تعد ثورة في الصناعة والزراعة والتجارة والثقافة والسياحة
«هلا إندونيسيا»
| جاكرتا من أحمد المطيري |
1 يناير 1970
03:47 م
تبلغ مساحتها 5 ملايين كيلو متر مربع وفيها 18 ألف جزيرة
مزارع الشاي تعتبر آية في الجمال ومصدراً اقتصادياً
بحيرة «بيدو جول» من أجمل البحيرات وتستحق الزيارة
هلا إندونيسيا... شعور بالسعادة والفراح بل هي ردة فعل لكل من وصلته الدعوة الكريمة من قبل السفارة الاندونيسية في الكويت من أجل السفر إلى هذا البلد، لتغطية جوانب مهمة في هذه الدولة الاسيوية العملاقة مساحةً وسكاناً ، من حيث السياحة والصناعة والاقتصاد.
هلا إندونيسيا ... قصة تستحق التفكير لكفاح دولة صاعدة من أجل بناء نهضة ملموسة، في كل القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية والثقافية والعلمية والسياحية، وقد يستحق القطاع الأخير التوقف لما تمتلكه الدولة الصاعدة من مقومات طبيعية وموقع استراتيجي في قلب آسيا، فضلاً عن التنوع الطبيعي الهائل من جزر وبحار وسفوح جبال خضراء وأرياف، وأجواء ساحرة خلابة، ومدن منظمة تحتوي على كل ما يتمناه السائح الباحث عن المتعة والراحة والترفيه في أحضان الحياة المتنوعة.إندونيسيا، على الرغم من وجود كل الامكانيات السياحية المناسبة فيها، التي تضاهي بها كل الدول المحيطة، إلا أن الكثيرين مغيبون عن العديد من الجوانب السياحية في هذا البلد الاسيوي العملاق، فارتأت السفارة ومن باب تعريف الكويتيين بأندونيسيا الجمال لكل راغب في قضاء أوقات ممتعة في موطن الـ 18 ألف جزيرة، بتكلفة أقل بكثير عن بقية الدول القريبة منها.
السفارة الاندونيسية في دعوتها أرادت ألاتقتصر زيارة الوفد الإعلامي على الجوانب السياحية فقط، بل سعت إلى تنويع البرنامج المعد بحيث يشمل زيارات مختلفة إلى القطاعات الصناعية والتعليمية والثقافية والزراعية، حتى يمكن التعرف على مقومات هذا البلد الذي يحتضن أكثر من 270 مليون مواطن، أغلبهم يعتنقون الديانة الإسلامية، واخرون من الديانات الأخرى، ولكن التسامح والمعايشة السلمية هي اللغة السائدة بين كل الديانات والاعتقادات، وهي سر من أسرار نجاح ونهضة إندونيسيا.
إنها اندونيسيا التي ولدت 3 مرات، الأولى بنيلها استقلالها العام 1945 من الاستعمار الهولندي، والثانية بتكريس ركائز الديموقراطية ودولة القانون، والثالثة بالبناء والتعمير وقطع شوط كبير في الصناعة النوعية، حيث تصنيع الطائرات والسفن والأسلحة الثقيلة والخفيفة، إضافة إلى صناعة الملابس والمواد الغذائية والاجهزة الكهربائية والمستلزمات المنزلية وغيرها من الصناعات التي تحظى باحترام كبير وقبول في جميع أنحاء العالم لجودتها واتقانها، ويرجع سر تميز المنتج الإندونيسي إلى تميز شخصية الإنسان هناك حيث حب العمل والنشاط والإخلاص والإتقان، لذا تميزت منتوجات هذه الدولة بجودة عالية وحظيت برواج في الأسواق العالمية.
على الرغم من مشقة السفر من الكويت مروراً بإمارة أبوظبي، ثم التحليق عبر طائراتها «الاتحاد» نحو مطار سوكارنو في جاكرتا، ينتهي كل التعب والإرهاق بعد أول مقابلة مع أي عامل في هذا المطار، حيث يقابلك بابتسامة وعبارات ترحيب، تشعرك بالمودة، ويزيدها الإجراءات السلسة التي لا تحتاج إلى وقت طويل كي تنهي كافة الأمور المتعلقة بدخولك.
شوارع جاكرتا منظمة، وعلى اتساع تلك الدولة التي تبلغ مساحتها 5 ملايين كيلو متر مربع، إلا أنها تتميز بكثير من الانضباط المروري في شوارعها، وهدوء طاغٍ على شخصيات مواطنيها وسكانها، فضلاً عن الالتزام بالقانون واحترام الآخر والتعايش السلمي الذي يعتبر سمة فارقة وعلامة بارزة في هذه الدولة الشرق آسيوية.
