حوار / يدخل تلفزيون «الراي» في رمضان... عبْر «باب الريح»!
حمد العماني لـ «الراي»: على الفنان ألا يتكلَّم في... السياسة!
| حاوره علاء محمود |
1 يناير 1970
05:43 م
لا أفتعل المشاكل لأشتهر... والجمهور هو الحكم
أحب أن أبتعد بحياتي الشخصية عن الإعلام... وأعيش كما يحلو لي
لن أعود إلى المعهد العالي للفنون المسرحية!
أستعد لتقديم «شبح الأوبرا» على المسرح في عيد الفطر مع نخبة من النجوم الشباب
الزواج علَّمني تحمُّل المسؤولية وصنع فارقاً كبيراً وإيجابياً في حياتي
رفضتُ عرضاً من «mbc» لتقديم برنامج ضخم... فأنا فاشل كمذيع و«أتوهَّق بسرعة»
«يجب على الفنان ألا ينخرط في السياسة، أو يشغل نفسه في الجهر بآرائه السياسية»!
هكذا رفض الفنان حمد العماني الخلط بين الفن والسياسة، واضعاً حداً فاصلاً بينهما، ومتحدثاً عن نفسه بالقول: «أنا أمارس الفن، وهذه رسالتي، إذ يتعين عليّ أن أقدم للجمهور قضايا تهمه وتشغله، من خلال أعمالي الإبداعية، من دون إقحام نفسي شخصياً، فهذا دور السياسيين»!
«الراي» حاورت العماني، الذي برر غيابه عن الإعلام، قائلاً: «لا أحب العمل أكثر من أربعة أشهر في العام، وأفضّل الابتعاد بحياتي الشخصية عن الكاميرات والإعلام، حتى أعيش كما يحلو لي، كما أرفض الظهور بلا مبرر، أو عمل جديد أتحدث عنه».
العماني تحدث عن مسلسله الجديد «باب الريح» الذي سيدخل منه إلى شاشة «الراي» في رمضان المقبل، لافتاً إلى «أن تصوير العمل يتواصل في البحرين للإفادة من مواقع التصوير الرائعة هناك التي لا نظير لها في الكويت» (وفقاً لتعبيره).
ورفض العماني قطعياً فكرة العودة مجدداً إلى المعهد العالي للفنون المسرحية ليستأنف دراسته التي لم يكملها، لكنه أصرّ على الاحتفاظ بالأسباب لنفسه، وواعداً بمسرحية جديدة تحمل اسم «شبح الأوبرا» يعدها لعيد الفطر المقبل، وفيما أثنى على الزواج الذي صنع في حياته فارقاً إيجابياً كبيراً، نفى أن يكون ممن يفتعلون المشاكل لاجتذاب الأضواء أو الشهرة، وموضحاً أن ممارسته رياضة «الكيك بوكسنغ» لا تتجاوز حدود الحلبة وقوانينها، وأنه لا يستخدمها ضد الآخرين في أي ظروف !
العماني تطرق إلى قضايا عدة في الفن وغيره ... أما تفاصيلها فتأتي في هذه السطور:
• تغيب كثيراً عن وسائل الإعلام والصحافة على مدار العام ... هل هو غياب مقصود ؟
- بصراحة، أنا لا أحب الانخراط في العمل طوال العام، وأكتفي بالحضور في الساحة الفنية ما بين ثلاثة وأربعة أشهر فقط، وأفضِّل أن أترك مساحة كبيرة لحياتي الشخصية التي أود أن أعيشها كما يحلو لي بعيداً عن أجواء الفن والكاميرات والتصوير، والإعلام أيضاً، فأنا لا أحب الظهور في أيّ وسيلة إعلامية، إلا في حال وجود عمل جديد أتحدث عنه.
• ما جديدك لموسم دراما رمضان 2016 ؟
- في الفترة الحالية لا نزال نواصل العمل في مسلسل «باب الريح»، إذ نعكف على تصوير ما تبقى لنا من مشاهده في مملكة البحرين، وهو العمل الذي سأطلّ من خلاله على جمهوري من خلال شاشة تلفزيون «الراي»، والمسلسل من تأليف السيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد وإخراج البحريني علي العلي، وإنتاج عامر الصبّاح، وبطولة العملاق سعد الفرج، بمشاركة إبراهيم الحساوي، زهرة عرفات، علي كاكولي، حمد أشكناني، أميرة محمد، شفيقة يوسف، فاطمة عبدالرحيم، أبرار سبت، إيمان الحوسني، زينب غازي، منيرة محمد، وسلوى الجراس، إلى جانب مجموعة كبيرة من الفنانين.
