تكنولوجيا طبية
بخّاخات الربو الذكيّة... قفزة تكنولوجية نحو رعاية صحيّة أفضل
1 يناير 1970
06:42 م
يدرك كل مصاب بالربو أن عدم تعاطي علاجه بانتظام، وفي مواعيده المقررة بالضبط، يؤدي عادة إلى تفاقم أعراض مرضه. والواقع أن هذه مشكلة شائعة عالمياً، وفقاً لإحصاءات معتمدة، إذ ان حوالي 70 في المئة من مرضى الربو يُقرّون بأنهم يواجهون صعوبة في المواظبة بشكل روتيني على استعمال البخاخ، وذلك لأسباب عدة من أهمها النسيان.
لكن تلك المشكلة باتت في طريقها إلى التلاشي تدريجياً، وذلك بفضل تقنية ذكية مبتكرة اعتمدتها الوكالة الأميركية للأغذية والأدوية (FDA) وبدأت في الانتشار فعلياً حول العالم من خلال بخاخات ربو ذكية.
وأي جهاز مزود بتلك التقنية الذكية يمكن تثبيته بسهولة على بخاخ الربو (بغض النظر عن علامته التجارية) ليتولى تلقائياً تنفيذ مهام حيوية عدة، بما في ذلك: تذكير المريض بحلول موعد الدواء من خلال رسالة نصية قصيرة، وتسجيل مواعيد الجرعات التي أخذها المريض فعلياً والجرعات التي فاتته، علاوة على تحديد «متى وأين» يحتاج المريض إلى معالجة اسعافية طارئة.
لكن الميزة الإضافية الفارقة التي يتيحها الجهاز الذكي هي أنه يقوم بإرسال جميع تلك المعلومات الكترونياً أولاً بأول إلى هاتف الطبيب المعالج أو إلى هواتف أي أشخاص آخرين يحددهم المريض من خلال البرمجة المسبقة. لذا فإن من أهم مزايا بخاخات الربو الذكية أن توقيت ومكان استخدامها يمكن أن يسمحا للطبيب المعالج بأن يراقب مريضه عن بُعد باستمرار ليراقب أموراً عدة من بينها ما إذا كان ملتزماً بالتعليمات، علاوة على تحديد ما إذا كانت هناك أماكن أو أوقات معينة تتفاقم فيها أعراض الربو لدى المريض.
وهذا الجهاز يعتمد على خاصية البلوتوث ليتواصل لاسلكياً مع جهاز الهاتف الذكي الخاص بالمريض. وفور تثبيته وتشغيله يبدأ الجهاز تلقائيا في فتح نافذة برمجة مسبقة لتسجيل معلومات معينة من بينها روتين مواعيد علاج المريض، وجهات التواصل المختارة التي سيتم ارسال البيانات اليها، وغير ذلك. ويتم تخزين كل تلك البيانات في قاعدة بيانات سحابية آمنة للرجوع اليها حتى في حال فقدان الجهاز أو تعرضه للتلف.
وتعليقا على هذا التطوّر التكنولوجي المهم، قالت اختصاصية الرعاية الصحية الأميركية كاسندرا بيريز: «تتنوع مزايا هذا الجهاز ابتداء من تحسين مستوى الالتزام بتعاطي العلاج ووصولا إلى تخفيض أعداد الحالات التي يتعين إدخالها إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات لتلقي علاجات اسعافية. وهذا الأمر يبشر بأن بخاخات الربو الذكية هي الجيل التالي في مجال تكنولوجيا رعاية مرضى الجهاز التنفسي».
ووفقا لما جاء في سياق دراسة نشرتها مجلة «لانسيت» الطبية المتخصصة، فإن الأطفال المصابين بالربو الذين استخدموا تلك البخاخات الذكية حققوا نسبة التزام بمواعيد تعاطي دوائهم وصلت إلى 85 في المئة تقريباً، وذلك مقارنة بنسبة 30 في المئة فقط قبل استخدام تلك البخاخات.
كما أظهرت نتائج دراسة بحثية أخرى أن المرضى عموماً الذين يستخدمون البخاخ الذكي أصبحوا أقل احتياجا إلى الذهاب إلى المستشفى لتلقي الاسعافات الطارئة، إذ انهم أصبحوا أكثر انضباطا في تعاطي علاجاتهم.
ومنذ اعتماد التقنية الذكية، بدأت شركات تكنولوجيا طبية عملاقة في انتاجها وتسويقها، بما في ذلك شركة «Propeller Health» الأميركية وشركة «Adherium» الاسترالية من خلال شراكة مع مجموعة «AstraZeneca» متعددة الجنسيات.