حروف باسمة
الخرجية
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
11:20 ص
الخرجية... مفردة من الزمن الجميل يُقصد بها ما يصرفه المرء من المال، الذي هو عصب الحياة، لما له من بريق يلهث الناس من أجل الحصول عليه واقتنائه والناس منهم فريق يستغل كل الوسائل من أجل جمعه مهما كانت تلك الوسائل... وهم صنوف منها كثيرة نراها «من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا».
اختلاسات بطرق مختلفة للحصول على المال، طرق قد تؤدي بمقدرات أمة لا يقترف بها الجاني، وهو ينشر مخالبه ليأخذ ما ليس له به حق ولا يهمه الذل ولا الهوان، وقد يهرب وإذا لم تمسكه العدالة فإن حكومة الله لا أحد يفر منها فمصيره يؤول إلى القصاص.
شعوب دمرت ونساء رملت وأطفال قتلت من أجل المال ونهبه والاستيلاء على خيرات الأمة وتبديدها وسيق نساؤها لتباع في سوق النخاسة من أجل الإذلال والحصول على المال أين هم من حكومة الله الكريم؟
سموم تنتشر إثر المحرمات، وهي تخرج من دون وجه حق وتدمر الشباب وتقضي على أعز ثروة للأمة من أجل حفنة من المال.
قوارب صغيرة تمتلئ بالشر في هجرات جماعية نتيجة لأتون البغي الذي ضرب الأمم فيغرق المئات من البشر بسبب ضمائر مسحوقة جعلت المال غايتها والإنسانية تئن والضمائر لا تحس.
وعشاق المال يعيثون في الأرض فساداً.
شقق وكبائن ملحقة في بعض المقاهي تنتشر لبث الرذيلة ابتغاء المال:
ويلهم من بأس القرار
قيمة الإنسان ما أحقرها
جعلوه غاية وهو وسيلة
وسائل كثيرة ومتعددة لاقتناء المال بالباطل.
اتصالات هاتفية تترى في كل يوم تنبئ عن الفوز بهدية أو جائزة من أجل الخديعة ووضع الشباك والمصائد المزرية من أجل الحصول على حفنة من المال الزائل بطريقة غير مشروعة
ويلهم من عذاب الله
وكثير من الذين يغريهم المال وينقادون إليه ويصيرون الباطل حقاً والعكس صحيح.
رأيت شاة وذئباً وهي ساري بإذنه
وهو منقاد لها ساري
فقلت للشاة ماذا الإلف بينكما
والذئب يسطو بأنياب وأظفار
تبسمت ثم قالت وهي ضاحكة
بالتبر هذا يقاد الضيغم الضاري
وعلى عكس ذلك، فإن هناك صفحة مشرقة للحصول على المال بوسائل طيبة ونقية وصافية. وإن أهل الخير لا يزالون ينفقون من أجل إسعاد الأمة ونماء الناس وفك عسرهم.
وما لنا إلا أن نتأمل ما قاله حاتم الطائي في هذا الصدد:
أوقد فإن الليل ليل قر
والريح يا واقد ريح صر
عسى يرى تارك من يمر
إن جلبت ضيفاً فأنت حر