ارتكب الجريمة بعد 18 شهراً وأقرّ بها على التلفزيون... ففجّر توتراً في منطقة البقاع

والد جندي لبناني قتلته «النصرة» أعدم شاباً من عرسال... انتقاماً

1 يناير 1970 02:02 م
«أبو طاقية» لـ «الراي»:

لن نردّ بالمثل وإذا كان حميّة يحكم لبنان فلينفّذ تهديده بقتلي

«أبو عجينة» لـ «الراي»: «حزب الله» صاحب القرار بالقتل بهدف الفتنة والفوضى
عادت بلدة عرسال البقاعية المتاخمة للحدود مع سورية الى واجهة الأحداث في لبنان أمس مع الجريمة التي نفّذها معروف حميّة بحق الشاب حسين محمد الحجيري، نجل شقيق الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ «أبو طاقية»، وذلك انتقاماً لإعدام «جبهة النصرة» في 19 سبتمبر 2014 ابنه الجندي محمد حميّة بالرصاص بعدما كان خُطف في 2 أغسطس من العام نفسه مع أكثر من أربعين عسكرياً ورجل أمن خلال معارك عرسال التي اندلعت بين الجيش اللبناني، وكل من «الجبهة» وتنظيم «داعش».

وفجّرت تصفية الحجيري، ابن الـ 20 عاماً، بعد خطْفه من منطقة رأس العين في بعلبك ثم رمي جثته على قبر الجندي حمية في جبانة طاريا (بعلبك)، مخاوف كبرى من ان يشكّل هذا التطور «فتيلاً» يشعل الوضع في بلدة عرسال ذات الحساسية البالغة الدقة، والتي تُعتبر بمثابة «جزيرة سنية» في محيط شيعي، وتؤيّد الثورة السورية وتحتضن نحو 90 الف نازح وتنتشر في جرودها مجموعات مسلّحة من «النصرة» و«داعش». وما عزّز الخشية من انفلات الواقع في عرسال الى صِدامات مذهبية مع محيطها، مجاهرة معروف حمية على الهواء مباشرة بإعدام الحجيري، معتبراً انها «البداية» و«هذه نقطة ببحر ولن يهدأ لي بال إلا إذا وصلتُ إلى أبو طاقية، وابو عجينة (رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري) وابو علي عصفور» (شقيق مصطفى الحجيري ووالد المغدور)، معلناً: «وفيتُ بوعدي، ومَن يقتل ابو طاقية يخلص الشعب اللبناني من جرثومة ارهاب»، ومعتبراً ان «ما قمت به من ذبح شخص من آل الحجيري هو ثأر لكرامة وشجاعة ودماء ابني وسائر شهداء الجيش بعد عجز وتقصير الدولة»، وكاشفاً أنه «أثناء تنفيذ عملية قتل الحجيري قال له: إذا رديتلي روح ابني وجعلته ينطق في قبره سأطلق سراحك… وهو ما لم يحصل فأرديتُه قتيلاً».

واذ أعلن معروف حمية: «لن اسلّم نفسي وبيتي مفتوح للقوى الامنية»، توعّد بأنه «اذا قام آل الحجيري بردة فعل فالنار ستفتح على كل آل الحجيري»، مخصصاً الشيخ مصطفى الحجيري بالتهديد «ولن يهدأ لي بال قبل التخلص منه». علماً ان حمية سبق ان هدّد «ابو طاقية» بعيد تصفية ابنه محمد على يد «النصرة»، بعدما حمّله مسؤولية تسليم المخطوفين من عسكريين ورجال أمن الى المسلحين خلال معارك عرسال، في أعقاب نقْلهم الى منزله في البلدة.

وعلى وقع مظاهر الابتهاج وإطلاق نار التي سادت في حيّ الشراونة في بعلبك «احتفالاً» بأخذ آل حمية بـ «الثأر المتأخّر» بالتزامن مع تسيير «مواكب احتفاء» مسلّحة في أكثر من منطقة بقاعية، كان «الغليان» يسود عرسال وسط معلومات عن ظهور مسلح سُجل قرب منزل «ابو طاقية»، فيما نفّذ الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشدّدة على مدخل عرسال وعلى طول اوتوستراد بعلبك - الهرمل وحول منزل حمية في طاريا حيث نفّذ عمليات دهم لمنازل مشبوهين بحثاً عن معروف حمية.

