وقل رب زدني علماً

ألا إن في الجسد مضغة...

1 يناير 1970 07:17 ص
في حديث للرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول فيه:«الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما متشابهات لا يعلمها كثير من الناس فمَن اتقى الشبهات استبرأ لعرضه ودينه، ومَن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يحوم حول الحمى فيوشك أن يواقعه وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» رواه البخاري.

حديث جامع يوضح للمؤمنين بأن الحلال هو ما أحله الله سبحانه وتعالى ورسوله ولن ينجو المؤمن إلا باتباع كتاب الله العزيز الحكيم وسنة رسوله المطهرة، أما الحرام فهو ما حرمه الله القوي العزيز في قرآنه العظيم، وكذلك ما حرمه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أحاديثه الصحيحة وما بين الحلال والحرام أمور متشابهة وهي أمور ليست بواضحة الحل أو الحرمة فلهذا لا يعرفها كثير من الناس ولا يعلمون حكمها، أما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس أو غير ذلك فإذا تردد الشيء بين الحل والحرمة ولم يكن به نص ولا اجماع اجتهد فيه المجتهد فألحقه بأحدهما بالدليل الشرعي فاذا ألحقه به صار منه وقد يكون دليله غامضا، فيكون من الورع تركه فمَن يتقي الشبهات حصلت له البراءة لدينه من الذم الشرعي، وصان عرضه من كلام الناس فيه، ثم ضرب لنا مثلا من الواقع الحي وذلك بأن لكل ملك من ملوك العرب أوغيرهم حمى يحميه من الناس ومَن دخله أوقع به العقوبة، والله سبحانه وتعالى له حمى ألا وهي محارمه مثل القتل والزنا والسرقة وغيرها من الموبقات فمَن دخله أوقع به العقوبة ومَن قارب شيئاً من ذلك يوشك أن يقع فيه، وفي آخر الحديث يقول - صلى الله عليه وسلم - في حديث طويل نأخذ بعضه: إلا وان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب. رواه البخاري.

ولقد وردت كلمة القلب في القرآن الكريم نحو 140 مرة ولقد أثبتت الدراسات الحديثة أن في القلب أكثر من 40 ألف خلية عصبية تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب وافراز الهرمونات وتخزين المعلومات ثم إرسال المعلومات إلى الدماغ وهذه المعلومات تلعب دورا مهما في الفهم والادراك إذ إن المعلومات تتدفق من القلب إلى ساق الدماغ ثم تدخل الدماغ عبر ممرات خاصة وتقوم بتوجيه الدماغ لكي تمكنه من الفهم والاستيعاب كما ثبت أن المخطط الكهربائي للقلب هو أكبر بمئة ضعف من المخطط الكهربائي للمخ وفي كل نبضة ينبضها القلب يولد طاقة مغناطيسية تفوق الطاقة المغناطيسية للمخ بـ 5000 ضعف وبها يتواصل مع المخ ومع بقية أجزاء الجسم، فالقلب يتحدث مع المخ وينسق معه جميع أنشطته، ولهذا يقوم بعض العلماء بدراسة ما بين القلب والدماغ، وعلاقة القلب بالعمليات النفسية والادراكية بعد أن أدركوا الدورالكبير للقلب في التفكير والابداع، أشياء تفوق الخيال تحدث في جسمك أيها الإنسان يكتشفها العلم الحديث تباعا وكلها تتطابق مع كلام الله العزيز الحميد في القرآن الكريم ففي القلب يقول الله العزيز الحكيم في بعض آياته: ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) الحج آية 46، (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤآخذكم بما كسبت قلوبكم) البقرة آية 225، (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون) الأنفال 24، آيات كثيرة تؤكد أن القلب هو المحرك الأول للجسم مصداقا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: فإذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله.

nn477601@