التجاذبات تربك الحكومة وتعقّد مسار استيلاد قانون انتخاب جديد
«انكسار الجرّة» بين الحريري وجعجع كرّس «خلْط الأوراق» في لبنان
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
02:02 م
حرب ردّ ضمناً على باسيل: لن أناقش بعض أقزام السياسة والسفهاء
ما كادت تداعيات المعارك الانتخابية في استحقاق الانتخابات البلدية التي انتهت الأحد الماضي في لبنان تبدأ بالانحسار، حتى اندلعت تحت وطأتها معارك سياسية تبدو نتيجةً حتمية لما يمكن وصْفه بتَبادُل «الضرب تحت الزنار» بين الأفرقاء السياسيين الذين كانوا في صفّ واحد.
وبدا واضحاً في هذا السياق ان الافتراق الكبير بين أطراف قوى 14 آذار الذي بدأ قبل أكثر من ستة أشهر مع ترشيح زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية وترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في المقابل العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، قد اتخذ وجهاً صدامياً جديداً بعد انتخابات منطقة الشمال التي شكلت مسرحاً إضافياً لزيادة عوامل التفرقة والتوتر وخصوصاً بين «القوات» و«المستقبل».
واتّضح هذا البُعد بقوّة ليل الأربعاء عندما انفجر سجال حادّ بين الحريري وجعجع عقب مقابلة تلفزيونية للأخير تحدّث فيها بإسهاب ومن زاويته الخاصة عن قراءته لمجريات معارك الشمال الانتخابية، وغمز مراتٍ كثيرة من قناة حليفة السابق الحريري سواء في موضوع الانتخابات البلدية او في أزمة رئاسة الجمهورية، فكان ان سارع زعيم «المستقبل» بعد منتصف الليل الى الردّ على رئيس «القوات» عبر «تويتر».
وفيما كانت الانتقادات المبطّنة التي وجّهها جعجع الى الحريري تركّزت على تحالفات انتخابية عقدها الأخير مع أطراف مناهضين لقوى 14 آذار، معتبراً ان فوز وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي في معركة طرابلس كان نتيجة انتفاضة شعبية - سياسية، داعياً تيار «المستقبل» الى التعامل معها بجدية وآخذاً عليه انه ضدّ «تحالف معراب» (بين جعجع وعون)، جاء ردّ الحريري عليه من باب الأزمة الرئاسية، اذ غرّد بدايةً: «لا يا حكيم نحن مش ضدّ التحالف بس نحنا كمان قلنا حق نبقى واقفين مع الي وقفوا معنا من 2005». وبعدما ردّ رئيس «القوات» مباشرة في مقابلته سائلاً هل «(النائب) سليمان فرنجية وميريام سكاف وقفوا معك في الـ2005؟ نحن أكثر ناس وقفنا معك»، أكمل زعيم «المستقبل»: «للتوضيح مع حفظ الألقاب الي وقفوا معي دوري شمعون، وسامي الجميل وبطرس حرب والياس المر وهادي حبيش، وفريد مكاري اذا حابين فيني كمل»، ليضيف: «يا حكيم اول مَن رشحك للرئاسة كان سعد الحريري فقط للتذكير لكن البلد اهم منك ومني والي عطل مبادرتي لإنهاء الفراغ الرئاسي هو انت وحزب الله»، قبل ان يكمل: «الاجندة الوحيدة التي تحركني هي اجندة وطنية وليست طائفية او مذهبية ولا بفكر بربح شخصي اهم شي انه البلد يربح والشعب يعيش».
وأكثر ما استوقف أوساطاً سياسية في ردّ الحريري انها المرة الأولى علناً التي يضع فيها الحريري زعيم «القوات» على قدم المساواة مع «حزب الله» في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، ولو من زاوية تَمسُّكهما بترشيح عون.
وهذا التطور أدرجته هذه الأوساط المواكِبة للتداعيات الناشئة عن الانتخابات البلدية في اطار ارتسام طلائع مشهد سياسي جديد ينطوي على الكثير من خلط الأوراق والمواقع والتحالفات، الأمر الذي يعيد الى الواجهة ملفات الأزمة السياسية والرئاسية بوجهٍ شديد السخونة انطلاقاً من تصفية حسابات بدأت تتخذ بعداً مؤثرا بقوة على المسرح الداخلي.
