في رسالة تم تسريبها عشية مؤتمر النهضة العاشر في 20 الجاري
الغنوشي يتبرأ من «الإخوان»: طريقكم خاطئ وجلَب الويلات للمنطقة
1 يناير 1970
02:41 م
حذرتُكم في مصر وسورية واليمن... لكن لا حياة لمن تنادي
أنا جندي للدفاع عن تونس ولن أسمح للإرهاب بأن يستهدف وطني
نقل موقع «العربية. نت» نص رسالة بعث بها زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي إلى الاجتماع الخاص بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، الذي عقد في اسطنبول تحت شعار «شكرا تركيا»، في أبريل الماضي، تم تسريبها للإعلام، وأكد فيها تبرؤه من الإخوان وأفعالهم وسياساتهم.
وجاء نشر الموقع للرسالة المسربة عشية مؤتمر الحركة العاشر الذي ينعقد في 20 مايو ولمدة ثلاثة أيام في تونس.
ومن أهم ما ورد في نص الرسالة، حسب ما نقلها الموقع: «لا أسباب صحية ولا غيرها حالت دون حضوري. ولكنني أرى يوما بعد يوم أن لحظة الافتراق بيني وبينكم قد اقتربت، أنا مسلم تونسي، تونس هي وطني، وأنا مؤمن بأن الوطنية مهمة وأساسية ومفصلية. فلن أسمح لأي كان أن يجردني من تونسيتي. لن أقبل أي عدوان على تونس حتى لو كان من أصحاب الرسالة الواحدة».
وأضاف: «أنا الآن أعلن أمامكم أن تونسيتي هي الأعلى والأهم، لا أريد لتونس أن تكون ليبيا المجاورة ولا العراق البعيد، أريد لتونس أن تحمي أبناءها بكل أطيافهم وألوانهم السياسية، أنا وبالفم الملآن أعلن لكم أن طريقكم خاطئ وجلب الويلات على كل المنطقة».
وتابع الغنوشي مخاطبا الإخوان: «لقد تعاميتم عن الواقع وبنيتم الأحلام والأوهام وأسقطتم من حساباتكم الشعوب وقدراتها، لقد حذرتكم في مصر وسورية واليمن ولكن لا حياة لمن تنادي، أنا الآن جندي للدفاع عن أراضي تونس ولن أسمح للإرهاب مهما كان عنوانه أن يستهدف وطني، لأن سقوط الوطن يعني سقوطي».
في سياق التأكيد على «تونسة» الحركة، عبر القطيعة مع الإرث الفكري والتنظيمي مع التنظيم العالمي للإخوان، أعلنت قيادة «النهضة» التبرؤ من كل صلة بالإخوان، من خلال إصدار تعليمات صريحة لإطارات وقواعد الحركة، بتجنب إبراز كل ما له صلة يمكن أن تشير إلى وجود علاقة بالإخوان، وصل حد «التنبيه» بعدم رفع شعار «رابعة».
وسيكون المؤتمر العاشر، مناسبة للنهضويين للتأكيد على القبول بالتحول إلى حزب «وطني»، وهو شرط أساسي لا يمكن من دونه القبول بإدماجهم في الحياة السياسية الوطنية. وهو ما فطنت إليه «الجماعة» خلال فترة الحكم، وتأكد بعد حصول «تطبيع» بين النخبة والفاعلين السياسيين، مع التيار الإسلامي، الذي سمح له بالتحول إلى جزء أو مكون أساسي في المشهد السياسي التونسي.
ولعل القبول بوجود النهضة كشريك في الحكم، هو خير دليل على أن النخبة السياسية التونسية، في تيارها العريض لا ترى مانعا، في القبول بإدماج التيار الإسلامي، في الحياة السياسية وفي الحكم أيضا، ما يجعل من قول الإسلاميين بوجود «فوبيا» لوجود تيار «استئصالي» معاد لهم ولوجودهم، أمرا مبالغ فيه بل لا مبرر له أصلا.