هند رستم ... مارلين مونرو الشرق
منافسة شرسة ... مع نادية لطفي / 20
1 يناير 1970
02:16 م
| القاهرة - من أغاريد مصطفى |
جميلة الأداء... وناعمة الطلة على الشاشة... استحقت عن جدارة لقب «مارلين مونرو الشرق»، أحبها الجميع لجمالها ورقتها وأدائها الذي يتميز بالبساطة والرقة... بقيت دون غيرها ملكة الإغراء التي أدت الأدوار المثيرة... إلا أن أحدا لم يعترض على أفلامها أو على مشاهد ساخنة كانت طرفا فيها، حيث كانت متميزة في أداء هذه الأدوار، إلى جانب أداء أدوار بنت البلد... حتى الحسناوات في أوج مجدها... كان يقلدنها في حركاتها وملابسها، حتى في لفة «الملاية اللف».
عندما ترى أعمالها على الشاشة ترى أجمل النساء، كانت تمثل وملامحها، فملامحها تتكلم وتتحدث وتعبر عن دورها... ومن هنا أحبها الجمهور وحرصوا على رؤية أفلامها، وعلى الرغم من اعتزالها في السبعينات إلا أنها لاتزال «ملكة الإغراء» ومونرو الشرق وهي الألقاب التي لم ينافسها أحد عليها حتى الآن، فهند رستم... هذه الرقيقة التي أدت أدوار الإغراء ماتزال متربعة على عرشها حتى بعد اعتزالها، وستبقى هكذا سنوات.
قدمت أدوارا متنوعة أكدت فيها قدرتها كممثلة... أثبتت وجودها في عالم الفن ولم تكن تعلم أنها ستتربع على العرش السينمائي بهذه السرعة.
قابلت العقبات في حياتها، إلا أنها جعلتها أقوى من السابق وتفوقت على نفسها واستطاعت أن تؤكد أن الفن الحقيقي لا يعتمد على الإغراء وإنما يعتمد على الموهبة ودراسة الشخصية وإبراز ملامحها حتى ولو بالصمت.
جوانب كثيرة سنتعرف عليها... من حياة هند رستم في هذه الحلقات عبر سطور «الراي»... نقترب كثيرا من سطور، وأسرار وحكايات لنعرف من هي هند رستم عن قرب ونعرف ما بداخلها وكيف استطاعت الوصول لهذه المكانة والحفاظ على لقبها حتى بعد اعتزالها... فابقوا معنا... حلقة بعد أخرى... فلديها الكثير... وهي ليست في اتجاه سيرة ذاتية كاملة، ولكنها محطات وذكريات ووقفات لها معنى.
... سقطت هند رستم مغشيا عليها وهي تبكي بحرقة وحزن شديد وهي تقول: «ماتت أمي ومابقاليش حد في الدنيا» توقف التصوير لمدة أسبوع بعد سفر هند رستم الى الاسكندرية لحضور جنازة والدتها وتقبل العزاء في وفاتها.
زواج... من فياض
وبعد ذلك وجدت هند رستم نفسها وحيدة في الدنيا ليس معها الا ابنتها الوحيدة «بسنت» التي كانت تبلغ من العمر وقتها 8 سنوات وهي من زوجها الأول المخرج حسن رضا.
وذات مرة كانت هند رستم عند مصممة الأزياء والممثلة الشهيرة ايفون ماضي ابنة الممثلة الكبيرة زوزو ماضي... وقالت لها: اسمعي يا هند انت طبعا عارفة الدكتور محمد فياض أستاذ النساء والتوليد وهو مدرس في كلية الطب جامعة القاهرة وهو انسان مؤدب ومهذب وكان متزوجا من الممثلة والراقصة هاجر حمدي ولم يستمر زواجهما لظروف خاصة... وتزوج مرة أخرى من طالبة بكلية الطب وهو الآن يرغب في الزواج منك.
وقبل أن تنطق... ردت عليها زوزو ماضي قائلة: اوعي ترفضي هذا الرجل لأنه شخص محترم وأي انسانة تتمناه وبعد أسبوع ردت عليها هند قائلة: أنا موافقة بشرط أن يعامل ابنتي بسنت على أنها ابنته وبالطبع رحب جدا وتم الزواج في ربيع 1961 وهذا يعني ويؤكد أن هند رستم كأي انسانة تبحث عن الاستقرار والأسرة والبيت الهادئ وهذا ما تريده أي انسانة أن تجد رجلا محترما ومثقفا ويعرف كيف يعامل النساء لتعيش الحياة الهادئة والمستقرة وتستطيع تكوين أسرة.
