Offside / هنيئاً... مدريد

1 يناير 1970 05:19 م
صحيح أن معشر كرة القدم يقف على مرمى حجر من بطولة كأس أوروبا المقررة ابتداءً من 10 يونيو المقبل في فرنسا، بيد أن ثمة محطة أخيرة يستوجب الوقوف عند ناصيتها قبل الاستسلام لـ «يورو 2016».

ليست «محطة» بالمعنى الضيق بل هي أكثر من ذلك. هي مفترق تاريخي بالنسبة الى فريقين: ريال مدريد وأتلتيكو مدريد.

لطالما عاش أتلتيكو في ظل سطوة وغنى وأمجاد ريال. كان قانعاً وما زال بواقع أنه الرقم 2 في العاصمة الا انه لم يتوقف يوماً عن السعي الى تعكير صفو الصورة الراسخة أبداً في أذهان عشاق «الجلد المنفوخ».

يدرك أتلتيكو بأنه محكوم على عظمته منذ نشأته أن تكون، إذا كُتب لها أن تكون، موقتة، وهو مقتنع بأن «قنص» الجار بين الفينة والأخرى يمثل «بريستيجاً» عابراً بيد أن الـ«روخيبلانكوس» يريدون اليوم تجاوز مرحلة «إزعاج» الملك في عرينه ودخول التاريخ والتشبث به عبر انتزاع لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الاولى.

مرّ أتلتيكو في 1974 و2014 بمحاذاة الإنجاز والزعامة. في المرة الاولى حرمه بايرن ميونيخ الالماني بهدف هانز-يورغ شفارتسنبك في الدقيقة 120 (1-1) من التتويج فارضاً إعادة للنهائي الذي شهد تتويجاً بافارياً برباعية نظيفة.

وفي 2014، كان رجال المدرب الارجنتيني دييغو سيميوني حتى الدقيقة 92 وأكثر أبطالاً لـ«القارة العجوز» قبل أن تطل رأس سيرخيو راموس من العدم وتزرع تعادلاً (1-1) أفضى الى تمديد وتتويج لريال 4-1.

لا شك في أن نهائي 2014 كان مؤلماً. أتلتيكو لم يقترب فحسب من الزعامة الأوروبية في تلك السنة، بل كان قاب قوسين أو أدنى من زعامة محلية بديهية وخصوصاً من ترسيخ إزعاج أبديّ «مؤرَّخ» للنادي الأكبر في العاصمة.

الفرصة جاءت مجدداً، وأتلتيكو يستحقها بلا شك. فمن أخرج برشلونة من ربع النهائي وبايرن ميونيخ من نصف النهائي يستأهل الظهور في نهائي «سان سيرو» رغم الملاحظات الواهية التي يسوقها البعض.

صحيح أن «الهنود» (وهو لقب لاعبي أتلتيكو) اعتنقوا الدفاع «اسلوب حياة»، بيد ان ذلك لا يُعتبر كفراً، إذ إن الدفاع خيار في كرة القدم.

أما ريال، فهو يحتاج الى هذه الكأس لإنقاذ موسمه ورفع رصيده منها الى 11 رغم أن كثيرين شككوا في أحقيته ببلوغ «المعركة الختامية» بعد ان خدمته القرعة واضعةً إياه في مواجهة فرق غير مؤهلة للمنافسة.

سيكون تتويج «الملكي»، إن حصل، قليل البريق، خصوصاً أن عشاق الفريق أنفسهم مقتنعون بأن ريال ليس الأفضل في أوروبا حالياً وأن الصراع ثنائي على هذا الصعيد بين بايرن وبرشلونة.

لكن لسان حال ريال يردد اليوم: وما الضير في لقب «ببلاش»؟

الليلة هي الليلة الأخيرة ما قبل ليلة كبيرة أخرى سيعلن فيها عن افتتاح «يورو 2016».

ريال أو أتلتيكو؟... هنيئاً مدريد.

sousports@