... إلى متى غسل اليد من «الصديق»؟

1 يناير 1970 04:05 م
يبدو أنه ليس أمام كاظمة سوى خيار سوى «الاستعانة بصديق» للاجابة عن السؤال الذي حيره منذ سنين والآيل الى عودته الى نادي كبار القوم في كرة القدم.

سيبقى «البرتقالي» وحيداً ولن يرى للألقاب نوراً إذا استمر على النهج القديم نفسه والذي لا يتواكب نهائياً مع المناهج الجديدة للعبة.

غاب عن البطولات كما تغيب الشمس عن الدول الاسكندنافية الباردة، والسبب واضح لا يحتاج الى تفسير: لم يعد يملك عناصر فنية قادرة على مقارعة الكبار محلياً، وفي كل مرحلة يجري فيها إحلال في الاجهزة الفنية والادارية، يتغير مجرى الفريق.

«العلة» الاساسية تكمن في استمرار العناصر نفسها موسمياً على الرغم من عدم جدوى ادائها الفني، وانعدام روح المنافسة ونفس الفوز. لا شك في انها عناصر تؤدي في ما تؤدي اليه الى منحدر ومنعطف بعيد عن منصات التتويج.

لذا، ليس أمام كاظمة سوى حل واحد يتمثل في «تسريح» اللاعبين الذين انتهت صلاحيتهم، والاستعانة بـ«أصدقاء» جدد من الاندية الاخرى، كما فعل السالمية الذي لم يجد ضالته في المراحل السنية في النادي للنهوض فما كان منه الا ان استعان بعدد من نجوم أندية أخرى، أغراها بالمال والمكانة وحقق من خلالها نقلة نوعية في النتائج ما لبثت ان تُرجمت تتويجاً بكأس ولي العهد في الموسم الراهن بالاضافة الى وصافة الدوري المحلي.

وإذا كانت إدارة «السفير» جادة في بناء فريق قادر على منافسة القادسية و«الكويت» والسالمية في الموسم المقبل، فهي تملك أمامها كماً كبيراً من نجوم الاندية الذين يحتاجون الى حفنة من المال للانتقال الى استاد الصداقة والسلام وخوض مغامرة حقيقية تؤدي الى منصات التتويج.

مدربو «الازرق» الذين تعاقبوا على المهمة في السنوات الماضية لم يجدوا ما يشفي غليلهم من مواهب في كاظمة، وظلت الدعوة محصورة تقريباً في المهاجم يوسف ناصر. تلك حقيقة فنية لا يستطيع أحد أن ينكرها وتفيد بأن «البرتقالي» لم يعد يملك لاعبين بمنزلة تلك العناصر التي برعت في الثمانينيات والتسعينيات. تلك النوعية اختفت تماماً.

على كاظمة أن يبدأ برسم خطة المستقبل عبر استخدام لغة المال بغية استقطاب المواهب من الاندية الاخرى لبناء فريق قوي يستطيع أن يفرض هيبته من جديد، ويعود كما كان سابقاً منافساً حقيقياً.

شهدت السنوات الماضية احتكاراً من القادسية و«الكويت» لمعظم الألقاب وخصوصاً على مستوى الدوري، مع منافسة خجولة من قبل البعض على بطولات الكؤوس، ولا شك في ان عودة العربي والسالمية وكاظمة الى معمعة المنافسة الحقيقية سيمنح المباريات والمسابقات قيمة فنية إضافية، وسيرفع حدة الصراع.

لقد حقق كاظمة في الموسم الماضي لقب كأس الاتحاد التنشيطية، وهو ما لا يدعو الى الاكتفاء به بالنسبة الى نادٍ من قماشة «البرتقالي».

على كاظمة الاستعانة بـ«أصدقاء جدد» من اللاعبين من خلال دخول مرحلة جديدة يحتاج اليها الفريق بقوة، للعودة الى الساحة بعد فترة طويلة كان فيها منسيّاً.

الكل ينتظر «برتقالي جيل بدر حجي وعصام سكين وفواز بخيت واحمد المطيري وايمن الحسيني وصالح المسند ويوسف دوخي وعبدالعزيز الهندي وخالد الفضلي» للعودة عبر اسماء تهتز تحتها أرضيات «العشب الأخضر».

فهل يطول الانتظار أم يجدد كاظمة بيته الداخلي... من الخارج؟