الطريق في أرجاء جاكرتا باتجاه الفندق كانت حافلة بالجمال والسحر حيث المجمعات التجارية الزاهية المتسعة والمنظمة في آن والتي تتنوع فيها محال الإكسسوارات والهواتف والأجهزة الالكترونية والعطور والملابس والأزياء الشعبية وغيرها.
عند الصباح غادرنا فندق بولمان متجهين من جاكرتا إلى مدينة باندوموهي عاصمة جاوا الغربية، وقطعنا رحلة امتدت إلى 180 كيلو متراً عبر البر، رغم توافر السفر وإمكانيته بحراً وجواً إضافة إلى السفر عبر القطار كي نتمكن من مشاهدة تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الخضراء والحدائق الغناء.
مزارع الشاي.. لوحة فنية
لقد توغلنا بين كل المزارع المنتجة للشاي بأنواعه، وسط حقول جبلية، وقد تمت زراعة هذا المحصول المهم، بأشكال فنية رائعة، يتصور لك أنك أمام لوحه فنية تم رسمها بريشة فنان محترف، إلى جانب أجواء رطبة بعض الشيء، مصحوبة بزخات من المطر، تجد نفسك تعيش في عالم أشبه ما يكون بالخيال.
مزارع الشاي التي تعتبر آية في الجمال والروعة، تعتبر مصدراً اقتصادياً مهماً لشريحة كبيرة من المزارعين الإندونيسيين، وعلى سفوح المرتفعات تتعدد أنواع الشاي الأحمر والأخضر بل والأبيض كذلك، في تلك المنطقة التي تسمى «بونجاق» حيث امتزج غروب الشمس بالمروج الخضراء ليضفي سحراً ودهشة وروعة على تلك الطبيعة الخلابة.
وكان من اللافت في منطقة «بونجاق» وجود الكثير من المحال والشركات التجارية والمطاعم التي تحمل لافتات كتبت باللغة العربية، مثل مطعم عباد الرحمن، ومحلات الخير الوفير وغيرها.
وبعد نهاية تلك الزيارة الممتعة سلكنا إلى سفاري وهو موقع سياحي عائلي ذو فكرة بيئية يتمثل في حديقة الحيوانات في عالمها الطبيعي وكأنها في بيئتها الأصلية. وقد تم بناء سفاري إندونيسيا العام 1980 في موقع مزارع الشاي غير المنتجة، وهذه الحديقة مساندة للحديقة الوطنية «تامان ناسيونال غونونغ غيدي بانغرانغو» حيث تقع على ارتفاع 900-1800 متر فوق سطح البحر ذات درجة حرارة تتراوح بين 16-24 درجة.
والتسهيلات الموجودة في سفاري إندونيسيا هي باص سفاري وبحيرة اصطناعية ودراجة مائية وكانو (مركب صغير)، ولكن من شروط هذه الرحلة الالتزام الكامل بكل التعليمات التي تفرضها إدارة المحمية، لدى التجول بين أرجاء الحديقة، خصوصاً وأن معظم الحيوانات المفترسة كالأسود والنمور والذئاب والدببة مسرحة بشكل طبيعي في مواقعها، ويمكنك مشاهدتها عن قرب من خلال المرور إلى جانبها مباشرة، بحيث لا يفصلك عنها سوى أسوار أبواب سيارتك، وبالتالي فإن أي مخالفة في شروط الأمن والسلامة، قد يعرضك إلى مخاطرة تصل إلى حد الموت.
يالها من مغامرة أكثر من رائعة، وأنت تجوب بين أقوى وأعنف الحيوانات المفترسة، تنظر إليها عن قرب، وهي ترمقك بعيونها، بحيث يبقى الصمت ولغة العيون هما الحوار الخفي بينكما، في المقابل هناك مساحات أخرى من هذه الحديقة الأشبه بالمحمية الطبيعية، تعطيك الحق في الحوار المباشر مع بعض الحيوانات الأليفة، من خلال نافذة السيارة، تبادرها بما تحب من طعام، وتبادرك بالاستلطاف والمودة في مشهد رائع.
جولة ممتعة ومفيدة تتعرف فيها عن قرب كيفية المعايشة مع الحيوانات المفترسة والأليفة، وفوق كل ذلك يمكنك استئجار أحد الفيلة ليقوم بك بجولة في بعض الأماكن بالحديقة.
وتلك الحديقة لها جانب آخر من الحياة المختلفة، التي تمكن السائح من أن يستمتع بها بعد نهاية جولته، حيث المطاعم السياحية ذات الموقع الاستراتيجي الجميل، وأخذ مزيد من الراحة بين مختلف أنواع الأطعمة الاندونيسية الشهية، وتمنح عائلتك التجول في الإرجاء المحيطة بها بكل أمان، والدخول إلى عالم الألعاب المائية المجاورة لها والخاصة بالأطفال، حيث التمتع بعدد كبير من الألعاب الخاصة بالسباحة.
