«المالك» الجديد في المنطقة يريد تغيير الواقع بإبعاد محول الكهرباء عن بيته إلى داخلها

محوّل «الشيخ»... ينتهك حديقة أهل الكويت

1 يناير 1970 05:43 م
كل جهة معنية بنقل المحول تنفي علاقتها بالقرار وترمي الكرة في ملعب الأخرى

الحديقة أنشأها الأهالي بعد تنازل «التربية» عن أرضها ويصرفون عليها من جيوبهم
جاء إلى المنطقة ساكناً جديداً، فأراد أن يعيد تنظيمها وفق رأيه ولمصلحته الخاصة، حتى لو أدى ذلك إلى تغيير الواقع الذي كان ضمن مخطط المنطقة، مستغلا في ذلك نفوذه لدى الجهات المسؤولة.

تلك باختصار قصة شيخ اشترى بيتا في منطقة الشويخ السكنية، فوجد محولا كهربائيا أمام المنزل، فلم يعجبه المنظر ليعمل مباشرة على نقل المحول إلى الحديقة المجاورة، وهي حديقة التحالف، وكان له ما اراد فبدأت عملية النقل التي أدت إلى تدمير جزء من أسوار الحديقة الخارجية واقتلاع الاشجار، وهو الأمر الذي أثار حفيظة أهالي المنطقة الذي هبوا لإنقاذ حديقتهم الخضراء وقاموا بزراعة الاجزاء التي دمرتها الجرافات، وناشدوا رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم لايجاد حلول بديلة للحفاظ على حديقة المنطقة، محملين من سمح بنقل المحول المسؤولية، وهي الكرة التي تقاذفتها كل الجهات ذات العلاقة بمثل هذا القرار.

أحد الاهالي، وهو عبدالعزيز السلطان، قال إن أرض الحديقة تعود ملكيتها إلى وزارة التربية، حيث كانت عليها مدرسة الغزالي الابتدائية، وبعد مخاطبات رسمية نقل الاشراف على الأرض إلى الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، وقام الاهالي بزراعة الحديقة والاهتمام بها والصرف عليها شهريا، لتجميلها ووضع ألعاب الاطفال، كونها الحديقة الوحيدة في المنطقة.

وأضاف السلطان، إن المعاناة بدأت بعد أن أشترى أحد أبناء الاسرة بيتا في المنطقة فسعى لنقل محول الكهرباء من أمام بيته إلى الحديقة ونفذ مخططه بالتعامل مع بعض الجهات الحكومية وبالفعل هدم سور الحديقة واقتلع الاشجار. وطالب السلطان بإيجاد حلول بديلة ووضع المحولات على هوامش المناطق السكنية بدلا من وضعها وسط الحديقة التي يرتادتها الاهالي والصغار.

وذكر أن المحول تبلغ مساحته في منتصف الحديقة بقياس 12×19 مترا، وقامت الجرافات بهدم السور وإزلة عشرات الاشجار ذات الجودة العالية وهذا يتعارض من توجه الدولة، حيث أوقفنا العمل بطريقة سلمية ونريد أن نوصل رسالتنا لبيئة جميلة بعيدا عن المخاطر.

وأشار المواطن السلطان إلى أن «ثمة دعاوى تزعم ان المنطقة تحتاج لزيادة دعم التيار الكهربائي من ضمن احتياج السكان، وأعتقد أن هذا الشيء بعيد عن الصحة، فبيوت المنطقة هي ذاتها منذ نشأتها، ولم يزد إلا بيتين فقط تم فرزهما، وإذا أردنا زيادة التيار الكهربائي فلابد من حصر كمي ونوعي في المنطقة».

وأكد أن «المنطقة لاتحتاج لزيادة في التيار الكهربائي ولم يحدث فيها انقطاعات كهربائية نهائيا، فالمحول الذي يسمى علميا (سب أستيشن) موجود على الشارع لكن يبدو أنه لا يتفق مع المالك الجديد ويريد نقله للحديقة». وأفاد «لدينا عريضة من 36 اسما من ذكور وإناث معترضين على انتهاك هذه الحديقة التي يلعب فيها الاطفال وهي متنفس للاهالي والحديقة الوحيدة في المنطقة التي لايوجد بها طريق مشاه» مشيرا إلى أن الكويت شهدت حوادث كثيرة من حرائق محولات كهربائية أقربها انفجار محول حولي، وهذا يبعث في نفوسنا القلق والخوف ولدينا مخاوف على حياة أبنائنا، متسائلا «لماذا الدولة لا تريد التوجه نحو التخضير والمحافظة على البيئة؟».

