«ساق البامبو»، رواية للمبدع سعود السنعوسي، استطاع من خلالها أن يتنقل بنا بين المشاهد التصويرية الحقيقية التي تستشعرها وفي شكل مباشر... رواية تجمع بين ثقافتين، واحدة تتطلب منك بذل الجهد والاعتماد على النفس رغم المشقة والتعب، والأخرى تعلمك الكسل والاعتماد على الآخرين، لأنك مترف.
انتقلت بنا الرواية إلى فصول كنا نجهل تفاصيلها رغم سماعنا لعناوينها الرئيسية، وهو زواج كويتي من خادمة فيليبينية. ولكننا تعرفنا وفي شكل مباشر على حياتهما من خلال الرواية وكيف يعيش أولادهما بين بلدين مختلفين في الثقافة والعادات، وهناك اختلاف واضح في المركز المالي لكلا الوالدين.
استطاع السنعوسي أن يفتح بصائرنا على أمور كنا نجهلها. جعلنا نتعاطف معه من دون سابق إنذار. نقرأ روايته لنبحث عن الأمل الذي نتمناه له وليس لأنفسنا. صحيح أن شعور الأم تجاه أولادها لا يختلف من بلد أو ديانة، بل هو شعور واحد يجعلك تقف احتراماً لها، وهي بحق يستطيع أن يوليها الأبناء تقديراً أكثر من الأب. سعود أنت مبدع لأنك كتبت هذه الرواية وأنت تعيش فصولها لحظة بلحظة...
اليوم، تعرض هذه الرواية في شكل درامي على تلفزيون «الراي» بقيادة «سندريلا الشاشة الخليجية» الأستاذة سعاد عبدالله. وبرأيي فان نجاح هذا المسلسل يتعلق وفي شكل مباشر بإيمان كل الممثلين بالأدوار التي يقومون بها. «ساق البامبو» عمل ضخم يستحق التقدير والتشجيع، وهو بلا شك يحاول توصيل رسائل عدة لهذه المجتمعات الثرية التي لا تشعر بمعاناة الفقراء الذين يعيشون بيننا في أحيان كثيرة لأنها تبحث في الغالب الأعم عن مصالحها وشهواتها من دون النظر إلى النتائج...
علينا أن نهتم بكل من يعمل لدينا، فكل واحد منهم لديه قصة مختلفة الفصول، والواجب علينا احترام مشاعرهم ومعاملتهم في شكل إنساني خصوصاً مع قدوم شهر الرحمة والغفران شهر رمضان. ونتضرع إلى الباري عز وجل أن يديم على بلدنا نعمة الأمن والأمان تحت ظل صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين، ونسأله سبحانه أن يحقن دماء المسلمين في كل مكان... اللهم أعز الإسلام والمسلمين.
إضاءة
هل يشهد مسلسل «ساق البامبو» عودة حقيقية للدراما الكويتية والخليجية، من خلال نص هادف يحاول تثقيف المجتمع ويعزز المبادئ والقيم الخليجية؟
[email protected]