حوار / «هناك ممثلون يؤدون مشهداً واحداً ويتقاضون أجراً أعلى من البطل»
باميلا الكيك: أنا فنانة من دون عقَد!
| بيروت - من هيام بنوت |
1 يناير 1970
01:57 م
الدراما اللبنانية ليست في حال ممتازة... لكننا نسير على الخطى الصحيحة
العمل المشترك الناجح يرتبط بالنص الجيد والممثلين البارعين وبالتركيبة المنطقية والمقْنعة
الثنائية مع وسام حنا أكثر من ناجحة وأحب كل الممثلين الذين تشاركتُ معهم في ثنائيات
يُعرف عني إعجابي بكلوديا مارشليان وشاءت الصدف أن كل المسلسلات التي أشارك فيها تحمل توقيعها
الإنتاجات كثيرة... لكن هذا لا يعني أنها جيدة جميعاً
أتضايق من بعض العرب الذين ينتقدون لمجرد الانتقاد... وتكفينا الحروب التي نعيشها
أين تكمن المشكلة إذا اجتمع أكثر من ممثل من جنسيات عربية مختلفة في عمل واحد؟
الواقع السياسي والأمني في العالم العربي لا يساعد إنتاجياً ولا يسمح للناس بمتابعة الدراما
تطلّ الممثلة اللبنانية باميلا الكيك في رمضان المقبل في مسلسل «يا ريت»، الذي يجمعها بالنجمين السوريين مكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب والنجمة اللبنانية ماغي بوغصن، والذي كتبته كلوديا مارشليان، التي يُعرف عن الكيك وكما تقول، ضعفها أمام نصوصها وحبكاتها والشخصيات التي تكتبها.
الكيك التي يُعرض لها حالياً مسلسل «سمرا»، أشادت بثنائيتها مع الممثل وسام حنا، التي أكدت أنها كانت أكثر من ناجحة، مشيدة بالأعمال المشتركة التي تتيح أمامها الفرص لتقديم ثنائيات جديدة بعيداً عن التكرار.
واعتبرت الكيك التي تنوّع في أدوارها بين أدوار البطولة والأدوار الثانوية، في حديثها إلى «الراي» أنها ليست ممثلة «معقّدة»، بل هي تختار الدور الذي تجد أنه يخدم بيئتها ومجتمعها وبلدها وكل الدول العربية، كما أشارت في الوقت نفسه إلى أن البطلة ليست بالضرورة هي الممثلة التي تتقاضى الأجر الأعلى، بل يمكن لممثلة تقدم مشهداً واحداً أن تتقاضى أجراً أعلى من أجر ممثلة تلعب دور البطولة، وإلى تفاصيل ما دار معها من حوار:
• في الأعوام الأخيرة، أصبحت تنتقلين من عمل إلى آخر، وآخرها مسلسل «يا ريت» الذي يتم تصويره حالياً لعرضه في رمضان المقبل. فهل هذا يعني أن كل ما يُعرض عليك يعجبك ويلفتك ويملك المواصفات اللازمة التي يجب أن تتوافر في المسلسل الدرامي؟
- أولاً، يجب أن أشكر ربي لأنني أعمل في شكل مستمرّ ومع أهمّ الشركات الإنتاجية. ثانياً، أنا لا أقبل بكل ما يُعرض عليّ بل أختار من بين ما يُعرض عليّ عملاً جديداً أطلّ به بين فترة زمنية وأخرى. وشاءت الصدف أن جميع المسلسلات التي أشارك فيها تحمل توقيع الكاتبة كلوديا مارشليان، التي يُعرف عني إعجابي بها ككاتبة وضعفي أمام شخصياتها وحبكاتها ونصوصها.
• ما موقفك من الانتقادات التي تطول الفنانين اللبنانيين كما السوريين، لناحية قبولهم المشاركة لناحية المستوى بأعمال لم يكونوا يرضون الظهور فيها سابقاً، خصوصاً في ظل ازدهار الدراما ورواجها؟
- هذا الكلام لا ينطبق عليّ، لأنني لا يمكن أن أتنازل في أيّ عمل أو دور أشارك فيه، وأنا لست من هؤلاء الفنانين الذين تشيرين إليهم.
