القناعي: المشكلة قائمة مع «حزب الله» وغيره ما دام هناك هجوم على دولنا

الراعي لسفراء «الخليجي»: نأسف لغيمة صيف مرّت وعكّرت الأجواء مع بعض أوطانكم

1 يناير 1970 09:21 ص
استحوذ الاجتماع الذي دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في بكركي امس، على اهتمام عالٍ في بيروت.

واعتبرت أوساط مطلعة ان اللقاء الذي حضره سفراء السعودية علي عواض عسيري والكويت عبد العال القناعي والإمارات حمد بن سعيد الشامسي وقطر علي بن حمد المري (تغيّب سفير سلطنة عمان لأسباب طارئة)، يكتسب أهميته، لأنه جاء على خلفية تصاعد الخشية لدى البطريركية المارونية من تعذُّر إمكان صدور مواقف حكومية من «حزب الله» تتجاوز الخطوط الحمر المعروفة، بما يبقي سيف الإجراءات الخليجية في حق لبنان مصلتاً، علماً ان تقارير عدة بلغت بكركي عن تصاعُد المخاوف لدى اللبنانيين العاملين في الدول الخليجية من إجراءات ترحيلهم الى بلدهم، ولو أن الإحصاءات التي اعلنتها وزارة الخارجية اللبنانية حول هذا الموضوع لا تتجاوز سقف المئة من مختلف الدول.

وقالت الاوساط ان البطريرك أراد إشعار السفراء الخليجيين بالموقف الجدي والثابت لبكركي من تدخُّل دول في الوضع الداخلي اللبناني كما رفْضه تماماً تدخّل جهات لبنانية في شؤون أيّ دولة عربية وخليجية وان بكركي تعوّل على مضي الدول الخليجية في دعم لبنان من خلال الاستمرار في احتضانها اللبنانيين العاملين لديها وعدم تدفعيهم ثمن المواجهة الخليجية لـ «حزب الله» والإبقاء على دعم الجيش.

وتوقّعت الأوساط نفسها ان تكون لمبادرة البطريرك الراعي أصداء إيجابية نظراً الى ان العواصم الخليجية ولا سيما الرياض والكويت والدوحة تدرك تماماً اهمية العامل المسيحي في لبنان والمنطقة وتتعامل مع الحضور المسيحي بنظرة خاصة متعمقة ومختلفة عن النظرة الى جوانب أخرى لا ترضيها في الواقع اللبناني. وفي مستهلّ اللقاء، اكد البطريرك الراعي، متوجهاً الى السفراء «اننا حريصيون على حماية الكنز المشترك الذي نحمله معاً، بمسؤولية تاريخية، مسلمين ومسيحيين، وهو العيش معا على أرض فيها قدسياتنا المسيحية والإسلامية»، وقال: «يعنينا اليوم في شكل خاص، تأكيد الصداقة بين لبنان وكل بلد من بلدانكم النبيلة، والإعراب عن أسفنا لغيمة صيفٍ مرّت وعكّرت الأجواء مع بعض من أوطانكم. وأود في المناسبة التعبير عن امتنان شعبنا اللبناني الذي يعمل في بلدانكم، ووجد فيها مجالاً لتحقيق ذاته وإيجاد فرص عمل. ويعتزّ بأنه ساهم في نموّها الاقتصادي والتجاري والإعماري. ولذا يعنينا أن نحافظ على هذه العلاقات البناءة لخير الجميع». وختم: «باسم أسرتنا البطريركية، نشكر لكم حضوركم العزيز على قلبنا في هذا الكرسي البطريركي، ونعرب لكم ولبلدانكم وحكامها عن عميق احترامنا وتقديرنا ومودتنا».

اما موقف سفراء دول الخليج، فعبّر عنه بيان تلاه السفير الكويتي عبد العال القناعي بعد اللقاء، وجاء فيه: «استمعنا باهتمام كبير الى الأفكار والمواضيع التي عرضها صاحب الغبطة خلال اللقاء حول الوضع الداخلي اللبناني، واكد أهمية تنقية علاقات لبنان مع اشقائه العرب وإنهاء أسباب التوتر التي شهدتها المرحلة السابقة وضرورة المحافظة على أفضل العلاقات الاخوية بين لبنان والدول العربية الشقيقة ودول الخليج بشكل خاص».

أضاف: «اكد أصحاب السعادة السفراء لصاحب الغبطة ان مواقف دول الخليج تجاه لبنان وشعبه اتسمت بالاخوة والدعم انطلاقاً من العلاقات التاريخية العميقة التي تربط هذه الدول بلبنان، وهذه الدول كانت ولاتزال تحتضن المواطنين اللبنانيين وتحيطهم برعاية خاصة للعمل والاقامة وتقدم لهم افضل التسهيلات وفق القوانين المرعية».

ودعا السفراء «الاشقاء اللبنانيين الى وضع مصلحة بلدهم فوق كل اعتبار وتعزيز وحدتهم الداخلية والاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لوقف التدهور، والى المحافظة على هوية لبنان العربية وعدم الجنوح به نحو مشاريع غريبة عن محيطه وبيئته، وقطع الطريق على بعض الجهات الخارجية التي تسعى الى تخريب علاقات لبنان بأشقائه العرب».

ورداً على أسئلة الاعلاميين، اكد السفير الكويتي «انه لم يرحّل اي لبناني من الكويت او دول الخليج بطريقة اعتباطية انما لأسباب قانونية»، وقال: «اعطني اسم أي مبعَد شيعي أوسني أودرزي او مسيحي او اياً كان، أُبعد لسبب غير قانوني، وانا أتعهد بمعالجة الموضوع»، مؤكداً: «لا أزمة ديبلوماسية مع لبنان، وكل السفراء موجودون في مواقعهم، ولكن حصلت بعض الخلافات، بسبب الاختلاف في وجهات النظر».

واشار الى ان «المشكلة قائمة مع (حزب الله) وغيره، ما دام هناك هجوم على دول الخليج من الحزب وغيره، وما دامت المواقف مضرة بدول الخليج مستمرة، فطبعاً الخلاف موجود»، آملاً ان «تكون غيمة صيف وتعبر بتكافل جميع المخلصين».