وتشير الأوساط الى ان التداعيات هذه لن تقف عند حدود اتساع الخلافات والتباينات بين حلفاء الأمس، ولكنها تتمدّد في اتجاه ملفٍ شائك آخر هو قانون الانتخابات النيابية الذي تواصل اللجان النيابية المشتركة درسه في جلسات أسبوعية وتثبت مداولاتها حوله عمق التعقيدات والخلافات بين القوى السياسية على النظام الانتخابي الجديد الذي يفترض ان يتبع مكان القانون الحالي المسمى قانون الستين (1960 ). واذ تصاعدت الخلافات بقوة في الجلسة الأخيرة اول من امس، أبدت الأوساط شكوكاً واسعة في امكانات التوصل الى قواسم مشتركة بين الكتل النيابية، علماً ان البحث يُحصر بصيغة للنظام الانتخابي المختلط بين النظام الاكثري والنظام النسبي.
وتلفت الأوساط نفسها الى ان مناخ النقاش النيابي حول قانون الانتخاب سيتخذ منحى جديداً أكثر تعقيداً من السابق، نظراً الى التداعيات التي أحدثتها نتائج الانتخابات البلدية، والتي أشعلت المخاوف الضمنية في صفوف كل القوى والأحزاب، الأمر الذي سيُترجم تشدداً إضافياً حيال مواقفها ومصالحها الانتخابية.
وقالت هذه الأوساط ان اندلاع السجال الاخير بين الحريري وجعجع أعاد بقوة الى الواجهة ايضاً السيناريوات المتشائمة حيال أزمة الفراغ الرئاسي، التي تبدو مقبلة على مراوحة طويلة الأمد، وسط بلبلة داخلية كبيرة وانعدام أفقِ اي تحرك خارجي فعال في إنهاء هذه الأزمة، علماً ان جلسة انتخابية لانتخاب رئيس الجمهورية حملت الرقم 40 انعقدت امس وكانت الاولى بعد تجاوُز الأزمة في 25 مايو الماضي سنتها الثانية بلا طائل بفعل فقدان النصاب.
وأعربت الأوساط عيْنها عن اعتقادها ان المرحلة المقبلة ستكون مفتوحة على الكثير من الارباكات الداخلية التي ستنعكس بدورها على الواقع الحكومي، حيث عادت امس مثلاً ملامح تجاذبات تَتهدّد الحكومة بالشلل في إنتاجيتها جراء تَبايُن حول ملف إقامة سدّ جنّة المائي (على مجرى نهر ابراهيم في منطقة جنة - جبيل)، الذي أحدث خلافاً واسعاً دفع بفريق عون الذي يتبنى مشروع السد الى التلويح بتعطيل جلسات الحكومة.
كما ان الجلسة انعقدت على وقع ارتفاع منسوب التوتر في المقلب المسيحي - المسيحي وتحديداً صهر عون وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الاتصالات بطرس حرب على خلفية نتائج انتخابات الشمال ولا سيما منطقة تنورين (البترون) والقراءة التي قدّمها باسيل لما حقّقه «التيار» في القضاء رغم خسارة الثنائي المسيحي («القوات» - التيار) امام اللائحة التي دعمها حرب في تنورين. وقد ردّ وزير الاتصالات على باسيل ضمناً امس في مؤتمر صحافي عقده مؤكداً «اللبنانيين تواقون للديموقراطية ولن أناقش بعض أقزام السياسة والسفهاء، وقضاء البترون لن يكون مزرعة لبعض السياسيين وتنورين لن تخضع لأحد».
أكدتْ أنها لم تتلقَ ما يكفي لإقناعها «بقيام الدليل على وفاته»
المحكمة الدولية تواصل محاكمة بدر الدين... «الميت»
بعد 19 يوماً عن إعلان مقتل القائد الأمني لـ «حزب الله» مصطفى بدر الدين في دمشق، قررت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الاستمرار في محاكمته (مع اربعة آخرين من «حزب الله») في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، معتبرة انها لم تتلق «أدلة كافية» تثبت مصرعه في 13 مايو الماضي.
