الأنظار تتجه إلى «مورجان» و«جولدمان»... متى يسقطان؟
1 يناير 1970
10:14 ص
نيويورك - رويترز - اشتدت حدة الجهود التي تبذلها مؤسسات القطاع المالي في «وول ستريت» مع هبوط أسعار الاسهم الاميركية الى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أعوام، ما أرغم البنوك الكبرى التي تتفاقم مشاكلها على البحث عن شركاء للاندماج معهم، احتماء من العاصفة التي تجتاح أسواق المال.
ووسط أكبر تحولات في صورة القطاع المالي تشهدها الولايات المتحدة منذ الكساد العظيم طفت على السطح أنباء اندماجات من بين أطرافها «مورجان ستانلي»، ثاني أكبر بنك استثماري اميركي، وبنك الادخار «واشنطن ميوتيوال» وبنك الاقراض العقاري البريطاني «اتش.بي.أو.اس».
وقال الشريك المدير بمؤسسة «هوسيك كابيتال مانجمنت» في سان فرانسيسكو فرانك هوسيك «هذا مؤشر على التغيرات التي تهز أساس النظام المالي في عالم اليوم».
وجاءت موجة صفقات الاندماج المحتملة في أعقاب الخطوة المفاجئة التي اتخذها مجلس الاحتياط الفيديرالي لانقاذ أكبر شركات التأمين في العالم.
ودعت مذكرة بحثية من بنك «يو.بي.اس» السويسري الى «وقف الجنون»، في وقت يبدو أن اسهم القطاع المالي الاميركي تعاني من سقوط حر.
وكانت النتيجة تحولات أشبه بنتائج الزلازل اذ اختفت بعض من أكبر الاسماء في وول ستريت. أما الفائزون فهم البنوك التي تملك السيولة الكافية لالتقاط ما يتبقى من المؤسسات المنهارة بأثمان بخسة.
وقال رئيس «ويلز فارجو» ريتشارد كوفاسيفيتش «أشعر وكأني طفل في متجر للحلوى».
وهوت أسهم «مورجان ستانلي» ومنافسه الاكبر «جولدمان ساكس» خلال التداول بما يصل الى 43 و27 في المئة على الترتيب، وذلك رغم أن المؤسستين أعلنتا نتائج فصلية أفضل من المتوقع يوم الثلاثاء.
وقال نائب رئيس «ام.كي.ام بارتنرز» جون أوبرايان في كليفلاند «الخوف هو من عليه الدور. يبدو الامر وكأن الناس يتفحصون الدفاتر ويقررون هذا هو الهدف التالي المرجح الذي يمكن ان نراهن عليه بالشراء على المكشوف. وهذا ينشر الخوف باستمرار».
وغذى انخفاض الاسهم شائعات أن بنكي الاستثمار الباقيين في «وول ستريت» قد يضطران للتحالف مع بنك تجاري من أجل البقاء.
وقال مدير قسم الدخل الثابت لدى «كابوت ماني مانجمنت» في مدينة سالم بولاية ماساتشوستس وليام لاركن «أفترض أن جولدمان ساكس ومورجان ستانلي يجهزون شركاء. فهما لا يريدان أن يصبحا ضحية هذا الاسبوع.» وتسارعت الوتيرة بعد اغلاق الاسواق.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» ان بنك «مورجان ستانلي» يبحث الاندماج مع بنك «واكوفيا» الاقليمي. وقالت ان الرئيس التنفيذي لـ «مورجان ستانلي» جون ماك تلقى اتصالا هاتفيا من «واكوفيا» اول من امس، لكنه يبحث أيضا خيارات أخرى.
وقال محلل الاسهم ببنك «بي.ان.بي. باريبا» في نيويورك دانييل شمبري «في هذا السوق كل شيء ممكن. يبدو الامر وكأن السوق تريد اختفاء نموذج البنوك الاستثمارية».
وقالت مصادر مطلعة على الوضع أن بنك «واشنطن ميوتيوال» الذي تحاصره خسائر الرهون العقارية عرض نفسه للبيع. والمشترون المحتملون هم بنوك «سيتي جروب» و«جيه.بي مورجان» و«ويلز فارجو» و«اتش.اس.بي.سي».
وقال مدير المحافظ لدى «فيرجسون ولمان كابيتال مانجمنت» في بورتلاند بولاية أوريجون رالف كول «كل شيء معروض للبيع في عالم البنوك هذه الايام».
وامتدت هوس الاندماج الى قطاعات أخرى، اذ تجري شركة «كونستليشن انرجي» الاميركية للكهرباء محادثات مع أطراف أخرى حول امكانية الاندماج معها بعد انخفاض سهمها 58 في المئة هذا الاسبوع بفعل مخاوف المستثمرين من أن تضر الازمة الائتمانية بنشاطها.
ومع انهيار الاسهم المصرفية، قال البيت الابيض انه قلق على الشركات الاخرى.
وتسمر المتعاملون أمام شاشات التداول محاولين متابعة الموقف. وفي جرينتش بولاية كونيتيكت، عاصمة صناعة صناديق التحوط، خلا 200 مقعد من بين 500 مقعد في مؤتمر عن هذه الصناعة.
وارتفعت كلفة حماية ديون «مورجان ستانلي» و«جولدمان ساكس» بما يعكس مخاوف المستثمرين ألا يساوي ما بحوزتهم من السندات قيمة الورق.
وقال خبير استراتيجيات الاسهم لدى «ميلر تاباك وشركاه» في نيويورك بيتر بوكفار «حدة الازمة الائتمانية والانكماش الائتماني تتصاعد. فالحركة في مورجان ستانلي في ضوء الارقام (النتائج) التي جاءت أفضل من المتوقع... محيرة».
وقال المتحدث باسم «جولدمان» لوكاس فان براج ان انخفاض أسهم مؤسسته «نتيجة خوف غير عقلاني بالمرة وليس قائما على أي عوامل أساسية».
أما رئيس «مورجان ستانلي» التنفيذي فوجه أصابع الاتهام الى مراهنات المضاربين البائعين على المكشوف أسعار الاسهم وقال «نحن وسط سوق يتحكم فيه الخوف والشائعات. والبائعون على المكشوف يدفعون الاسهم للانخفاض».
وفي أحدث مثال على تدخل السلطات دون أثر يذكر سعت لجنة الاوراق المالية والبورصة الاميركية للحد من عمليات البيع على المكشوف. وقال نائب رئيس «ام.اف جلوبال» في نيويورك اندرو برينر «يبدو وكأن اللجنة تحركت متأخرة يوما فيما يتعلق بهذه القاعدة. فمن الواضح أن مورجان ستانلي محط أنظار البائعين على المكشوف».