استشاري الجهاز الهضمي في «دار الشفاء» أرجع السبب إلى ارتفاع معدلات السمنة
عماد الحمر لـ«الراي»: الكبد الدهني سيكون الأشهر في الكويت مستقبلاً
| كتب عمر العلاس |
1 يناير 1970
01:48 ص
الكبد الدهني مرض مزمن مخفي ولا تظهر علاماته إلا عبر السونار أو الفحص الروتيني
70 في المئة من اضطرابات الجهاز الهضمي تتعلق بالجانب النفسي
نسبة الإصابة بفيروس «بي» بين الكويتيين أعلى من «سي»
«دار الشفاء» يضاهي في إمكاناته المستشفيات الحكومية
حذر استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد والمناظير بمستشفى دار الشفاء الدكتور عماد الحمر من تداعيات مرض الكبد الدهني أو التشحمي في الكويت مستقبلاً متوقعاً أن «يكون الأشهر بين أمراض الكبد مستقبلاً في ظل ارتفاع معدلات السمنة في المجتمع الكويتي».
وقال الحمر في حوار صحافي لـ(الراي) إن «الكبد الدهني مرض مزمن مخفي لا تظهر علاماته إلا عبر فحص السونار أو عن طريق الفحص الروتيني» مشيراً إلى انه«في حال الإهمال في علاجه سيؤدي إلى تليف».
وتوقع الحمر ان «تسهم العلاجات الحديثة لفيروس (سي) في ارتفاع نسبة الشفاء منه إلى 100 في المئة في المستقبل القريب بعد ان وصلت الحالية الى نسب مرتفعة تتراوح ما بين 95 إلى 98 في المئة».
وإلى نص الحوار:
•بداية ما الأمراض الباطنية الأكثر شيوعاً في المجتمع الكويتي ؟
- الأمراض الباطنية لا تخص المجتمع الكويتي فقط، وإنما تخص العالم ككل، ونستطيع تقسيم أمراض الجهاز الهضمي إلى جزأين، الأمراض الوظيفية أو الحركية ذات العلاقة بالجانب بالنفسي مثل القولون العصبي، حيث تمثل 60 أو 70 في المئة من المراجعين لمن يعانون من انتفاخات أو اضطرابات ليست عضوية، فيما الأمراض العضوية مثل تقرحات المعدة أوالاثني عشر أوالقولون التقرحي أو أمراض الكبد تمثل النسبة الأقل حيث تتراوح بين 30 إلى 40 في المئة من المراجعين.
•وماذا عن الإمكانات التي يوفرها مستشفى دار الشفاء فيما يخص قسم الأمراض الباطنية ؟
- مستشفى دار الشفاء يضاهي في إمكاناته المستشفيات الحكومية،بل يتفوق في بعض الجوانب، فهناك في دار الشفاء المناظير التشخصية والتي تشمل مناظير المعدة و القولون والقناة المرارية، كما يتوفر بالمستشفى الكبسولة الذكية وهي غير موجودة في كثير من المستشفيات حتى بالقطاع الخاص، لأنها تحتاج تفرغ، وهناك مناظير سونار الجهاز الهضمي يقوم عليها اثنان من الاطباء والوحيدان في الكويت،وعليه كثير من التحويلات في القطاع الحكومي أو الخاص تحول الى مستشفى دار الشفاء.
• كيف ترى نسب الشفاء مع الأدوية الحديثة لفيروسات الكبد ؟
- نظراً لانتشار فيروس «سي» في العديد من دول الغرب فإن البحوث حوله أصبحت كثيرة، وتم اكتشاف علاجات حديثة عدة نجحت في ارتفاع نسبة الشفاء منه إلى ما يترواح ما بين 95 إلى 98 في المئة، ونتوقع ان تخرج أدوية حديثة يمكن ان تصل نسبتها في المستقبل القريب إلى 100 في المئة، ومن مميزات الأدوية الحالية إنها عبارة عن حبوب سهلة حيث يأخذ المريض حبة أو حبتين في اليوم وليس لها أعراض جانبية تذكر.