• وماذا عن «الثيمة» الرئيسية التي يدور حولها المسلسل ؟
- العمل بشكل عام يسلط الضوء على قضية العنف، وما يترتب عليه من نتائج ومساوئ على صعيد العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وتتمحور الأحداث حول مجموعة من الشخصيات التي يندلع بينها اختلاف في وجهات النظر، وسرعان ما يتطور الاختلاف، ليصير «خلافاً»، قبل أن يتحول إلى صراع حقيقي، ويصبح العنف هو سيّد الموقف، الأمر الذي يتسبب في تفاقم الأزمات والمشاكل، لينتهي المطاف بالدمار. أما الشخصيية التي أجسدها، فهي لشاب يبحث عن ذاته ويحقق وجوده، وتكون له تصرفات وممارسات حتى تأتي اللحظة التي يتغير عندها كل شيء في مسيرته وحياته.
• لكن، ما السبب وراء اختيار مملكة البحرين لتصوير المسلسل ؟
- أولاً، هذا ليس أول عمل لي أصوره في البحرين، وأيضاً أنا شخصياً أعتبر أن التصوير في هذا البلد الرائع قمة في المتعة، من ناحية البيئة ومواقع التصوير (اللوكيشينات) الجديدة والمتنوعة التي لا نظير لها عندنا في الكويت، أما السبب وراء تصوير «باب الريح» هناك فهو أن أحداث المسلسل تدور في حقبة التسعينات، والأماكن الموجودة هناك تساعد على إبراز ذلك.
• لماذا وقع اختيارك على «باب الريح» دون غيره من الأعمال ؟
- الواقع أنني سبق أن عُرض عليّ العديد من النصوص، لكنني كنتُ قد قرأتُ نص «باب الريح» منذ مدّة طويلة، واستحوذ على إعجابي من جميع النواحي، كما كان من المفترض أن نصوره في تلك الفترة الماضية، لكنه أُجِّل بسبب بعض الظروف، ومع اقتراب موسم رمضان 2016 اختارته الجهة المنتجة مجدداً.
• بعد سنوات أمضيتها في الساحة الفنية كممثل، وخروجك من المعهد العالي للفنون المسرحية، من دون أن تُكمل دراستك فيه... هل يساورك التفكير في العودة إلى مقاعد الدراسة ؟
- كلا مطلقاً، لا أفكر في الأمر نهائياً، وأحتفظ لنفسي بسبب هذا الرفض، وبصراحة لستُ مضطراً إلى الكشف عنه أبداً.
• هل لأنك أصبحت مشهوراً بما يكفي، وصرتَ تمتلك مزيداً من الخبرة ؟
- المسألة لا تتعلق باكتفائي من الشهرة أو حصولي على الخبرة، وللعلم لقد عملتُ في المسرح، وحصدتُ العديد من الجوائز، وشاركتُ أيضاً في الأعمال التلفزيونية قبل أن ألتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لذلك المسألة لا شأن لها باكتسابي خبرة أو شهرة، ورفضي العودة - كما ذكرتُ سلفاً - يرجع إلى أسباب أخرى بعيدة كلّ البعد عما يجول في بالك، وأنا مُصرعلى أن أحتفظ بها لنفسي.
• على صعيد المسرح، ماذا عن «شبح الأوبرا» الذي تعكف على إنتاجه تمهيداً لعرضه في عيد الفطر المقبل ؟
- هذا صحيح، وهي مسرحية عائلية استعراضية بعنوان «شبح الأوبرا»، من تأليف فاطمة العامر وإخراج عبدالعزيز صفر، ويتولى الإشراف العام صادق بهبهاني، وهي من بطولتي إلى جانب فرح الصراف، شهد عبدالله، عبدالسلام محمد، رتاج العلي، ميثم بدر، عبدالعزيز بهبهاني وإلهام علي. وتدور أحداث المسرحية في فندق قديم، وتتناول قضية مهمة جداً تتعلق بكيفية تحقيق النجاح بالصورة الصحيحة بعيداً عن كسب الشهرة المزيفة باستخدام الطرق الملتوية.
• هذه ليست التجربة الأولى لك في الإنتاج... هل الأمر بهذه السهولة ؟
- المسألة ليست أن الإنتاج هو أمر سهل أم صعب، بل الفكرة بشكل عام أنني أمتلك منهجاً فنياً أريد أن أراه أمامي على الأرض، وهذا هو الأمر الذي يجعلني أنا وشريكي الفنان صادق بهبهاني في شركتنا «أرتست» للإنتاج الفني والمسرحي، نحرص على أن نجتهد في كل ما نقدمه كل عام من أعمال مسرحية وحتى سينمائية.
