الأسد يستخدم ورقة «داعش» مجدداً لإبعاد كأس البحث باستحقاقات مصيرية
| كتب ربيع كلاس |
1 يناير 1970
02:33 ص
توقع ديبلوماسي غربي أن يعمد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالتعاون مع حليفته الرئيسية (حالياً) إيران إلى استخدام ورقة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شكل غير مسبوق خلال الفترة القريبة المقبلة، خصوصاً بعدما خرج لقاء فيينا الدولي، الثلاثاء (مجموعة دعم سورية)، باتفاق على بدء العملية السياسية في سورية خلال شهر أغسطس المقبل.
وأوضح الديبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه في سياق «دردشة» مع «الراي» أن «لعبة الأوراق التي دأب الأسد وحلفاؤه على استخدامها والتي ورثها عن نظام أبيه (حافظ الأسد) لم تتوقف قط، لكنها مع اقتراب الاستحقاقات الكبيرة في الملف السوري تبرز إلى العلن عبر أحداث وأعمال يقوم بها (داعش) لا يمكن تفسيرها إلا بمثابة طوق نجاة لإطالة عمر النظام أو لخبطة الأوراق بهدف استبعاد طرح موضوع رحيل نظام الأسد الذي بات يشهد توافقاً دولياً يضم روسيا بشكل أو بآخر. مع استثناء غرفة عمليات النظام التي تضم نظام الأسد وإيران وعددا من المليشيات الطائفية التي تدور في فلكهما»، مستدركاً أن «ما يقوم به (داعش) من ممارسات يدفع إلى القناعة أن التنظيم بات عضوا مهما في غرفة العمليات تلك».
ولفت الديبلوماسي إلى أن «المعارك الأخيرة التي شنّها النظام على (داعش) تعدّ تحوّلاً تكتيكياً في سياسة النظام وحلفائه، الذين كانوا يهادنون التنظيم المتطرّف، ويتجنّبون مواجهته في أيّ من الجبهات»، وأضاف: «كان من الواضح لدى الدوائر الديبلوساسية أن نظام الأسد قدّم المساعدة أكثر من مرة لداعش في معاركه مع فصائل المعارضة المعتدلة على بعض الجبهات الملتهبة، فقد ساهمت طائرلت النظام في قصف مواقع الفصائل لتساعد (داعش) للتقدم في ريف حلب الشمالي خلال الأشهر الماضية، كما أتاح لقواته المرور على حواجزه لدخول مخيم اليرموك المحاصر بإحكام من النظام وحلفائه، وتكرر الأمر نفسه في مناطق القلمون».
ولاحظ الديبلوماسي أن «استراتيجية النظام وإيران كانت تقوم على التفرّغ لسحق المعارضة المعتدلة، وترك مشكلة (داعش) تكبر لإجبار المجتمع الدولي على فتح قنوات التواصل معها، على قاعدة الاختيار بين النظام السوري و(داعش). لكن بعد فرض الهدنة بقرار دولي قبل أسابيع، وجد النظام نفسه تحت ضغط دولي كبير لمباشرة البحث بالانتقال السياسي والانتخابات الرئاسية المبكرة، وهو ما كان يرفضه رفضاً قاطعاً، ما دفعه إلى استخدام ورقة (داعش) بطريقة مختلفة لإعادة خلط الأوراق، وإبقاء مصير بشار الأسد خارج إطار التفاوض».
وأضاف «أن الطريقة التي تم من خلالها تقديم مدينة تدمر التاريخية ومن ثم (القريتين) - التي تضم مواطنين سوريين مسيحيين إلى جانب المسلمين - الى التنظيم المتطرّف، وما تبعها من تطورات رافقت خروجه من المدينتين، تساعد على فهم طريقة توظيف مايقوم به (داعش) لتحقيق أهداف غرفة عمليات النظام منذ ظهوره حتى الآن». لافتا إلى أن «النظام كان يتوقع أن يتم طي صفحة رحيله في المفاوضات بعد تحرير تدمر والقريتين (بما تحملانه من رمزية للعالم) ولم يخف الأسد شخصيا تسويق هذه القضية للعالم حيث كثف ظهوره الإعلامي ليطرح نفسه شريكا في الحرب العالمية على الإرهاب، لكن لم يتحقق للأسد ما كان يصبو إليه وبقيت ردود الفعل في سياق عادي، فتم اللجوء الى هذه الورقة من جديد بطريقة أشد خطورة عبر فتح أبواب القلمون الشرقي الذي يحيط بالعاصمة السورية دمشق أمام التنظيم ليضع العالم أمام خيار جديد هو أن دمشق باتت مهددة من (داعش) وعلى العالم أن يضع يده في يد النظام لإنقاذ دمشق».
وأشار الديبلوماسي إلى أن سياق الأحداث السابقة يعزز قناعة بوجود «حبل سري» بين الطرفين، لافتا في الوقت نفسه إلى أن استهداف التنظيم لفرنسا وعاصمتها باريس كان بمثابة عقاب على الموقف المتقدم لفرنسا في مواجهة الأسد ومساندة الشعب السوري، كذلك الأمر بالنسبة لاستهداف بلجيكا التي كانت من أكثر البلدان الأوروبية اهتماماً بمواطنيها المسلمين.