•هل الأدوية الخاصة بفيروس «سي» هي ذاتها التي يمكن يأخذها المصاب بفيروس «بي»؟
- بالطبع لا...حيث يظن بعض المرضى أن علاجات فيروس «سي» يمكن ان تعالج فيروس «بي» وهو غير صحيح، وأفضل العلاجات الحالية لفيروس «بي تحوله من نشط إلى خامل، ونشير هنا إلى ان نسبة الاصابة بفيروس «بي»بين الكويتيين وإن كانت قليلة، غير انها أعلى من نسبة فيروس «سي».
•فيما يخص العلاجات الخاصة بفيروس «سي»...هل تحوله من نشط إلى خامل أم تقضي عليه تماماً ؟
- العلاجات الحالية لفيروس«سي»تقضي عليه تماماً، والدارسات أظهرت أنه بعد 6 اشهر من العلاج، إذا كانت نتائج فحص الفيروس سلبية، فإن المريض يشفى تماماً من الفيروس.
•تحدثت عن نوع من أمراض الكبد سيكون الأكثر شيوعاً في المستقبل فما هو ؟
-الكبد الدهني أو التشحمي ربما سيكون الأشهر في أمراض الكبد في الكويت وربما يكون أحد أمراض العصر، والسبب يرجع إلى ان نسبة السمنة في البلاد جداً عالية، وقد تكون ثاني دولة في معدل ارتفاعها بين الأطفال والبالغين، وقد تؤدي الإصابة بالسمنة إلى الإصابة بأمراض مثل السكرى وارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول، فضلاً عن الكبد الدهني أو التشحمى.
•هل هناك علامات معينة تظهر ان الشخص يعاني من الكبد الدهني ؟
- معظم المرضى لا تظهر عليهم أى علامات ونكتشفها عن طريق فحص السونار أو عن طريق الفحص الروتيني، فالكبد الدهني مرض مزمن مخفي ومن مخاطره انه لا ينتهي إلا بتليف إذا أهمل علاجه.
•ما الفرق بين تليف الكبد عبر الفيروسات أو التشحم ؟
- الإصابة بتليف الكبد الدهني قد تستغرق وقتاً كبيراً ليظهر على المريض.
•وما سبل العلاج للكبد الدهني ؟
- إنقاص الوزن، وهناك توصية لمرضى السكر بفحص الكبد مثل فحص العين والشبكية، فربما يكون بداية الإصابة تليف الكبد.
•هل وسائل نقل عدوى فيروسات الكبد تختلف عن وسائل نقل الإيدز ؟
- الأسباب واحدة، حيث تحدث عن طريق سوائل الجسم، العلاقات الجنسية، الدم الذي قد ينتج عن علاج الأسنان أو شفرات الحلاقة ذات الاستخدام المشترك، أو نقل الدم الفعلي أو الاحتكاك المباشر خلال العلاقة الجنسية.
• فيما يخص انتقال فيروسات «HIV» أوالكبد عن طريق العلاقات الجنسية كيف تراها ؟
- في حال المصابين بفيروس الكبد الوبائي «بي» أو فيروس«HIV» فإنه ينصح باستخدام الواقي الذكري عند ممارسة العلاقة الجنسية حيث تكون نسبة انتقال العدوى أكبر، فيما لا ينصح به مع المصابين بفيروس سي لأن نسبة انتقال العدوى خلال ممارسة العلاقة الجنسية جداً قليلة بين الأزواج، لكن المشكلة في تعدد العلاقات الجنسية.
•وماذا عن انتقال تلك الفيروسات عبر نقل الدم ؟
- ليس كل مريض يأخذ الدم من آخر يمكن أن يصاب بالفيروسات، فنسبة الإصابة بالفيروس عبر نقل الدم تصل إلى 2 في المئة ومع ذلك وتوخياً للحذر يتم فحص كل شخص يتبرع بالدم، فكيس دم بحجم 500 ملم من مريض مصاب بالايدز أو فيروس «سي» نستطيع ان نقول ان نسبة انتقال العدوى عبره قليلة جداً.