وختم بأن الاهالي هم من يصرفون ويدفعون من جيوبهم لتخضير الحديقة والاهتمام بها، والعمال الذين يعملون في الحديقة على كفالات الاهالي بهدف الحفاظ على التخضير.

«الزراعة»: الأرض لا تعنينا ولا يحق لنا التنازل عنها



| كتب ناصر الفرحان |

أكد مدير عام الهيئة العامة للزراعة المهندس فيصل الحساوي لـ«الراي» أن حديقة الشويخ لا تخص الهيئة، وأرضها ملك وزارة التربية، مشيراً إلى أن دورها إشرافي بموجب عمل الهيئة في المحافظة على الثروة النباتية وتجميل الحدائق العامة لتكون متنفسا للأهالي.

وأوضح الحساوي أن الأرض المعنية كانت مخصصة كروضة تتبع وزارة التربية ولم تستغلها حتى عام 2013، مضيفاً أن الهيئة العامة للزراعة وبموجب كتاب رسمي مقدم من أهالي القطعة التي توجد فيها الحديقة، قامت بالإشراف عليها خدمة لأهالي المنطقة وجعل الأرض متنفسا لهم.

ونفى الحساوي أن تكون الهيئة قد تنازلت عن جزء منها لوزارة الكهرباء لوضع محول لأن الأرض لا تخصها، ولا تملك حق التنازل عن أي جزء منها طالما أنها غير مخصصة للهيئة.

«الكهرباء»: البلدية الجهة المعنية بتحديد الموقع



| كتب علي العلاس |

‏?قال وكيل وزارة الكهرباء والماء المهندس محمد بوشهري إن موضوع نقل محول منطقة الشويخ السكنية تعود أحداثه إلى عامين ماضيين، مبينا أن «الوزارة طلبت من البلدية تخصيص موقع بديل لأحد المحولات حتى يتم رفع أحماله الكهربائية، باعتبارها الجهة المعنية بتحديد المواقع، وتخصيصها يتم من قبل المجلس البلدي، ولا تحدد الوزارة في طلبها موقعاً محدداً».

وأضاف بوشهري أنه «نظرا لتزايد معدلات الأحمال الكهربائية في كثير من مناطق الكويت، تطلب عادة الوزارة من بلدية الكويت تخصيص مواقع جديدة لرفع أحمال محولاتها حتى تتم تغذية اكبر قدر من المحتاجين لخدمات الكهرباء».

البلدية: تخصيص الموقع صدر عن «البلدي»



| كتب محمد أنور |

أكدت بلدية الكويت أن الحدائق العامة لا تتبع لها نهائياً ولا يحق لها التدخل في قبول تخصيص أجزاء منها أو رفضها، وبالأغلب يكون دورها إزالة المخالفات إن وجدت أو أي عائق يعترض تنفيذ مشروع ما.

وقال مصدر مطلع في البلدية لـ«الراي» إن «ما أثير عن قيام البلدية بهدم سور الحديقة الواقعة في منطقة الشويخ السكنية غير صحيح، لاسيما أن قرار تخصيص موقع المحول الكهربائي صدر من المجلس البلدي بناء على طلب وزار الكهرباء والماء بعد تنازل الهيئة العامة للزراعة عن تلك الحديقة للكهرباء».

وأضاف أنه بناء على طلب «الكهرباء» قامت البلدية بالتوجه إلى الموقع لإزالة أي معقوقات وتتمثل بالأشجار فقط، مبيناً أن حجم المحول سالف الذكر 16 × 10 أمتار.

ولفت المصدر إلى أن الموقع تم تخصيصه من قبل المجلس البلدي بناء على طلب وزارة الكهرباء، وكما هو مبين كان عبارة عن روضة تتبع وزارة التربية وانتقلت تبعيته للهيئة ومن ثم للكهرباء، موضحاً أن الضغط الكهربائي في القطعة يحتاج لبناء ذلك المحول، فضلاً عن ذلك فإن الحديقة تعتبر أملاك دولة وصدر ترخيص ببناء المحول بداخلها.