• اليوم، هل أصبح ممكناً القول إن الدراما اللبنانية في أفضل أحوالها؟
- ليست في أفضل أحوالها، بل يراوح وضعها بين الجيد والجيد جداً. الواقع السياسي والأمني والوضع العام في العالم العربي لا يساعد إنتاجياً ولا يسمح للناس بمتابعة الدراما. الجو العام مشحون و«يقف على صوص ونقطة» كما يقال. الدراما ليست في حال ممتازة، ولكننا نسير على الخطى الصحيحة.
• ولكن الإنتاجات الدرامية كثيرة جداً، وفي الموسم الرمضاني وحده يمكن أن يُعرض نحو 100 مسلسل درامي بين مصري وسوري ولبناني ومشترك؟
- صحيح أن الإنتاجات كثيرة، ولكن هذا لا يعني أنها جيدة جميعاً على مستوى النوعية. يضحكني الناس الذين يقولون «ما عم نلحق نحضر مسلسلات في رمضان»، مع أنه يُعرف أننا جميعاً ندخل في المنافسة الرمضانية وعلى الجمهور أن يختار. كل شركة إنتاج تقدّم عملاً أو أكثر في رمضان، ولكن المطلوب هو النوعية وليس الكمية، والنوعية تتوافر في جمْع عدد من الممثلين في عمل واحد يتألقون من خلاله، كما في النصوص كالتي تكتبها كلوديا مارشليان والتي نفاخر بها، وفي الإنتاجات التي تحاول وتسخّر كل إمكاناتها لتقديم الأفضل، من عام إلى آخر.
• الناس يقولون ما قلتِ عنه إنه يضحكك، لأن محطات التلفزة تتنافس في عرض أهم المسلسلات وأفضلها في توقيت واحد، ولذلك هم «يضيعون» بين مسلسل وآخر بسبب حصول تضارب بينها؟
- هذه المسألة معروفة، ولعبة المحطات ليست سراً.
• أشرتِ إلى النصوص الرائعة التي تجمع الممثلين العرب في عمل واحد، ولكن البعض يرى أن الأعمال المشتركة غير مقنعة وهي ليست سوى عبارة عن قصص مركّبة بطريقة غير منطقية، بهدف جمع عدد من الممثلين من دول عربية عدة في عمل واحد؟
- ولماذا لا تكون مقنعة؟ إذا كنتُ أعرف 5 أشخاص، بينهم شخص أمه فيليبينية وصديقه مصري ويعمل في دبي، وقصد «شرم الشيخ» للسياحة. أنا أتضايق من بعض العرب الذين ينتقدون لمجرد الإنتقاد، ويكفينا الحروب التي نعيشها كعرب. وأين تكمن المشكلة إذا اجتمع أكثر من ممثل من جنسيات عربية مختلفة في عمل واحد؟ «مين رح يسرق الضوء من مين؟ ومين رح يسحب البساط من تحت أقدام مين؟». في رأيي أن أكثر مَن يستفيد من الأعمال المشتركة هو الممثل اللبناني، لأنه من خلالها يكسب جمهوراً عريضاً من مصر التي يناهز عدد سكانها 100 مليون نسمة، وسورية التي يزيد عدد سكانها على 20 مليون نسمة، في حين أن عدد سكان لبنان لا يزيد على 3 أو 4 ملايين نسمة. ومن خلال الدراما العربية المشتركة، يستفيد الفنان اللبناني من جمهور النجوم الذين يشاركونه العمل، بالإضافة إلى أن قدراته كفنان تصل إلى بلدان أبعد وآفاق أوسع، ناهيك عن أن قصة المسلسل لا تكون محلية بل هي تضيء على المشاكل التي تحصل في الدول العربية، ومن خلالها يتم التعرف أيضاً على لهجات وعادات وثقافات جديدة.
• ولكن كلامك لا ينفي وجود بعض الأعمال المشتركة غير المقنعة؟
- هذا الأمر يرتبط بالكاتب وبالنص الذي يكتبه، ولا يمكن أن نقول إن جميع الكتّاب يوفقون في النصوص التي يكتبونها. العمل المشترك الناجح يرتبط بالنص الجيد والممثلين البارعين وبالتركيبة المنطقية والمقنعة.
