نسمات
أين اختفت عقولكم؟
| د. وائل الحساوي |
1 يناير 1970
05:11 ص
أجمل مشهد رأيته بالأمس ما صورته وكالات الأخبار لأعداد كبيرة من جنود وناقلات جنود لـ «داعش» تنسحب من منطقة القلمون بسورية بينما ملأت طائرات ومروحيات الجيش السوري السماء فوقها لتحمي انسحابها في مشهد مثير!!
هل نحتاج إلى دليل أكبر من هذا لنثبت للعالم بأن «داعش» ما هو إلا جهاز مخابرات سورية ظهر للوجود عندما شعر النظام المجرم بحاجته إليه، وللأسف فإنه اتخذ من أعظم دين شعاراً له ليغطي على إجرامه بحق الشعوب المسلمة، بل وتكررت الأدلة على ذلك من أكثر من طريق وآخرها مسرحية احتلال مدينة تدمر السورية التي احتلها «داعش» بسرعة البرق، ثم قرر النظام تحريرها بسرعة البرق كذلك، وشاهدناها ترجع إلى أيدي النظام دون أن نرى أي آثار حرب فيها، حتى التماثيل التي هبّ العالم لاستنقاذها من «داعش» والتي تمثل الحضارة الإنسانية التي يجب أن نحافظ عليها، بل وهي أهم من الحفاظ على البشر الذين يبادون يومياً في سورية، هذه التماثيل تبين بأن أكثر من 80 في المئة منها لم يمسها «داعش» بسوء!!
الحسنة الوحيدة التي حققها «داعش» للنظام السوري في تدمر هي حرقه لسجن تدمر الذي أصبح أكبر وصمة عار على جبين النظام بعدما قام بسجن آلاف المعارضين فيه، ثم قام بقتل أكثر من 1500 سجين منهم في يوم واحد!! فقط طمس «داعش» كل آثار جرائم النظام هناك!!
لقد سمعت المجرم «عزة الدوري» نائب صدام حسين يخرج على الناس بعدما أعلن تنظيم «داعش» عن نفسه، ليعلن تأييده ومباركته لهذا التنظيم فأدركت بأن هذا التنظيم من صنع حزب البعث العراقي والمخابرات العراقية، ثم قام المالكي في العراق بإرسال آلاف المعتقلين الذين أطلق سراحهم من سجن بوغريب في العراق إلى سورية، واستكمل بذلك تأسيس «داعش» سورية، وقد تحدث كثير من وسائل الإعلام العالمية عن أن المتمردين الذين يرسلهم المالكي إلى سورية ينزلون في مطار قريب من مطار دمشق وأنه يتم إسكانهم في فندق لا يبعد عن السفارة الأميركية في دمشق إلا بضعة أمتار ثم يتم إرسالهم إلى جبهات القتال!!
وقد تساءل الناس عن سبب عدم شمول عمليات «داعش» لأي هدف إيراني أو إسرائيلي، فإذا عرف السبب بطل العجب!!
قد أجد العذر لكثير من المسلمين المغرر بهم من ذلك التنظيم في أوروبا والدول الأخرى لعدم إدراكهم حقيقة الإسلام وما يدعو إليه من مكارم الأخلاق، ولكن كم أشعر بالعجب من هؤلاء الخليجيين الذين تربوا على العقيدة الصحيحة، كيف ينخدعون بذلك التنظيم الممسوخ ويصدقون بأنه تنظيم إسلامي يدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية، فهل سمعتم عن خلافة تقوم على أيدي بعض المجانين الذين ينصّبون أنفسهم خلفاء للمسلمين وسط أراضٍ محتلة، ويقومون بالتفنن في قتل الأبرياء وتعذيبهم!!
إنني لأجزم بأن هؤلاء الخليجيين هم أحمق الناس لأنهم تخلوا عن عقولهم وصدقوا مجموعة من الدجالين الذين خاطبوا عاطفتهم على حساب عقولهم، فهؤلاء الحمقى لا علاج لهم كما قال الشاعر:
لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها