ماء زمزم شفاء نزل به الوحي
مناسك العمرة ترفع اللياقة الصحية... و«لبيك اللهم لبيك» علاج للنفس
1 يناير 1970
09:48 م
اعداد د. أحمد سامح
العمرة هي زيارة بيت الله الحرام لأداء المناسك من إحرام وطواف بالبيت وسعي بين الصفا والمروة والحلق والتقصير.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عمرة في رمضان تعدل حجة معي».
ومن منظور طبي ورؤية صحافية علمية لأداء المناسك نجد أن فيها منافع صحية وطبية عظيمة فضلا عن الأجر الذي هو الغفران.
فارتداء ملابس الاحرام تدريب للنفس على الطاعة والالتزام وتنمية الإرادة وتقويتها ويمنح الشعور بالمساواة بين البشر فيكون في ذلك تطهير للقلوب من الأحقاد والحسد والضغينة التي هي أم الأمراض النفسية.
وكذلك الشعور بالغفران يجعل النفس البشرية مطمئنة فتكون بعيدة كل البعد عن الأمراض العصبية ومناسك العمرة من طواف وسعي وهرولة تحتاج أن يعد المسلم نفسه لأداء هذه المناسك وذلك برفع مستوى لياقته البدنية.
ولقد أثبت الطب الحديث ان ماء زمزم الذي هو هزمة جبريل وسقيا إسماعيل يحتوي على الأملاح الحيوية بالنسب التي توجد في المحاليل الطبية التي تستخدم في علاج هبوط الدورة الدموية والجفاف ليكون علاجاً ربانياً مجانياً.
أداء مناسك العمرة من الإحرام والطواف والسعي والتلبية ومناجاة المولى عز وجل «لبيك اللهم لبيك... لبيك لا شريك لك لبيك... ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك»، هو أعظم علاج للنفس التي تعاني القلق والتوتر وأنجع وسيلة شفاء للجسد الذي يعاني من أمراض العصر.
العلاج النفسي والروحي
«لبيك اللهم لبيك» فيها راحة للنفس القلقة وتهدئة للأعصاب المتوترة ومناجاة لله سبحانه وتعالى تشفي النفس المريضة وتفرج عن أزمات الصدر وكروب الروح.
وشعور المعتمر بأنه بين يدي الله يغفر ذنوبه التي أثقلت نفسه بالمعاناة والندم على ارتكاب المعاصي والذنوب فينشرح صدر المسلم بالغفران فتحل الطمأنينة والسعادة محل القلق والخوف والندم والحزن.
وبذلك يعود المسلم من تأدية مناسك العمرة بنفس مطمئنة ليكتسب مناعة ضد الأمراض العصبية والنفسية فكما يقول علماء الطب النفسي «النفس المطمئنة تملك الوقاية من الأمراض العصبية والنفسية».
المناسك ترفع مستوى اللياقة البدنية
الاستعداد لتأدية مناسك العمرة يرفع مستوى اللياقة وهو تدريب على كل المشقات والتضحية بالراحة والدعة.
وفي ذلك تربية للمسلــــم علــى أن يكــــون فــــي وضــــع استــــعداد لمواجهة الشدائد والصبر على المكـــــاره ومواجهة الحياة، كما فطرها الله بأزهارها وأشـــــواكهــــا، بشهـــــدها ومرهــــا وبذلك يقوى على مقاومة رغبات النفس فـــي التطــــلع لحياة الدعة والرفاهية والخمول.
الإحرام والمكتسبات النفسية
لباس الاحرام فيه راحة للجسد ويشعر المعتمر المحرم بالمساواة بين البشر وانهم متساوون أمام رب العالمين فلا ينفع الإنسان إلا عمله الصالح وفي لباس الإحرام تذكير للإنسان بالكفن الذي يرسخ في وجدانه انه لن ينفع الإنسان سلطانه وثروته وأولاده.
وهذا الشعور يخفف على الإنسان احساسه بالاخفاق والفشل في تحقيق مآربه الدنيوية والذي يولد الحقد والضغينة في القلوب وهما أم الأمراض النفسية.
وفي الالتزام بالاحرام وأداء المناسك تدريب للنفس على الطاعة والالتزام وتقوية الارادة وتنميتها وبذلك يكون في مأمن من الاصابة بالأمراض النفسية لأن النفس التي تملك إرادة قوية لا تصاب بالأمراض النفسية.
أداء المناسك وأمراض العصر
في تأدية المناسك من طواف وسعي اختبار للياقة المعتمر البدنية ومدى ما لحق به من أمراض العصر التي يعاني منها أكثرنا ففي الطواف يرمل المعتمر في الأشواط الثلاثة الأولى وهو الاسراع في المشي مع مقاربة الخطى.
