د. حسن عبدالله عباس / هل نُقلع مع المؤسسة والطيران المدني؟

1 يناير 1970 02:04 ص
من حق الإدارة العامة للطيران المدني أن تدافع عن نفسها وإنجازاتها، ولكن من حقنا كمواطنين ومسافرين أن نرى هذه الإنجازات على أرض الواقع. فالمقابلة التي أجرتها «الراي» مع رئيس الطيران المدني السيد فواز الفرح قبل أسبوع تقريباً لم ترفع شــكوك وهواجس الناس عن كفاءة المؤسسة والقيام بعملها بالصورة الصحيحة.
فالأمر ليس بهذه البساطة والسطحية، حــــتى نستمع إلى حوار يُطمئن الناس في الوقت الذي تؤكد التقارير المكتوبة والملاحــــظـــات المعروفة لدى الكل أن الادارة العامة تعاني وبصورة خطيرة من مشاكل جمة في كيفية إدارتها للملاحة الجوية. بمعنى آخر، المنظمة الدولية للـــطــــــيران المدني والـــتي تُعرف بـ«الإيكـــــوا» رفعت 46 ملاحظة على المطار الدولــــــي، ومــع ذلــــــك لـــــم نــــسمع فـــي هذا الحوار المطـــول مع الســـــيد فــــواز الفرح إجابات تفصيلية ومناقشـــة لهذه الملاحظات وما إن عولجت تماماً، باستثناء إجابات عامة بخصوص الخطوات التي اتخذتها إدارته في المجال الأمني وبالتنــــسيق مع وزارة الداخلية!
الأسوأ في هذه المقابلة أن السيد رئيس الإدارة العامة للطيران المدني لم يوضح ما الذي تم بخصوص 16 ملاحــــظة أخرى لـ«الإيكوا» على الملاحة الجوية أو ما يُعرف بالمراقبة الجوية! الملاحظات على المراقبة الجوية، والتي تسببت بتشكيل لجنة 2005 لم تتغير حتى يومنا هذا، والدليل أن وزير المواصلات الغنيم أعاد تشكيل لجنة جديدة لتدارس الملاحظات المثارة على المراقبة الجوية، ما يعني أننا وبعد مرور ثلاثة أعوام على مشــاكل الرقابة الجـــوية، مازالت اللجــــان تــــتــــدارس المـــــوضـــوع ولا يُعلم متى ستنتهي! وجود هـــــذه الملاحــــظات يعني ببساطة شديدة أن البيئة مواتــية لحــــصــــول لا ســــمح الله كارثة ملاحية، وعــــدم التحـــرك سريـــعاً يعــــني خطوة للأمام باتجاه هــــذه الكارثة!
من يقرأ المقابلة يشعر بالاطمئنان، وأن الأوضاع «فل الفل»، ولكن الخوف أن الواقع الذي تعيشه الملاحة الوطنية (بجناحيها الخطوط الكويتية والطيران المدني درءاً للشبهة التي وقع بها بعض من قرأ مقالنا السابق) هو أسوأ بكثير مما نتصور. فمثلاً في تقرير 2005 والذي نَقلت عنه في المرة الماضية والممهور بكلمة «سري»، يذكر التقرير أن إدارة الرقابة الجوية تعاني من قصور كبير في إدارة الأزمات، خصوصاً الأمنية والعسكرية.
الجميل في الأمر أن هذا القصور وفي 2008 بدا واضحاً حينما انقطع التيار الكهربائي عن المطار في 12 يوليو2008، أي قبل أيام، وتعطلت حينها الأجهزة والمعدات الملاحية بلا استثناء ولم يعمل أي «جهاز احتياطي»!
أقصد إن كانت الملاحة الجوية عندنا تعاني هذا الكم الخطير من العيوب والمشاكل، فالمفروض إذاً أن تُعالج العيوب بسرعة قبل حلول أي مصيبة. ولكن معالجتنا للأمور أخذت المنحى العكسي تماماً، فالسيد فواز الفرح كان في العام 2005 نائب المدير العام لشؤون «سلامة الطيران»، وهو الآن وفي 2008 رئيس الطيران المدني!
د. حسن عبدالله عباس
كاتب كويتي
[email protected]