الحريري نجح باختبار شعبيته والثنائي المسيحي كرّس تحالفه في زحلة
الأحزاب اللبنانية الكبيرة تحصد انتصارات جولة «البلديات» الأولى
|? بيروت - «الراي»? |
1 يناير 1970
12:26 م
«حزب الله» تفادى الخسارة في بعلبك وبريتال
لم تكد تظهر نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت في محافظتي بيروت والبقاع اللبناني أول من أمس، حتى غرقت غالبية الأحزاب والأطراف التي انخرطت في هذا الاستحقاق الى «غرْبلة» خلاصاتها والقراءة بين سطور الأرقام التي أفرزتها.
ولعلّ من أبرز الخلاصات، ان جميع الأحزاب الوازنة خرجتْ منها بانتصاراتٍ «وضعتْها في الجيْب» لتخوض على «وهجها» المراحل اللاحقة في جبل لبنان الأحد المقبل وفي الجنوب في 22 الجاري ثم الشمال في 29 منه، لتكتمل مع نهاية مايو لوحة التوازنات السياسية التي ستؤكد المؤكد، لجهة استمرار الاصطفافات على قواعد مذهبية وطائفية وثبات الأحجام لقوى الثقل وتثبيت التحالف الحديث الولادة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» أقدامه منذ اول اختبار على الأرض، ومن دون ان يكون لكل ذلك اي تأثير مباشر على إخراج البلاد من حال «انعدام الوزن» حيال ارتهان لبنان وأزمته للصراع اللاهب في المنطقة ونتائجه.
وفيما ترك «المرور الآمن» للمحطة الاولى من الانتخابات البلدية انطباعات ايجابية، اذ استعاد معها لبنان وجهاً من الممارسة الديموقراطية لم يشهده منذ العام 2010 (تاريخ الاستحقاق البلدي السابق) في ظل إرجاء الانتخابات النيابية التي كانت مقرَّرة العام 2013 لمرتين متتاليتين، فإن أي أوهام لم تسُد الأوساط السياسية بأن هذا «التمرين الانتخابي» يعني بأي شكل إمكان الإفراج عن الانتخابات الرئاسية المعطّلة منذ عامين وفق تسويات داخلية، ولا بطبيعة الحال تقريب موعد الانتخابات النيابية التي تشترط قوى محلية كبيرة إجراءها، ولو مبكراً، ولكن بعد الرئاسية.
على ان هذا الأمر لم يُسقط إطلاقاً الدلالات التي عبّرت عنها الجولة البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع على مستويات سنية ومسيحية وشيعية.
فعلى الصعيد السنّي، جاء الانتصار الكامل (24 من 24) للائحة «البيارتة» التي ضمّت ائتلافاً حزبياً واسعاً في بيروت تقدّمه «تيار المستقبل»، ليؤكد استمرار رئيسه سعد الحريري في الإمساك بالقرار السني، بعد تشكيك من خصومه في قدرته على الإبقاء على «جاذبيته» لشارعه، بعد انكفائه عنه لخمس سنوات متتالية قبل ان يعود الى لبنان في فبراير الماضي.
ورغم ان نسبة الاقتراع في بيروت لم تتجاوز 20.14 في المئة (عدد الناخبين نحو 476 الفاً) وهو ما تردد انه لم يرُق للرئيس الحريري، فإن الاوساط السياسية اشارت الى ان هذا الرقم أعلى من النسبة التي سُجلت في 2010 (ناهزت 18 بالمئة)، لافتة الى الفارق الهائل بعشرات آلاف الأصوات بين لائحة «البيارتة» وأقرب منافسيها («بيروت مدينتي»)، ومعتبرة ان الفتور في الإقبال الشعبي مردّه في الدرجة الاولى الى شعور الناخبين بأن النتيجة محسومة سلفاً للائحة الأحزاب، ناهيك عن عنصريْن مهمين: الاول حال «القرف الشعبي» نتيجة انفجار أزمة النفايات لنحو 8 أشهر في العاصمة وجبل لبنان. والثاني غياب حلفاء الحريري المسيحيين مثل «القوات» والكتائب وحتى خصومه الذين شاركوا في اللائحة الائتلافية (التيار الحر) عن القيام بعمليات استنهاض فعلية للجمهور المسيحي (جاءت مشاركته هزيلة جداً)، على عكس الحريري الذي بدا وحيداً يقوم بجولات في بيروت وأحيائها حيث خاض معركة «المناصفة» المسيحية - الاسلامية التي اعتبرها اولوية الاولويات ونجح فيها.