وجاء القرار الشفوي الذي اتخذته غرفة الدرجة الاولى في المحكمة (مقرها في هولندا) بموافقة 3 قضاة أجانب وخالفته القاضية اللبنانية الوحيدة في هذه الغرفة (ميشلين بريدي) كنتيجة تلقائية لعدم قدرة الأجهزة الرسمية اللبنانية على الطلب من «حزب الله»، السماح لها بإجراء فحص الـ «دي إن آي» للتثبت من وفاة بدر الدين وتسليم النتائج الى المحكمة التي كانت بدأت في يناير 2011 بمحاكمته ورفاقه الأربعة سليم عياش، أسد صبرا وحسن عنيسي قبل ان ينضمّ اليهم لاحقاً حسن حبيب مرعي، في التخطيط وتنفيذ جريمة 14 فبراير 2005.
وقالت المحكمة في بيان إن «غرفة الدرجة الأولى أصدرت قراراً شفوياً في قضية عياش وآخرين يقضي بمواصلة المحاكمة في انتظار تلقي مزيد من المعلومات من حكومة لبنان عن وفاة المتهم مصطفى أمين بدر الدين... القضاة يعتقدون أنه لم تقدم بعد أدلّة كافية لإقناعهم بقيام الدليل على وفاة بدر الدين».
ولفتت إلى أن «الادعاء ينتظر أجوبة على طلبات للمساعدة بعث بها إلى حكومة لبنان للحصول على مزيد من المعلومات التي تتعلق بما حدث للسيد بدر الدين».
زار مفتي الجمهورية
ريفي لا يريد لقاء «صورة تذكارية» مع زعيم «المستقبل»
| بيروت - «الراي» |
شكّلت زيارة وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي امس لمفتي الجمهورية اللبناني الشيخ عبد اللطيف دريان تطوراً بالغ الدلالات في ضوء استمرار الارتدادات السياسية داخل «البيت السني» التي أحدثها انتصار اللائحة التي دعمها في انتخابات طرابلس على لائحة «التحالف السباعي» بين كل من الرئيس سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي و«الجماعة الاسلامية» وجميعة «الأحباش» (ومعهم قسم كبير من العلويين).
وفيما حرص ريفي على تكرار إهداء «هذا الانتصار لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل من يسير على هذه الطريق ولسائر شهداء ثورة الأرز»، برزت المعلومات عن ان المفتي دريان طلب من وزير العدل المستقيل توحيد الصف السني فوعد الأخير ببحث الأمر، وإن كان وضع بعد انتهاء اللقاء إطاراً لأي لقاء مع الحريري معلناً «المطلوب اجتماع على قضية وليس الصورة التذكارية فقط، لأن ما يجمعنا هو القضية».
واذ اكد «لست عضواً في تيار المستقبل ولكنني مقاتل شرس في وجه من يحاول إلغاء الحريرية السياسية»، شدد على «ان يدنا ممدودة للجميع وتحديداً لكل من يتمسك بالقضية»، متوجهاً بالتحية للرئيس سعد الحريري «وأتمنى له رمضان كريم، وأقول فلنعد الى ثوابت الرئيس الشهيد فهو الذي يجمعنا».
الجيش اللبناني دهم خلية لـ «داعش» في عكار
|بيروت - «الراي»|
أعلن الجيش اللبناني انه في إطار العمليات الاستباقية والنوعية التي تقوم بها وحداته ضد التنظيمات الإرهابية، وبنتيجة الرصد والمتابعة، دهمت قوة خاصة منه، امس، خلية تابعة لتنظيم «داعش»الإرهابي في خربة داود في عكار، وبادر عناصر الخلية المذكورة بإطلاق النار على القوة المداهمة، فردت القوة على النار بالمثل وتمكنت من قتل إرهابي وإلقاء القبض على ثلاثة آخرين، من دون تسجيل أي إصابة في صفوف العسكريين.
وقال بيان للجيش ان «الخلية المذكورة مسؤولة عن قتل ثلاثة عسكريين من خلال كمائن نفذتها في منطقة البيرة والريحانية - عكار، وإصابة رتيب من شعبة المعلومات».