أبعاد السطور

سهرة الـ 24 كتاباً!

1 يناير 1970 04:31 م
على غير العادة، اتجهت تلك الليلة نحو سريري ابتغاء النوم باكراً، حيث كان لديّ في صباح اليوم التالي موعد مهم، كنت أنتظره منذ فترة طويلة، فتقلّبت كثيراً وأنا في السريرعلى ظهري وبطني وجنبي، وقلّبت وسائد النوم أكثر من مرّة، من أجل أن يغشاني النوم وأرتاح!

بعد برهة، مددت يدي نحو الهاتف، فكانت الساعة 12.20 بعد منتصف الليل، فقمت من سريري وتوجهت نحو مكتبتي، واخترت منها 24 كتاباً، ما بين علمية وتاريخية وتراجم وكتب أدبية وروايات وقصص خفيفة، ثم نقلتها نحو صالة المنزل، وعلى الفور اتجهت نحو المطبخ وأعددت كوبا من الأعشاب والزهور، ثم جلست بين الكُتب وأخذت اقرأ منها بتصفحٍ ليس بعميق، ورغم ذلك، إلا أنني اضطررت أن أُحضر قلماً ومجموعة من الأوراق لكي أدوّن تلك الأفكار والعبارات التي قد تطرأ عليّ وأنا في رحلة القراءة الليلية هذه. وبعد أن انغمست في هذه الأجواء وبدأ النعاس يتحرش بي، إذ بأذان الفجر الأول ينطلق من المسجد القريب من المنزل، فقررت أن أكمل القراءة حتى يحين وقت صلاة الفجر. وبعدما صليت عدت مرة ثانية للكتب الـ 24.

وفجأة انتبهت من نومي وأنا خائف مرعوب، ألتفت يميناً وشمالاً، وهرعت إلى الستارة أُزيح أطرافها عن النافذة، فإذ بالشمس ساطعة، ورحت أجري بحثاً عن ساعة الصالة، فكانت تشير الى الحادية عشرة ظهراً! فتركتها واتجهت نحو هاتفي لأرى ان الوقت نفسه!

تملكني الغضب، حيث إن موعدي كان في الثامنة صباحاً، والمكان الذي أود الذهاب إليه يحتاج من بيتي على الأقل، 40 دقيقة للوصول إليه! فرجعت نحو السرير، وأنا في حالة عصبية، وما هي إلا دقائق قصيرة حتى استسلمت للنوم بكل هدوء وطمأنينة من دون أن أتقلّب على بطني ولا ظهري ولا جنبي ومن دون أن تمتد يدي نحو اللحاف أو حتى الوسائد!

[email protected]