متحف المؤتمر
الآسيوي الأفريقي
في صباح اليوم التالي ومع إشراقة الشمس تناولنا وجبة الإفطار على إطلالة سحرية من فندق «غرين هيل»، الذي يملكه رجل أعمال إندونيسي، هذا الفندق الذي صمم على الطراز الإيطالي، كونه كان مقيماً هناك، ومن «غرين هيل» توجهنا إلى متحف المؤتمر الأسيوي الأفريقي، حيث يمثل هذا المتحف جانباً مهماً من تاريخ الدولة.
حيث حقق المؤتمر الآسيوي الافريقي والذي عقد في مدينة باندونغ خلال الفترة من التاريخ 18-24 أبريل العام 1955 نجاحاً كبيراً، بحضور 29 دولة أفريقية وأسيوية في توحيد المواقف ووضع قواعد العمل المشترك بين الأمم والشعوب الآسيوية والأفريقية، والمساهمة في تحقيق الأمن والسلام العالميين.
وقد تمخضت من هذا المؤتمر الذي أطلق عليه مؤتمر باندونغ عشرة أسس أصبحت لاحقاً قواعد للشعوب التي وقعت تحت الاستعمار في العالم في كفاحهم للحصول على الاستقلال، كما أصبحت مبادئ أساسية في الجهود لدفع السلام والتعاون العالميين.
ولا يظهر نجاح هذا المؤتمر في ذلك الوقت فحسب بل في ما بعده، حتى أصبحت روح المؤتمر الآسيوي الأفريقي إحدى العوالم المهمة الحاسمة لمسيرة التاريخ العالمي.
وهذا كله يعتبر إنجازاً كبيراً تم تحقيقه من قبل شعوب آسيا وأفريقيا ، فروح مؤتمر باندونغ قادرة على توسيع حجم العمل المشترك بين شعوب آسيا وأفريقيا، حتى ازداد دورهم وتأثيرهم في العلاقات الدولية وفي إطار بناء واستمرارية ذلك، من الأهمية بمكان إذا ما تم تخليد هذا المؤتمر بكل أحداثه وقضاياه وآثاره في متحف في الموقع الذي عقد فيه المؤتمر وهو مبنى مرديكا أو مبنى الحرية في مدينة باندونغ، هذه المدينة التي ينظر بأنها عاصمة ومصدر إلهام لشعوب آسيا وافريقيا.
سورابايا... مدينة البراكين
حان وقت الرحيل من باندونغ إلى مدينة سورابايا عبر الطائرة، في مدة رحلة لا تنجاوز الساعة ونصف الساعة عبر مطار حسين الأنيق إلى مطار جواندا الدولي، وتُعد سورابايا ثاني أكبر مدن إندونيسيا، وهي عاصمة إقليم جاوة الشرقيّ على ساحل الجزيرة الشماليّ، وعاصمة إندونيسيا الثقافية.
ويعود تاريخها إلى سنة 1293 حيث شيّدها القيصر Raden Wijaya، عند مصب نهر ماس Mas، وملتقى مضيق مادورا Madura. ويُعتقد أنّ اسم سورابايا أصله من كلمة sura (القرش) وبايا baya (التمساح)، وهما حيوانان وردا في الأسطورة المحلية التي تقول إنّ الحيوانات حاربت بعضها البعض للفوز بلقب «أقوى الحيوانات». يلقبها الإندونيسيون بأنها «مدينة الأبطال» نظرًا لدورها الكبير في المعركة التي دارت من أجل استقلال الدولة.
سورابايا مدينة متعددة العرقيات والجنسيات الأجنبية، مثل الماليزية والصينية والهندية والعربية والأوروبية. وهي كذلك مدينة صناعية ومركز تجاري رئيسي، ومما يجعلها مريحة للسكن هو انخفاض أسعار السكن والحياة والبضائع مقارنة بجاكرتا.
المناخ في سورابايا هو استوائي رطب في مواسم معينة، وصيفي حار في أخرى،في سورابايا مطار جواندا الدوليّ.
تعد هذه المدينة مساراً نحو التوجه إلى جبل جونونج برومو، وهي منطقة جبلية باردة تحيط بها المزارع والغابات، ويقطنها الفلاحون، ويوجد بها عدد من الفنادق التي تتسم بأجواء وخدمات مختلفة عن بقية الفنادق، حيث تشعر بالطبيعة والحياة الهادئة، بعيداً عن ضوضاء المدن،حيث أقمنا في فندق بنانا الذي يملك إطلالات خيالية على الطبيعة.