ومن أهم الأشياء في هذا الزواج... أن الدكتور محمد فياض لم يمنع هند رستم من التمثيل فهو لم يمانع في اشتغالها بالفن وهذا عكس ما قيل ان الدكتور محمد فياض هو الذي منع هند رستم من العمل بالفن وأوقف مسيرتها الفنية وهذا ما تردد بعد اعتزال الفنانة هند رستم وتوقفها عن العمل في السينما أو المسرح أو تقديم أي عمل فني.
ولكن هند هي التي أخذت قرار الاعتزال والتوقف عن التمثيل وتقديم الأعمال الفنية بنفسها دون أي ضغط وفضلت أن تبقى في بيتها لترعى أسرتها وزوجها وابنتها.
زواج الابنة
كبرت ابنتها بسنت وتزوجت من المحاسب القانوني محمد عبدالرحمن نصير وأنجبا طفلا سمياه محمد... واسم الدلع «ميدو» ولكن زواج بسنت من محمد نصير لم يدم طويلا حيث تم الطلاق وانفصلا الا أن العلاقة ظلت بينهما... علاقة طيبة تقوم على الصداقة والتفاهم وهي مستمرة حتى الآن بين الأسرتين وهي علاقة وطيدة وقوية.
وبالعودة مرة أخرى للفنانة هند رستم قبل اعتزالها... فقد كانت هناك جوانب لا يعرفها الكثيرون عند هند رستم... قد تكون معروفة في وقتها ولكن الأجيال اللاحقة لا تعرف بعض هذه الجوانب.
ومن الأشياء التي لا يعرفها الكثيرون عن هند رستم... هي وجود منافسة شرسة بينها وبين الفنانة نادية لطفي وكان الجمهور ينقسم في تشجيعه بين هند رستم ونادية لطفي والدليل على هذا التنافس في أن أفلام البطلتين كانت تعرض في نفس الوقت فقد عرض فيلم «شفيقة القبطية» قصة جليل البنداري واخراج حسن الامام وبطولة «هند رستم وزيزي البدراوي وحسن يوسف وحسين رياض وأمينة رزق وفاخر فاخر وسلوى محمد وحامد مرسي».
وقد عرض أول مرة في 14 أبريل العام 1963 وكان فيلم «النظارة السوداء» للفنانة نادية لطفي وأحمد مظهر وأحمد رمزي وسناء مظهر يعرض في نفس الأسبوع وهو قصة احسان عبدالقدوس واخراج حسام الدين مصطفى، وكانت هذه المواقف تتكرر وهو ما يدل على شدة المنافسة بينهما.
ذكريات أخرى
وقد أثارت هند رستم اهتمام النقاد والصحافيين السينمائيين الذين كتبوا في مجلات وصحف هوليوود السينمائية عن دورها في فيلم «باب الحديد»... فقد كان يعرض في المراكز الثقافية التابعة لمجموعة جامعات الولايات المتحدة مع أربعة أفلام أخرى لشاهين وقد أثار هذا الفيلم بالفعل اهتمام النقاد وهو ما جعلهم يثنون عليه فقد قال الناقد «هوليود ريبورنر»: ان هند رستم ليست فقط ممثلة اغراء مميزة بل هي أيضا ممثلة قديرة على مستوى الممثلة الايطالية العملاقة «أنا مانياني».
وقررت مجموعة من السينمائيين الأميركيين وضع كتاب عن ملكات الاغراء على الشاشة الكبيرة من أيام مارلين ديتريتش وجريتا جاربو الى ريتا هيوارث ومارلين مونرو وأن يضيفوا الى كتابهم فصولا عن ملكات الاغراء في السينما «غير الأميركية» واختاروا من السينما الأوروبية نجمة فرنسا بريجيت باردو ومن السينما العربية نجمة سينما القاهرة ما بين المواسم 1955الى 1975 الفنانة هند رستم.
قالت هند تعليقا على انطباعات النقاد والصحافيين الأميركيين: ان تقدير هؤلاء النقاد يسعدها وقالت: أعتبره شهادة أعتز بها بالحصول عليها فمازال هناك من يقيّم الأعمال ويقدرها على الرغم من أني مثلت أكثر من 100 فيلم ومنها 20 فيلما فقط قمت بها بأدوار اغراء وهي الأفلام التي جاءت عليها انطباعاتهم ووضعوني ضمن الفنانات العالميات في الاغراء... ولكنه أمر يسعدني.