•وهل اختلاط اللعاب ينقل تلك الفيروسات ؟
- قد يحدث ذلك بنسبة قليلة جداً، فشرب الماء وراء مصاب أو حال التقبيل طالما الشفاه سليمة فإن نسبة نقل العدوى تكاد تصل إلى صفر في كل الفيروسات، ولكن نسبة انتقال الايدز عبر الممارسة الفموية تكون عالية.
•بعض الأشخاص ينعزلون عن أسرهم حال الاصابة بفيروسات الكبد كيف ترى ذلك؟
- نعم، فكثير من مرضي فيروس «سي» أو «بي» ينعزلون عن زوجاتهم أو أولادهم وأحفادهم، وهذا قد يسبب لهم مرضا نفسيا أثاره ومخاطره قد تفوق مخاطر الفيروس ذاته، وعليه ننصح بأن يعيش الانسان حياة طبيعية دون خوف ما لم يكن هناك تشققات بالفم أو جروح.
•ما مسببات قرحة المعدة ؟
- أكثر أسبابها وجود البكتريا الحلزونية أوما تسمى جرثومة المعدة حيث إنها وراء 70 في المئة من تقرحات المعدة والاثني عشر وفي بعض المجتمعات الخليجية يمكن ان تصل النسبة إلى 80 في المئة لكن الجرثومة في معظمها خاملة، ولا تسبب مشاكل.
وقد أجريت في الكويت دراستين واحدة منهما عندما كنت أعمل في القطاع الحكومي حيث وصلت نسبة الاصابة بقرحة المعدة في منطقة الفروانية إلى 58 في المئة من المرضى الذين يعانون من آلام في البطن، وفي مستشفى دار الشفاء وصلت النسبة إلى 30 في المئة.
•هل هناك من مشكلة معينة تواجهونها في علاج جرثومة المعدة ؟
- مع طول مدة الكورس العلاجي التي تترواح ما بين 10 أيام إلى اسبوعين ومع كمية الحبوب الكبيرة التي تؤخذ خلالها، نجد معظم المرضى لا يكملون مدة العلاج، ونتمني ان تكون هناك في المستقبل مضادات حيوية أكثر فاعلية.
•كيف ترى الحملات التوعوية التي أطلقتها وزارة الصحة ؟
- هناك حملات إيجابية أحدثت وعيا بالمجتمع من ضمنها حملة التوعية بسرطان القولون، لكن حملة جرثومة المعدة وان كانت جيدة لكن كان فيها نوع من التهويل، وخلقت جواً من الخوف والهلع ليس له معنى، فليس هناك طرق تمنع انتشارها، أو انتقالها، وأغلب المصابين لايعانون من أي شيء حيث ان جرثومة المعدة بريئة من أمور كثيرة.
•كان لك توصية فيما يخص الفحص المبكر للقولون ؟
-التوصية العالمية تشدد على ضرورة إجراء منظار القولون عند سن الـ 45 عاماً وتوصيتي بإجرائه عند سن 40، ومع ان العلاج في ظل التقدم الطبي أصبح في منتهى اليسر، ومع ذلك هناك بدائل منها أشعة الباريوم، والأشعة ثلاثية الأبعاد والأشعة المقطعية بالصبغة.
•برأيك هل ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تحول القولون العصبي إلى وسواس لدى الكثيرين ؟
-هناك معلومات قد يهول فيها جانب من الاطباء على مرضى القولون العصبي لاستقطابهم، ما قد يساهم في خلق نوع من الوساوس لدى بعض المرضى لدرجة اننا أصبحنا كأطباء جهاز هضمي نصف لهم بعض الأدوية النفسية، بسبب حالة القلق التي تنتابهم، .