ويقصدها السائح نظراًلوجود بركان وجزء فاعل في كتلة صخريه تنجر، في جاوة الشرقية. في 2،329 متراً (7،641 قدماً)، ليست أعلى قمة في سلسلة الجبال، ولكنها الأكثر شهرة. المنطقة هي واحدة من مناطق الجذب السياحية الأكثر زيارة في إندونيسيا وجافا. وقد تم تفجير الجزء العلوي من البركان خارج وداخل الحفرة باستمرار من خلال التجشؤ للدخان الأبيض. فهي محاطة ببحر الرمال من الرمال البركانية، كما لها التأثير الكلي المضطرب والغريب.
ويفضل زيارتها في الصباح الباكر،عبر سيارات السفاري، ومن ثم ركوب الخيل للصعود الى أعلى قمة، لمشاهدة إنارة شروق الشمس على الجبال.
بالي... حسن الختام وما كان لنا أن نغادر المنطقة من دون زيارة مدينة بالي والتي كانت زيارتها مسك الختام لرحلتنا الجميلة، وهي المدينة التي يقصدها معظم السواح من كل أنحاء العالم، لما تحتويه من إمكانيات سياحية ذات مستوى عالٍ، من خلال منتجعاتها المطلة على البحر، والخدمات الكبيرة التي تم توفيرها للسائح، بجانب معالم المدينة التي تختصر لك كل مافي اندونيسيا.
استغرقت رحلتنا الداخلية من سورابايا إلى بالي قرابة الساعتين، توجهنا بعدها مباشرة إلى المنتجع الذي يملك مساحة كبيرة جداً، وله إطلالة مباشرة على البحر، بجانب كل الخدمات السياحية من الداخل.
أشهى مذاق للقهوة
من فضلات حيوان
توجهنا في صباح اليوم التالي إلى مزارع القهوة، التي كانت على مرتفات عالية من الجبال، وهناك شاهدنا طرق زراعتها وإنتاجها، بجانب تربية حيوان أشبه بالقطط، يطلق عليه الزباد وهو يقتات على حبوب القهوة، ويقوم المزارعون بعدها باستخدام فضلات هذا الحيوان، لصنع أفخر أنواع القهوة غالية الأثمان.
وكان لابد لنا من زيارة بحيرة «بيدو جول» التي تعد من أجمل البحيرات في إندونيسيا، من خلال المناظر المحيطة بها، بجانب وجود معابد تم بناؤها وسط البحيرة، ولا يقتصر الأمر عند ذلك، فقد تجد في الجانب الآخر مسجداً، وهذا يعطيك انطباعاً عن مدى التعايش السلمي لهذه المدينة السياحية.
متفرقات
• فى أول يوم لنا فى العاصمة جاكرتا تلقينا دعوة كريمة من سفير أندونيسيا لدى الكويت تاتانج رزاقٍ، الذى كان هناك، حيث أقام حفل عشاء فى برج السكاي فى الدور الـ 56، ودار بيننا حديث ودى قال فيه: إن العلاقات الكويتية الاندونيسية تاريخية يسودها الاحترام والتبادل التجاري، ونتطلع إلى مزيد من التعاون فى كافة المجالات الاقتصادية، وخصوصاً الجانب السياحي.
• يعتبر مصنع الطائرات فى باندوم معلماً صناعياً مهماً في إندونيسيا، وبدأ الإنتاج فيه منذ عام 1977، وتمكنت إندونيسيا من تصنيع 369 طائرة حتى الآن بالتعاون مع شركات عالمية. ومن صناعة الطائرات إلى مصنع الأسلحة والذي كشفت جولتنا خلاله عن تطور كبير في تصنيع المدرعات القتالية والأمنية، بجانب الصواريخ والمقذوفات والأسلحة الخفيفة والثقيلة.
• لم تكتف أندونيسيا بتصنيع الطائرات والأسلحة بل تفوقت في صناعة السفن، وكشفت جولتنا في المصنع الكائن في سوراباية عن تقدم كبير في تصنيع ناقلات الطائرات بحراً إضافة إلى سفن نقل البشر والبضائع، بجانب السفن القتالية وغيرها.
• الزيارة إلى «مختارية» سوراباية كانت فارقة حيث اللقاء مع تري رسماريني وهي أول امرأة منتخبة لتولي شؤون منطقة واسعة يقطنها آلاف السكان، وقد فازت لمرتين بالأغلبية المطلقة في انتخابات حرة نزيهة لما تقدمه من خدمات ولقربها من قلوب السكان.
• مدينة «ملانج» فيها مزارع التفاح وحديقة التماسيح التي تعتبر من المعالم السياحية البارزة في أندونيسيا.
• في «ملانج» أيضاً نهضة تعليمية حيث توجد فيها جامعتان الأولى المحمدية وهي خاصة والثانية الإسلامية وهي حكومية ويدرس فيهما آلاف الطلاب حيث يتخرجون في أقسام الشريعة الإسلامية والطب والتكنولوجيا والعلوم والهندسة وغيرها.