وعلى المستوى المسيحي، تبرز نقطتان: الاولى النجاح الكبير الذي حققته الأحزاب المسيحية (التيار الحر والقوات والكتائب) في زحلة حيث فازت اللائحة المدعومة منهم برئاسة أسعد زغيب بكامل أعضائها الـ 21 على لائحتين واحدة مدعومة من وريثة زعامة آل سكاف السيدة ميريام سكاف (أرملة النائب السابق الياس سكاف) وثانية من النائب نقولا فتوش.
وبدا هذا الفوز بمثابة اول تكريس عملي لتحالف «القوات» - التيار الحر الذي شقّ طريقه مع ترشيح سمير جعجع لميشال عون للانتخابات الرئاسية، وسط رهان أكثر من طرف على تسديد ضربة للائحة الأحزاب في زحلة، بما يسْحب من يد هذا الثنائي ذريعة «اننا نمثل 80 في المئة لدى المسيحيين».
والنقطة الثانية انه رغم فوز لائحة الأحزاب بفارق ناهز 1800 صوت بين اول الفائزين واول الخاسرين من لائحة سكاف، فإن بعض الأرقام في مدينة زحلة حيث بلغت نسبة الاقتراع نحو 42 في المئة تحدّث عن تراجُع في الاقبال المسيحي (عدد المسجّلين نحو 53 الفاً) قياساً الى إقبال الناخبين المسلمين من الشيعة (عددهم نحو 7 آلاف) والسنّة (عددهم نحو 4 آلاف)، وإن كانت بعض المصادر اشارت بهذا المعنى الى ان «حزب الله» وفى بوعده لعون ومنح مرشحيه الخمسة على لائحة الاحزاب أصواتاً منه كفلت تصدُّرهم اللائحة، فيما بدا ان الناخبين السنّة الذين اقترعوا مالوا أكثر للائحة سكاف بعدما كان الرئيس الحريري ترك لهم حرية الخيار.
وفي المقلب الشيعي، نجح «حزب الله» في تَجاوُز المعركتين السياسيتين اللتين خاضهما في كل من بعلبك وبريتال، اذ فازت لائحتاه بكامل أعضائهما بعد منافسة قاسية استجرّت نسبة اقتراع عالية جداً، علماً انه في بعلبك التي تُعتبر بمثابة «جمهورية حزب الله»، خاضت المعركة بوجهه لائحة برئاسة غالب ياغي مدعومة من 14 آذار، في حين واجهته في بريتال لائحة تَردد انه يؤيدها الامين العام السابق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي.
وفي موازاة هذه الخلاصات، التي سبقت اعلان الداخلية النتائج الرسمية، بدا واضحاً الانعكاس المرتقب لانتخابات بيروت والبقاع على الجولات المقبلة، وسط انطباع بأن فوز الحريري سيجعله في موقع تفاوضي أقوى في طرابلس حيث تستمر الاتصالات مع رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي حول اللائحة التوافقية، في حين سيزداد عامل الثقة بين «القوات» و«التيار» لخوض منازلات معاً في جبل لبنان.
هولاند التقى الراعي في الإليزيه استكمالاً لاجتماع بيروت
| بيروت - «الراي» |
أجرى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس، محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في قصر الاليزيه.
واستقبل هولاند البطريرك الذي يقوم بزيارة رسمية لفرنسا، عند أسفل سلم القصر الرئاسي، من ضمن التشريفات الرسمية وبعد عزف فرقةٍ من الحرس الجمهوري لدى وصوله الى باحة الاليزيه.
واذ غادر رأس الكنيسة المارونية من دون الإدلاء بأي تصريح، فإن لقاءه هولاند جاء في سياق متابعة الاجتماع الاخير بينهما الذي حصل في بيروت قبل نحو اسبوعين إبان زيارة الرئيس الفرنسي للبنان، حيث بحثا حينها الفراغ في رئاسة الجمهورية والحضور المسيحي في الشرق وتنامي الإرهاب وصولا الى موضوع النازحين السوريين وكيفية مساعدة الأسرة الدولية وبشكل خاص الفرنسية على تحمل هذا النزوح.