حروف باسمة

عوافير

1 يناير 1970 11:20 ص
زمن تتلون فيه الهبوب، فتشتد تارة وتهدأ تارة، وفي أغلب الاحيان يشتد وطيسها فتصبح عوافير عاتية ويعلو موجها فتصبح الدنيا مظلمة والناس يتلفتون في ظلام دامس وتكون المصابيح في ايديهم ولا يكلفون قلوبهم بأن يجعلوها مضيئة لأن العوافير حجبت القلوب عن الرؤية، واصبحنا كأننا في بحر لجي يعلوه موج من فوقه موج من فوقه سحاب لا يكاد المرء ان يرى يده اذا اخرجها.

لماذا هذه العتمة؟ وهذا الظلام الدامس الذي يتمنى البعض ان تعيش فيه هذه الديرة «عافور عظيم» جاء مع قرار «الفيفا» بالاستمرار في إيقاف النشاط الرياضي، وحشدت الاصوات ضد هذه الديرة ولم يصوت معها إلا ثلة قليلة لا تتجاوز 7 في المئة فقط من عدد اعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم... عجيب امر هذه الدنيا لؤلؤة الكرة يبهت بريقها...

أين الذين يتهافتون عليها وقت الحاجة؟ اين الذين مدت اليهم هذه الديرة كل صنوف الخير واساليب التطور والتنمية؟

اين صندوق التنمية ذهب؟ واين سفارات هذه الديرة في الخارج وجهدها وعطاؤها؟ لم يزل هذا العافور يشق القلوب ويدوي في الاذان حتى يصلح الله القلوب.

ونسأل الله التوفيق للوفد الشعبي البرلماني في ان يستمر ضغطه وتحركاته حتى يعاد النشاط الرياضي ويشعر الجميع بأن الكويت هي الأم وان الجهود يجب ان تنصب لرفعتها وتنمية ابنائها ولم نزل ننشد:

وقفوا لها متشمرينفألغيت فتعاورتها منهم الاقدام

عزيزي القارئ من المذهل ان تلك الاحصاءات التي تشير الى الفساد كثيرة ومختلفة ومتعددة في صنوف من الفساد والحصول على المال الحرام من دون وجه حق. 5324 ملفا لمساعدات صرفت لأفراد من دون وجه حق. زوجات كويتيات يدعين ان ازواجهن «بدون» ادعاء باطلا... غريب امر هؤلاء الناس! صرف مساعدات لمواطنين يتقاضون معاشات من المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية. اشخاص يتقاضون مساعدات مقابل رعاية معاق من الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة. اناس يتقاضون مساعدات شيخوخة وهم لم يبلغوا العشرين.

عجيب امر هؤلاء الناس؟ وكيف يهنأ لهم عيش وهم يتلذذون بأموال الحرام سيكون عليهم جحيم وغساقا وعلى الذين ساعدوهم وازروهم ومهدوا لهم طريق الفساد فهم مشتركون معهم في العذاب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم. فعسى ان يفتح الله الكريم القلوب لتعمر بالخير وتفكر بأساليب مشرقة تأخذ بزمام هذه الديرة الى ما كانت عليه من تقدم واشراق.

وما لنا إلا ان نتأمل قول أبي ماضي:

أين لهوي وبكائي

وانا طفل صغير

اين لعبي ومراحي

وانا غض غرير

كلها ضاعت هباء

كيف ضاعت لست أدري...