إحياءً للذكرى الخمسين لاغتياله
معرض في بيروت يروي حكاية كامل مروة
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
10:48 ص
... في زمن افول صحافة بيروت كواحد من مظاهر تقَهْقر المدينة، التي كانت يوماً عاصمة لما هو أرحب من لبنان، استعادت هذه البيروت زمناً من ذهبٍ أطل في لوحاتٍ تراصفت بعناية على جدران حكاية اسمها كامل مروة والحياة، العمر والجريدة، من الألف الى الياء، في معرضٍ استضافه سوق الذهب وسط العاصمة.
ففي الذكرى الخمسين لاغتيال كامل مروة، المغامرة والشخص، تحوّل التاريخ، بالصورة والكلمة، شاهداً على واحدة من التجارب الجميلة، رغم ان اولها كلام وآخرها دم، وبينهما سيرة رجلٍ ومهنةٍ ومرحلة، اختلط فيها الشخصي بالسياسي، الحبر بالحرب، المبادرات الفردية بالتحولات الكبرى، الصوت الحرّ بـ... كاتم الصوت.
وبدا المعرض، الذي أقيم لإحياء الذكرى الخمسين لاغتيال مؤسس جريدة «الحياة» كامل مروة (1915 – 1966) وكأنه خارج النص الرائج في بيروت البائسة التي يسكنها اليأس بعدما تحوّلت مستودع إحباطاتٍ سياسية وقيَمية واجتماعية لا تشبه زمن «ابو جميل» ورعيله من الذين شكلوا علامات فارقة في تاريخ لبنان وصحافته.
80 لوحة من صوره وصفحات من حياة كامل مروة وجريدته توزّعت على قاعتين في المعرض الذي افتُتح بحضور شخصيات فكرية وسياسية وديبلوماسية، تجوّلت في أرجائه، واستعادت معه فصولاً من حياة كامل مروة، الطفل ابن الزرارية في جنوب لبنان، التلميذ في صيدا، الطالب في الجامعة الأميركية، المحرّر في «النداء» قبل ان تكرّ سبحة مشواره الصحافي.
من قلم الرصاص الى اغتياله بالرصاص، حياة عامرة لرجل شكّل في حبره وتعبه وحلمه مؤسسة من ثلاث صحف، عربية وفرنسية وانكليزية، كان يكتب باللغات الثلاث وبأسماء مستعارة في عمارةٍ من الحبر الذي اختطّ تجربةً جميلة لم ينجح الرصاص في اغتيال وهجها.