عبدالله وكأس الأمير... ابحث عن البداية
| كتب صادق الشايع |
1 يناير 1970
10:56 ص
شهدت المنطقة الفنية المقابلة لمقاعد احتياطيي «العميد» بعد تسجيل اللاعب المغربي ياسين الصالحي هدف «الكويت» الاول في نهائي كأس الأمير في كرة القدم، وبعد وقت قصير على ركلة البداية، عناقاً حاراً بين المدير الفني للفريق محمد عبدالله والجهاز الإداري المكون من عادل عقلة ومحمد الهاجري وأحمد صبيح.
هذه الفرحة المبكرة أعادت ذاكرة عبدالله إلى 40 عاماً مضت وتحديداً إلى 1976 عندما التقى «الأبيض» مع القادسية في المباراة النهائية لكأس الأمير.
يومها لم يكن «العميد» قد توج بأي لقب في المسابقة وخسر نهائيين متتاليين أمام «الأصفر» بالذات، ولم تمض سوى دقائق معدودة على صافرة بداية المباراة التي أطلقها الحكم الراحل جبر الجلاهمة حتى كان المهاجم الشاب ذو الشعر الكث آنذاك محمد عبدالله ينبري لعرضية زميله جبار عبدالقدوس من الجهة اليمنى ويحولها برأسه في مرمى القادسية من الوضع الطائر.
هدف عضّ عليه «الكويت» بالنواجذ حتى النهاية ليخرج فائزاً بالمباراة ومتوجاً بأول ألقابه في المسابقة بفضل هدف محمد عبدالله.
بعد انتهاء فرحة هدف الصالحي، عاد عبدالله إلى أجواء استاد جابر مجدداً ليقود الفريق إلى فوز مستحق لم يخل من لحظات دراماتيكية، خاصة في أواخره.
يحمل المدرب الوطني العديد من الألقاب التي حققها على رأس الإدارة الفنية لـ«الكويت» لعل أبرزها كأس الاتحاد الآسيوي 2009 والتي كان فيها «العميد» أول فريق كويتي ينال شرف الفوز بها، بيد ان هذا التتويج كان مختلفاً بالنسبة له لأنها المرة الاولى التي يحقق فيها كأس الأمير مدرباً بعد أن توج بها لاعباً 4 مرات سابقة.
يقول عبدالله: «لهذا الإنجاز طعم خاص، اذ لم يسبق لي أن حملت كأس الأمير مدرباً، ولولا ثقة الإدارة التي أولتني إياها قبل المباراة لما حظيت بهذا الشرف».
لسنوات طويلة، ظل محمد عبدالله أسيراً للقب «مدرب الطوارئ» الذي اعتاد الإعلام إطلاقه عليه بعد كل مهمة يكلف فيها مع «العميد» عقب التخلي عن المدرب الأساسي، وفي كل مرة كان يرد: «كيف أكون مدرب طوارئ وأنا أعمل في النادي مديراً فنياً ومستشاراً لأي مدرب يتم التعاقد معه، هذه المهمة تجعلني مرافقاً للفريق بشكل دائم ومطلعاً على كل شؤونه عن قرب».
كيف أعددت الفريق في هذه الفترة القصيرة التي أعقبت تعادلاً مخيباً امام الفحيحيل أبعده عن المنافسة على لقب الدوري بصورة كبيرة؟
يرد عبدالله: «كنت واثقاً من قدرة اللاعبين على تجاوز اخفاق مباراة الفحيحيل، وركزت خلال الفترة القصيرة التي سبقت النهائي على دراسة العربي من خلال مشاهدة مبارياته السابقة ورصد نقاط الضعف فيه، وكنت حريصاً على أن يكون معي اللاعبون حتى يطلعوا على الثغرات ويحسنوا استغلالها».
ويضيف: «نقاط الضعف تركزت في خط الدفاع ومن إحداها نجح الصالحي في تسجيل الهدف الذي معه شعرت بأننا نسير في الطريق الصحيح».
وتحدث مدرب «الكويت» عن الهدف الثاني الذي سجله الشاب الواعد طلال جازع، فكشف أنه شدد على اللاعبين بأهمية استغلال التسديد من خارج المنطقة، معتبراً أن الفريق افتقد في الفترة الأخيرة الى هذه الميزة حتى أن اللاعب الوحيد الذي كانت لديه الجرأة على التسديد البعيد هو عبدالله البريكي.
وأردف: «بالفعل سدد اللاعبون أكثر من كرة كان من بينها واحدة لجازع جاء منها الهدف الثاني الذي سهل الأمور علينا كثيراً».
وحول تراجع أداء الفريق في الشوط الثاني، قال: «لا أنكر أن تراجع مردود عدد من اللاعبين في الشوط الثاني أثر على الفريق بصورة عامة وأتاح للعربي فرصة الضغط علينا والاقتراب من مرمانا، وهذه الجزئية بالذات لم تكن موجودة في الكويت سابقاً».
وأبدى عبدالله امتنانه للاعبيه «الذين طبقوا تعليماتي بدرجة كبيرة، وأظهروا روحاً عالية مكنتهم من تجاوز الاوقات الصعبة في المباراة، فحصلوا على مكافأة عوضت ما بذلوه من جهود وتعب طوال الموسم».