• ما الذي تغيّر في شخصيتك بعد الزواج ؟
- تغيّر العديد من الأمور في شخصيتي بالفطرة، وهو أمر طبيعي يلامس أي شخص سواء كان ممثلاً أو شخصاً عادياً، ومن تلك الأمور التي لمستُ أنها تغيرت في نفسي بعد الزواج أنني تعلمتُ تحمّل المسؤولية الكبيرة، كما صنع الزواج فارقاً كبيراً في حياتي، وأثر بشكل إيجابي في كل ما أقوم به. وشخصياً أنصح كل شاب بالإقدام على الزواج إن كان يرى نفسه قادراً على تحمّل المسؤولية وأعباء الحياة الزوجية.
• عدد من الفنانين الشباب أصبحوا مقدمي برامج، والعكس صحيح... هل سنراك قريباً على الشاشة في برنامج تلفزيوني ؟
- لا أعتقد ذلك، لأنني لا أستطيع أن أنظر إلى الكاميرا مباشرةً والتحدث باتجاهها، وأدرك أنني سوف «أتوهق بسرعة»، وأيضاً لا أرى أن التقديم التلفزيوني ملعبي الذي سأبرع فيه، وأعترف بأنني فاشل فيه ولا أجيده، على عكس براعتي في التمثيل على صعيد التلفزيون والمسرح، وحتى السينما.
• لكنني أعرف أنك تلقيتَ قبل فترة عرضاً للتقديم من قناة «mbc» ؟
- هذا صحيح، وفعلاً تلقيتُ عرضاً من «mbc»، لتقديم أحد البرامج الضخمة، لكنني رفضتُ الأمر للأسباب التي ذكرتُها لك من فوري.
• البعض من منتسبي الوسط الفني يتعمّدون إثارة المشاكل فقط لاجتذاب الضوء نحوهم، على عكس شخصيتك المسالمة التي لم نسمع عنها مشكلة من قبل ؟
- لأنني بكل بساطة لا أحرص على التعمق في علاقاتي مع زملائي الفنانين كثيراً، فتراني عندما أنتهي من تصوير مشاهدي أغادر «اللوكيشن» بسرعة، من دون أن أثير جلبة، وهو ما يجعلني دوماً بعيداً عن المشاكل التي تدور في «الكواليس». أما في ما يخصّ أولئك الذين يحرصون على إثارة المشاكل من أجل لفت الأنظار فقط فهذا شأنهم الخاص، لكن بالنسبة إليّ أعتبر أن العمل الذي أقدّمه هو بمنزلة اختبار، وعليّ الانتظار لحين عرض المسلسل للحصول على النتيجة النهائية من الجمهور الذي يحبّ الفن الذي أقدمه بالفعل كفنان، وليس لديه الفضول ولا الرغبة لمعرفة مشاكل قد يفتعلها هذا أو ذاك.
• أنت رياضي وتمارس رياضة «الكيك بوكسنغ»... فهل فعلاً كما يقول البعض إنك تستخدمها ضد من يزعجونك في حياتك اليومية ؟
- (يضحك): أنا مسالم جداً مع الجميع، ولا أحب أذية أحد، ويمكنك التأكد من أصدقائي الفنانين الذين يمارسون الرياضة نفسها، ومنهم الإعلامي والفنان عبدالله الطليحي، وأود التأكيد أنني لا أمارس هذه الرياضة إلا داخل نطاق الحلبة، ووفق القوانين الخاصة بها.
• هل شاركتَ في بطولات رسمية ؟
- نعم، ومنها بطولة «الشهداء» وحصلت حينها على الميدالية الذهبية. وهنا يجدر بي التوضيح أنني أمارس رياضة «الكيك بوكسنغ» كهواية أفرغ فيها طاقتي، فهي كحال بقية الرياضات تهذّب النفس والأخلاق وتعلّم الروح الرياضية وتقبّل الخسارة برحابة الصدر، وبالتالي تجعل الرياضي شخصاً مختلفاً يعرف كيف يتحكم في نفسه وقت الغضب وغيرها من الأمور السلبية.
• بعيداً عن الكاميرات والرياضة... هل تؤيد أن الفنان يجب عليه إبداء آرائه السياسية علناً، كما فعل العديد من الفنانين على مستوى الخليج والوطن العربي ؟
- ليس جبناً أو خوفاً من خسارة جمهوري، لكن وبكل أمانة وصراحة، أنا ضد التكلم في الأمور السياسية، لأنني وبكل اختصار فنان، ومن ثم أرى وظيفتي الأساسية هي تقديم فن راقٍ وهادف للجمهور الذي يتابعني من خلف الشاشة، إذ أنتقي له في كلّ مرة شخصية مختلفة أسلّط من خلالها الضوء على العديد من القضايا التي تشغله وتهمّه، بعيداً عن إقحام شخصي كـ (حمد العماني) في أمور سياسية بشكل علني، لأن هذا الدور منوط بالسياسيين.