رسالتي
جمعية الإصلاح... والسهام
| عبدالعزيز الفضلي |
1 يناير 1970
09:52 م
كل من يسعى إلى الإصلاح في مجتمعه، لا بد وأن يلاقي من يعاديه ويخاصمه ويحاربه، سواء كان الداعي إلى الإصلاح، نبياً أو رسولاً أو صحابياً أو تابعياً، أو داعية، رجلاً أو امرأة، مسلماً أو كافراً، فرداً أو جماعة.
وهذا من سنن الله تعالى في قانون التدافع بين الخير والشر والحق والباطل، والصلاح والفساد.
وأكثر المحاربين للمصلحين هم أصحاب المصالح والشهوات، وأصحاب السلطة والنفوذ، وتأتي محاربتهم خوفا على أوضاع معينة يعيشونها ويخافون أن تتبدل أو تتغير، وخوفا على امتيازات سابقة ربما سيفقدونها.
وجمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت، هي من الجمعيات والمؤسسات التي تبنّت منهج الإصلاح ومحاربة الفساد، ولذلك لم تسلم الجمعية والقائمون عليها من توجيه السهام نحوها، ومحاولة إعاقتها عن إكمال رسالتها.
فنحن نرى بين فترة وأخرى، من يُقحم الجمعية بكل خلاف، ويجعلها السبب في كل فشل، ويُحملها مسؤولية كل كارثة، ويحاول شيطنتها بكل وسيلة! حتى وجدنا من طرائف الأمور، أن هناك من جعل الجمعية طرفا في إضراب موظفي شركات النفط الأخير،بل الأعجب أن أحدهم يريد أن يتذاكى، فيزوّر التاريخ والأحداث فيجعل فترة بداية الثمانينات إلى التسعينات، من أسوأ السنوات في تاريخ الكويت في العديد من المجالات، والسبب، بحسب زعمه، سيطرة التيار الديني - ومنها أتباع الجمعية حسب ادعائه - على العديد من مفاصل الدولة ووزاراتها!
العجيب أنه يدعي بأنهم تحكموا في المناهج الدراسية خلال تلك الفترة وما بعدها، والكل يعلم أنه منذ استقلال الكويت إلى يومنا هذا، لم يتول قيادة وزارة التربية وزير ذو توجه إسلامي أو ينتمي إلى أحد التيارات الإسلامية.
ونقول الأجدر بمثل هذا الكاتب، أن يشكر جمعية الإصلاح الاجتماعي على دورها في حفظ الشباب الملتزم من الانجراف نحو أفكار التطرف والتشدد التي انتشرت في تلك الحقبة من الزمن.
فلقد كانت الجمعية ولا تزال تتبنّى الفكر الإسلامي المعتدل الوسطي، وتمثّل ذلك في فتاوى العلماء والمشايخ الذين ينتسبون إليها، وفي الدروس والمحاضرات التي تقدمها، وفي الأفكار والتوجهات التي تنتشر بين أعضائها ومنتسبيها.
لقد حفظت الجمعية العديد من الشباب من الانجراف نحو فكر التكفير والتفجير، كما حصنتهم من التشدد والغلو في الدين.
ولذلك لم يُعرف في تاريخ الجمعية أن خرج شخصٌ واحد يحمل فكر التكفير، بناء على ما تلقاه في دروس ولقاءات وبرامج جمعية الإصلاح الاجتماعي.
قدمت جمعية الإصلاح الاجتماعي للمجتمع - من أبنائها وأعضائها - شخصيات بارزة وناجحة في مجالاتها وميادينها، على المستوى الأكاديمي أو الاجتماعي، يُشار لهم بالبَنان.
وبحمد الله تعالى أن حازت الجمعية على ثقة ودعم أعلى المستويات في البلد، ومنها تكرُّم سمو أمير البلاد - حفظه الله - برعاية احتفالية جمعية الإصلاح الاجتماعي لمناسبة اليوبيل الذهبي ومرور 50 عاما على تأسيسها.
أعتقد أن جمعية الإصلاح الاجتماعي لم تعد مفخرة ووسام شرف لأعضائها ومنتسبيها فقط، بل هي مفخرة لأهل الكويت قاطبة، إذ إن سمعتها الطيبة، وشهرتها في الميادين الخيرية أصبحت منتشرة في كل مكان، بل إنه لا يكاد يمر عام إلا ونجد أن إحدى مؤسساتها تُكرم من قبل دول شقيقة أو صديقة، ولعل من آخرها تكريم «لجنة الرحمة العالمية» - هذا الأسبوع - من قبل سمو أمير الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ضمن فعاليات مؤتمر العمل الإنساني آفاقه وتحدياته الذي أقيم في الرياض، تقديرا لدور اللجنة ونشاطها ومساهماتها في العمل الإنساني.
ستبقى جمعية الإصلاح الاجتماعي، شجرة وارفة يستظل بعطائها ويقطف ثمارها جميع أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم وجنسهم وجنسياتهم «تؤتي أُكُلَها كُلَّ حينٍ بإِذن ربها»، ولسان حالها لمن أساء إليها أو حاول تشويه صورتها أو طعن بها أو حرّض عليها أو سعى بإلحاق الضرر بها أوبمنتسبيها «اللهم اهد بعض قومنا فإنهم لا يعلمون».
Twitter:@abdulaziz2002