• هل ستركزين نشاطك كممثلة على الدراما المشتركة؟
- كلا، ولكن العروض التي تصلني هي لأعمال مشتركة وهذه تتيح أمامي الفرصة للتعرف على مواهب جديدة وممثلين جدد وأشخاص جدد، عدا عن أن هذا النوع من الأعمال يساهم في تكوين ثنائيات جديدة بعيداً عن التكرار.
• وهل تشيرين إلى الثنائية الناجحة التي قدّمتِها مع وسام حنا في مسلسل «سمرا»؟
- بالنسبة إلى تجربتي مع وسام حنا، فقد كانت أكثر من ناجحة.
• وهل يمكن القول إنها الثنائية الأنجح في تجربتك كممثلة؟
- لا يمكن أن أقول هذا الكلام، بل إن كل تجربة في إطار الثنائيات التي قدّمتُها كان لديها رونقها الخاص ومكانتها وجمالها، وبينها الثنائية التي قدمتُها مع يوسف الخال في مسلسل «جذور»، والثنائية مع مجدي مشموشي في مسلسل «فرصة ثانية». أنا أحب كل الممثلين الذين تشاركتُ معهم في تقديم الثنائيات، ونحن نجحنا معاً.
• اللافت في تجربتك أنك تنوّعين في أدوارك ولا تتمسكين بأدوار البطولة الأولى، بل يمكن أن تقدمي إلى جانبها أدواراً ثانوية، في حين أن بعض الممثلات يتمسكن بالبطولة ويرفضن التواجد خارجها؟
- أنا ممثلة ويفترض بي أن أقدّم كل الأدوار، كما فعلتُ مثلاً عندما قدمتُ في فيلم «السيدة الثانية» دوراً لا يزيد على عشرة مشاهد، ويتناول قضية الأمهات العازبات. أنا فنانة من دون عِقَد، ولا أبحث أين يكون اسمي، ولا أتمسك بأدوار البطولة الأولى رافضةً التراجع عنها، بل أقدّم الأدوار التي تفيد مجتمعي وبيئتي وبلدي وكل الدول العربية. أنا أفعل ولا أكتفي بالقول والكلام، وأبرهن للناس أنني لا أعاني عقداً. ما دام الدور هادفاً وجميلاً ويستفزني، فإنني أقبل به ولا تهمني الأرقام حتى لو كان «الدور 15».
• هل هذا يعني أن الممثلات اللواتي يتمسكن بالبطولة يعانين من عقد؟
- من المفترض أن يتمسك الفنان بأدوار البطولة كي يتقدم ويصل إلى أعلى المراتب، ولكن هذا لا يعني أنه يتراجع عندما يقدم أدوار البطولة الثانية أو الثالثة. في مجال التمثيل، عندما يلعب الممثل دور البطولة ويقدّم بعده في مسلسل آخر دوراً ثانياً وثالثاً، فإن هذا الأمر يُعتبر رقياً. البعض يعتبر أن التمسك بدور البطولة هو قضية مبدأ، ولكننا لا يمكن التحدث عن مبادئ من هذه الناحية لأننا ممثلون.
• لكن ممثلات أدوار البطولة الأولى يتم التعامل معهن بطريقة مختلفة، سواء من ناحية الأجر أو عدد المَشاهد أو موقع الإسم في المسلسل أو الحملة الدعائية الخاصة به؟
- وهل الأجر مختلف؟
• كل شيء مختلف وحتى الأجر؟
- هذا الكلام ليس صحيحاً وهذه المعلومات ليست صحيحة. وأحياناً هناك ممثلون يؤدون مشهداً واحداً ويتقاضون أجراً أعلى من أجر البطل.
• هذا صحيح. ولكنني أتحدث في شكل عام؟
- في شكل عام، لم يعد هناك عدد مَشاهد معين و«مين وكيف وليش»، هو «package» كامل. لا توجد نقابة تحدد الأسعار «وكل واحد فاتح على ذوقه».