قدّم مسرحيته «في مقام الغليان: أصوات من ربيع مختطف» في بيروت

سليمان البسام لـ «الراي»: الدعاية الفارغة لا تعنيني... وعملي هو هويتي

1 يناير 1970 02:03 م
نقلت الإحباطات العربية في مشهدية قاسية... قاتلة ومستسلمة

ظهرت أمام الكاميرا في «بريدجيت جونز»
«الدعاية الفارغة لا تعنيني»...

هكذا رد المخرج سليمان البسام على ملاحظة «الراي» أنه لا يهتم بالصحافة، لافتاً إلى أنه يحب أن يكون العمل نفسه هو هويته.

البسام، الذي تواجد في بيروت أخيراً ليعرض مسرحيته «في مقام الغليان: أصوات من ربيع مختطف» على خشبة «دوار الشمس»، ضمن إطار مهرجان «ربيع 2016»، التقته «الراي» في دردشة سريعة بعد العرض، وبادأته: «قبل سنوات قلت إن هناك خصوصية للعرض في بيروت؟»، ليرد: «ما زلت عند رأيي. بيروت بامتياز تعرف كيف تشاهد وتقرأ وتحاور».

ولفت البسام إلى أن عرض «مقام الغليان»، قدم في كل من سيدني، الكويت، تونس، وباريس، «وفي بيروت ننهي الرحلة».

وفي ما يتعلق بجرأته في علاج مواضيع وقضايا ما زالت تتفاعل حتى الآن، قال البسام: «تعودنا الهروب من الواقع إلى التاريخ السحيق، فلم نقدم شيئاً له خصوصية ميدانية، أردت قلب المعادلة». أما عما بعد بيروت، فقال: «نرتب الجزء الثاني من رحلتنا».

في لقاء سابق، كانت «الراي» سألت البسام عن سبب عدم وقوفه أمام الكاميرا، فرد (مقاطعاً): «سمعنا كلامك يا أخي، وقد ظهرت في فيلم (بريدجيت جونز)»، فقلنا له إن الجزء الثاني منه يصور حالياً، ليجيب: «لا. جزء واحد. لعبت فيه دوراً لذيذاً».

عرض في 70 دقيقة

«في مقام الغليان... لا فرصة لحل قضايا تستعصي على الحل»...

هذا هو جوهر عرض البسام «في مقام الغليان: أصوات من ربيع مختطف».

فعلى مدار 70 دقيقة، يقدم العرض مشهدية مسرحية نخبوية مختلفة، قاتمة الألوان يغلب عليها الأسود للإيحاء بالحزن والموت والدمار والميلودراما المحطمة على صخر الجرائم المرتكبة على أراضٍ عربية كثيرة منذ العام 2011 وحتى اللحظة التي نحن فيها، وكلما تردد أن هناك حلولاً جذرية لواحدة من القضايا تنهار كل المعالم المتعلقة بها لأنها ممنوعة من الحل.

وختم «في مقام الغليان: أصوات من ربيع مختطف» للمخرج البسام حامل الثقافة الإنكليزية أكاديمياً منذ تخرجه العام 96 مع ماجستير في الفلسفة والأدب الإنكليزي من جامعة أدنبرغ، مع الاحتفاظ بروح عربية أصيلة خبرناها حتى في عروضه الشكسبيرية بدءاً من العام 2001 (هاملت، كل إنسان، المقايضة، هاملت في الكويت، ماكبث تحت فانوس 60 وات، ريتشارد الثالث: مأساة معربة)، جولته بعد باريس (معهد باريس للعلوم السياسية 2012) وسيدني (سيدني 2013) الكويت، ثم تونس، وبيروت قبل العودة مجدداً إلى الكويت، تحضيراً لجولة عروض جديدة عالمياً.

المسرحية استقبلتها بيروت على خشبة «دوار الشمس»، ضمن إطار مهرجان «ربيع 2016» الذي تتواصل فعالياته حتى 26 الجاري، مع ممثلتين رئيسيتين هما السورية حلا عمران، والإنكليزية ريبيكا هارت.

وتمنى البسام على الجمهور: «أحتاج منكم أن تركزوا وتسمعوا جيداً لكي تفهموا»، في عرض يتضمن ست لوحات ترصد كيفية تعاطي العرب مع المستجدات الثورية المطلبية التي اندلعت في عدد غير قليل من أقطارنا، وتسببت في أعداد كبيرة من الضحايا، ناقلاً الإحباطات العربية في مشهدية قاسية، قاتلة، ومستسلمة.

وتمحورت اللوحات الست حول امرأة أيزيدية سُبيت واغتصبت وهي تحاول استعادة توازنها، وجندية إسرائيلية تقع في حب شاب فلسطيني، وتفتح عينيها على حقيقة ممارسات وجرائم الاحتلال والجدوى التي يبتغيها من إنشاء الجدار العازل، والوريث 153 على لائحة ورثة العرش، وغانية مع حبيبها الطبيب، وممثلة سابقة اختارت أن تكون قنّاصة إبان حرب لبنان، وفتاة عادية تواجه التطورات الدراماتيكية بوعي وصبر وتشهد على مجازر ارتكبت بدم بارد،

مناخ حميم، موسيقى صاخبة، وأخرى كلاسيكية هادئة، رقص مجنون، شتائم، طلقات رصاص تخرج من الكيبورد ليتمدد بعدها معظم الفريق (11 شخصاً) جثثاً هامدة على الخشبة. رعب في الأصوات، وفي الأفكار والتداعيات المختلفة، مع أداء رائع لـ حلا وريبيكا، بالحركة والصوت والإيحاء.