خلاف حول 170 ألف جنيه مصري تحول إلى جريمة
توقيف الطبيب المعروف: استدرجت «التاجر» وقتلته بـ «رصاصة» ... وقطعت جسده وشوهت وجهه
1 يناير 1970
05:27 م
|القاهرة - من محمد الغبيري|
في أقل من 24 ساعة فكت الشرطة المصرية ألغاز جريمة قتل قادها طبيب معروف، وشاركه فيها «الممرض» الذي يعمل لديه في عياداته المعروفة، وراح ضحية جريمتهما تاجر في خلاف على 170 ألف جنيه مصري.
أجهزة الأمن في القاهرة أوقفت الأستاذ الجامعي الدكتور محمد أحمد محمد غريب (58 عاماً)، وهو طبيب وجراح باطني شهير واختصاصي في الغدد الصماء لاتهامه بقتل تاجر الأدوات الكهربائية محمد مختار محمد (47 عاماً) من عين شمس، بمشاركة ممرض يعمل مع الطبيب فى عيادته يدعى محمد إبراهيم.
بداية، عثرت أجهزة الأمن في القاهرة على كيس بلاستيك أسود بداخله رأس آدمي وكفان وذراعان وكيس آخر بداخله بنطلون وقميص وحذاء وذلك بمنطقة كوبرى فُم الخليج «بالقرب من وسط القاهرة».
وتبين من معاينة الجثة أنها مقطعة بمنشار وأن مرتكب الجريمة أشعل النار فى الجثة لإخفاء معالم الجثة تماما، وتبين أن المتهم قام بدهس الجثة بالسيارة.
رجال الشرطة وجدوا أنفسهم أمام جريمة مركبة، ووجدوا صعوبة بالغة فى التعرف على الجثة بعد أن تم إعادة بناء وجه المجني عليه وتوصلت التحريات أن الجثة لـ محمد مختار محمد حسن (47 عاماً) تاجر أدوات كهربائية، وأن أسرته أبلغت بغيابه منذ أيام.
وأن وراء ارتكاب الجريمة طبيبا فى الغدد الصماء وله 3 عيادات في مصر الجديدة وشارع عبدالخالق ثروت والمهندسين، وأنه نفذ جريمته بمساعدة ممرض يعمل لديه، وأن سبب ارتكاب الجريمة الانتقام من المجني عليه بعد أن حصل من الطبيب على مبلغ 170 ألف جنيه لاستثمارها في تجارة الأدوات الكهربائية، ولكن المجني عليه تعثر ورفض رد المبلغ للطبيب ولكنه نجح في الحصول على أحكام بالحبس على المتهم فدفع له المجني عليه مبلغ 70 ألف جنيه وطلب منه تقسيط الباقي.
إلا أن الطبيب قرر الانتقام من التاجر المجني عليه، فطلب منه الحضور إلى عيادته في مصر الجديدة لدفع 15 ألف جنيه وتقسيط الباقي وارتكب الجريمة وهرب. مدير نيابة السيدة زينب مدحت عبدالوهاب اصطحب الممرض «المتهم الثاني» إلى مسرح الجريمة في عيادة الطبيب الشهير بالعقار رقم 42 بشارع بغداد بمصر الجديدة وأجرى معاينة تصويرية للحادث وأمر بعدها بحبس الممرض 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيق بتهمة الاشتراك في قتل تاجر الأدوات الكهربائية وتقطيع جثته لتشويهها وإلقاء أجزائها بأحياء مختلفة.
الممرض أدلى باعترافات تفصيلية للحادث وملابساته خلال التحقيقات، قال فيها إن المجني عليه تربطه بالطبيب علاقة تجارية، وكان المجني عليه مدينا بمبلغ 170 ألف جنيه للطبيب سدد منها 70 ألفاً وعجز عن سداد الباقي بحجة تعثر تجارته.
وعن يوم الحادث قال: كان هناك موعد لحضور المجني عليه إلى عيادة الطبيب الشهير بمصر الجديدة لسداد مبلغ 15 ألف جنيه، وتحرير شيكات بالمبلغ المتبقي مقابل تنازل الطبيب عن قضية النصب التي أقامها ضده، لكن حدثت مشادة بينهما لرفض الطبيب تنازله عن القضية.
وأضاف الممرض: الدكتور محمد غريب قام بتهديد المجني عليه بمسدسه، ثم ضربه به على رأسه وأطلق عليه عيارا ناريا أصابه في صدره وأسقطه قتيلا، وبعدها قام بتقطيع جثة المجني عليه باستخدام منشار كهربي إلى أشلاء ووضعها في أكياس بلاستيك لإخفاء معالم جريمته وأخذ الرأس والكفين وأحرقها على سطح العقار الكائن به عيادته وألقى أشلاء الجثة في عدة أماكن متفرقة بالسيدة زينب (وسط القاهرة) وصناديق القمامة خلف سنترال ألماظة
في مصر الجديدة (شرق القاهرة)، كما ألقى السلاح المستخدم في القتل بالنيل والمنشار الكهربائي بالمهندسين، أما سيارة المجني عليه فتركها بمنطقة منشأة ناصر (جنوب شرق القاهرة).
الممرض اعترف أيضا بأنه شارك الطبيب في تمزيق جثة المجني عليه وإخفاء معالمها بعد جريمة القتل التي ارتكبها الطبيب بسلاحه الخاص.
ومن جانبه، قال الطبيب في التحقيقات: إنه عندما حضر إليه المتهم في عيادته نشبت بينهما مشادة كلامية، فقام بإطلاق النار عليه من مسدسه فلقي حتفه في الحال.