وفي اول تعليق له على جريمة قتل ابنه، قال المختار السابق علي الحجيري، إن القتلة «ناس جهلة يعودون إلى القرون الوسطى وهم بلا كرامة وبلا حمية»، موضحاً ان نجله «لا علاقة له بالسياسة بل كان مشاركاً في اجتماع لمنظمة تابعة للأمم المتحدة»، ولافتاً الى انه «لو كانت هناك دولة ما كان حصل ما حصل، وفي حال كانت الدولة موجودة فالقاتل معروف وهو أعلن عن نفسه».

بدوره، أبلغ الشيخ مصطفى الحجيري (ملاحَق من القضاء اللبناني بتهمة الانتماء لـ «النصرة») الى «الراي» ان «الجريمة التي حصلت تؤكد ان لبنان مخطوف وتحكمه عصابة يترأسها (السيد) حسن نصر الله حامي القتلة باسم المقاومة والذي يترك المسلحين والمجرمين يقومون بعمليات خطف وإعدامات ميدانية على طريقة أهل القرون الوسطى». واذ أكد «ابو طاقية» ان خلافات تسود بينه وبين شقيقه (من أمه) علي الحجيري، سأل: «لماذا خطْف شاب لا ذنب له في شيء وقتْله بهذه الطريقة؟»، مضيفاً: «اذا كان معروف حمية يدّعي انه يأخذ الثأر واذا كان يعتبر ان المسلّحين في الجرود ارهابيين، أليس ما تبجّح بأنه ارتكبه بدم بارد أكثر إرهاباً وإجراماً؟ وأي منطق يقبل بخطف شاب من وسط بعلبك وهو أعزل ثم إعدامه بطريقة لا تنمّ الا عن الحقد الأسود؟».

وعن تهديده من معروف حمية، قال: «اذا كان حمية يحكم لبنان، فلينفّذ تهديده، واذا كانت هناك دولة فلتقم بواجبها بحق قاتِل خرج على الملأ يعلن عن جريمته».

وعزا بعض «مظاهر الغضب» التي سادت عرسال في أعقاب اعلان مقتل ابن شقيقه الى كونها «ردّ فعل طبيعي على ما جرى، وهل يعقل ان يُسفك دمنا ويؤخذ علينا مجرّد الغضب. علماً اننا لم نقتل أحداً او ننتقم من أحد». وأكد رداً على سؤال «اننا لن نثأر بالدم، ونحن لا نعمل بطريقتهم، وحقنا معروف وهو لدى معروف حمية، ومن يأخذ به هو الدولة وحدها التي تعرف واجباتها وعليها مسؤولية القيام بها».

وفي السياق نفسه، ردّ رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري (ابو عجينة) على ما قام به معروف حمية والتهديد الذي وجّهه اليه قائلاً لـ «الراي» إن «ما جرى تم بقرار من (حزب الله) الذي اتهمه مباشرة بأنه هو صاحب القرار بهدف الفتنة والفوضى»، واصفاً «الوضع الآن في عرسال بالصعب». وأكد رئيس بلدية عرسال الحالي باسل الحجيري لـ «الراي» أن «الأوضاع في عرسال غير مريحة»، لافتاً إلى أن «هناك توتراً». وقال: «هذا العمل نصنّفه ضمن الجريمة البشعة»، موضحاً أن «الشاب الذي قتل لا علاقة له بالأمور التي حدثت، وهم يحاسبونه على أعمال لا علاقة له بها».

وعما إذا كان لديه تخوف من تطورات أمنية بين عرسال ومحيطها، أجاب: «هناك تخوف. أما في وجود الجيش والدولة، فالمسألة أمنية بحتة، والمفروض أن تقوم الدولة بإيجاد حل لضبط الوضع الأمني»، مطالباً السلطات اللبنانية بـ «محاسبة المجرمين الذين قتلوا الشاب».

الجيش اللبناني أوقف مسؤولاً ميدانياً لـ «داعش»



نفّذ الجيش اللبناني امس عملية نوعية في منطقة عرسال أوقف خلالها المسؤول الميداني لتنظيم «داعش» في عرسال سامح البريدي.