فضفضة عقول

نقصان حظ

1 يناير 1970 06:10 م
في معترك الحياة كثيراً ما تصادفنا مواقف مع الآخرين تجعلنا نعيد برمجة حساباتنا إن كنا نتعامل مع الشخص المناسب أم لا؟

وفي كثير من الأحيان، تراودنا فكرة، من نتعامل معه ونهبه أفضل ما لدينا، ونضعه على قائمة مشاعرنا الصادقة الخالصة النقية الشفافة البعيدة عن المصلحة أو التكلف أو الرياء، ومع ذلك لا نرى منه حتى كلمة «شكراً»، فهل يستحق الاستمرار في التعامل معه ام لا؟

لم هذا الجحود في زج الكلمات الطيبة والجميلة باللسان أو الكتابة، رغم أننا في ظل العولمة السريعة ووسائل الاتصال، حيث لم يعد هناك أي صعوبة في ارسال كلمة أو صورة لطيفة تعبر عن التقدير والعطاء والثناء! فرب العباد أدب العباد وأغراهم بجزيل الثواب، حين قال في كتابه الكريم في سورة إبراهيم «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)».

والمدهش في الأمر نقيضه... أن ترى هذا الشخص يسعى جهاراً بأعماله الطيبة الكبيرة ويستهين بأن يمن على أحدهم بكلمة طيبة صغيرة؟ ألم يعلم بالحديث الذي يقول «لا تستحي من إعطاء القليل فالحرمان أقل منه».

أين تكمن المشكلة، هل فينا ام فيهم؟

يا من أنت كتمثال الحرية تبهر من يراك بجمالك ودقيق صنعك ولكنك لا تغني أو تسمن من جوع، ارتقِ قليلاً واجنِ كثيراً من وراء كلمة جميلة صادقة، فالحياء ايمان والايمان كلمة طيبة و«ادعك» شريان قلبك النابض ونظفه قليلا بالتسامح والعفو عند المقدرة، فرب العالمين بجبروته يسامح ويعفو. واختم بكلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «زهدك في راغب فيك نقصان حظ ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس». فلا تكن ناقص حظ أو ذليل نفس فالمرءُ يحفظ ماء وجهه.

[email protected]