة «نعم»، هي فنانة لذيذة ومهضومة، وتذكّرني بنفسي حين كنتُ في سنّها، وحين أعادت أغنية «يا صبابين الشاي» شعرتُ كأنها أنا على المسرح.

في الحلقه المقبلة
في الحلقه المقبلة
في الحلقه المقبلة
في الحلقه المقبلة




لا أتحسر على عدم إنجابي أولاداً... وإيماني بالله يشعرني بأنني لستُ وحيدة

كان لديّ منزلان في لبنان... وبسبب إقامتي في مصر بعتُ كل شيء واشتريتُ منزلي في الزمالك

أملك رصيداً مادياً لا بأس

به وحياتي مستورة... والأهمّ أنني راضية عن نفسي

بلغتُ الـ 75 من عمري... لكنني أهتمّ بمظهري وأحافظ على رشاقتي وأعيش حياتي الطبيعية