وكذلك في السعي يهرول المعتمر أثناء أشواط السعي السبعة ما بين العلمين الأخضرين.
فقد يعاني البعض بألم بالمفاصل والشعور بنهجان وخفقان وأحياناً ضيق في التنفس أو ألم في منطقة الصدر.
فألم المفاصل يكون بفعل التهاب المفاصل المعروف باسم «خشونة المفاصل» التي تعوق مفاصل فقرات العنق والظهر والركبتين وتصاب العضلات والأربطة حول هذه المفاصل بالتيبس نتيجة قلة الحركة وعدم اعتماد المشي وسيلة للانتقال حيث حلت السيارة مكانه للتنقل والحركة.
ومن أسباب خشونة المفاصل التعرض للهواء البارد المنبعث من مكيفات الهواء الباردة لأكثر من سبعة أشهر في السنة والتي أصبحت مشكلة صحية مقلقة حيث يعاني 40 في المئة من سكان الخليج من هذه الخشونة.
والسمنة وزيادة الوزن عامل مشترك في جميع أمراض العصر التي تسبب الشعور بالنهجان وزيادة الحمل على القلب وعدم استطاعته القيام بمجهود فعند الرمل والهرولة تزداد سرعة ضربات القلب والشعور بالخفقان أو النهجان.
وإذا كانت الحالة متقدمة يشعر الإنسان بألم في الصدر وهذا نذير له بإجراء فحوص على دهنيات الدم والشرايين وعضلة القلب.
وهذه الأعراض نذير مبكر على بداية الاصابة بأمراض العصر بسبب الرفاهية وحياة الدعة والتوتر والقلق لأن طبيعة حياة العصر هي المنافسة.
فارتفاع السكر في الدم والدهنيات الثلاثية والكوليسترول وزيادة ضغط الدم عن معدلاته الطبيعية يجعل الإنسان عرضة للاصابة بتصلب جدران الشرايين وتقلص الشريان التاجي بما يعرف بالذبحة الصدرية.
مناسك العمرة والحج تجعل الإنسان يبتعد عن عوامل الاصابة بجلطات الشرايين التي تصيب القلب بالنوبات وتصيب المخ بالشلل والكلى بالفشل.
الاستشفاء بماء زمزم
ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وســـــلم انه قال لأبي ذر الغفــــــاري عن مـــــاء زمـــــزم وقـــــد أقـــــام بيـــــن الكعبة واســــتــــارها اربعين ما بين يوم وليــــلة وليـــــس له من طعام غيره «انه طــــعام طــــعم» وزاد غير مســـلم باســــــناده «وشفـــاء سقم» اي شـــــفاء مــــن الــــــسقم وروى أحمد في سنده عن زمزم انها «مباركة وطعــــام طعم وشفاء سقم».
وروي عن ابن ماجة عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال «زمزم لما شرب له» وعاشت عليه السيدة هاجر وولدها اسماعيل عليهما السلام فأغناهما عن الطعام والشراب.
مكونات ماء زمزم
تقول الدراسات الطبية الحديــــثة إن ماء زمزم لا يعـــــرف في الدنيا ماء له هذه الـــــــــخواص حيث يــــكثر فيــه ملــــح الصـــــوديـوم والبــــوتاســـــيوم والكلور والكالسيوم وحامض الكبريتيك وحامض الأزوتيك.
أما المقادير فهي كما جاءت بالتحاليل الكيماوية بالمليغرامات في الليتر:
- قلويات 253
- كلوريدات 786
- ماغنسيوم 12.7
- صوديوم 501.6
- بوتاسيوم 20
- نشادر 10
- نشاء عضوي 0.66
- حديد 0.15
- كربونات 365
- كبريتات 190
- كمية الأملاح الذاتية 1620
- المونيوم لا يوجد
- رصاص لا يوجد
الفوائد العلاجية لماء زمزم
أوضحت الدراسات الطبية الحديثة ان هذه النسب من الأملاح الحيوية الموجودة في ماء زمزم هي بالضبط نفس النسب الموجودة في المحاليل الطبية لمعالجة هبوط الدورة الدموية والجفاف والانهاك الحراري الذي ينتج من فقدان الماء والأملاح الحيوية بالجسم بسبب التعرق الغزير.
وتستخدم الأملاح الحيوية في علاج الجفاف الناتج عن القيء المستمر والاسهال الشديد فتعيد الحيوية للإنسان وتعوضه عما يفقد.
وكأن الله سبحانه وتعالى خلق هذه الحياة المباركة لتكون وقاية للحجاج من الجفاف وعلاج هبوط الدورة الدموية والانهاك الحراري والقيء والاسهال.
لقد أراد المولى عز وجل ان يكون ماء زمزم علاجاً ربانياً مجانياً وخالياً من الجراثيم والسموم والكيماويات الضارة.