الديين دعا في ملتقى «الإرهاب الفكري» إلى التسامح وتقبل الرأي الآخر

«الداخلية» تحمي الشباب بمواجهة أصحاب الرايات السوداء والمفاهيم العوجاء

1 يناير 1970 10:56 م
النوفل: دعم «الداخلية» يحملنا مسؤولية العمل الجاد لنبذ العنف ونشر التسامح
بالمواجهات الفكرية والمجتمعية والمعالجة الأمنية المرتكزة على التشخيص العلمي للظاهرة ودوافع استقطاب الشباب إليها، أخذت وزارة الداخلية على عاتقها مسؤولية التصدي للإرهاب بأنواعه، «ومواجهة أصحاب الفكر الضال والرايات السوداء والمفاهيم العوجاء»، وذلك وفق ما صرح به وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المؤسسات الاصلاحية اللواء خالد الديين، الذي شدد في الوقت نفسه على «دراسة اسباب ظاهرة الارهاب الفكري ودوافع استقطاب الشباب اليه بأسلوب علمي مع الاخذ بالأدوات والوسائل الكفيلة بتأصيل منهج الاعتدال والتحصين من الآثار السلبية».

وبين الديين في كلمته أمس بملتقى الارهاب الفكري ونبذ الكراهية ممثلا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد راعي الحفل في فندق كراون بلازا أن «الارهاب الفكري نشاط يعمل على تكميم الافواه انطلاقا من امتزاج القاعدة الفكرية بمجموعة من الشبهات ما أوجد سلوكا عدوانيا نتيجة التشدد والغلو بالمخالفة للنصوص الربانية والسنة النبوية».

ولفت إلى أن «وزارة الداخلية تحملت مسؤوليتها وجاءت المواجهة الفكرية عنوانا للتصدي لذلك المشروع وصولا إلى اجراءات متقدمة على الارض تجلت في اعمال الدورة الاولى لبرامج المناصحة والإرشاد في منطقه السجون لمن انغمسوا في وحل الشبهات»، مؤكدا أهمية «توحيد الجهود بين مؤسسات الدولة والمثقفين والحقوقيين والمشايخ لتوجيه العمل نحو البرامج والتطبيقات التعليمية والارشادية اللازمة لإعداد أجيال متميزة من الشباب قادرة على مواجهة الثورة المعلوماتية والهجمات الفكرية المتطرفة».

من جانبه، قال رئيس «قروب اوبشن» الدكتور عبدالله النوفل «ان هذه المشاركة الفاعلة والدعم من وزارة الداخلية وعلى رأسها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد يحملنا مسؤولية كبيرة من اجل العمل الجاد في إطار الشراكة المجتمعية لنبذ العنف والكراهية ونشر روح التسامح».

وشهد الملتقى حضور عدد كبير من القيادات الامنية من مديرين عامين ومساعديهم وبدوا متواصلين مع الاطفال وحضهم على التسامح، كما حضر رجال القوات الخاصة بمعرض يحوي معدات وأسلحة، كما حضر عدد كبير من طلبة أكاديمية سعدالعبدالله للعلوم الأمنية.

معالجة فكرية



أسهب اللواء الديين في حديث جانبي مع الدكتور النوفل عن دور وزارة الداخلية في معالجة الافكار الضالة لدى الشباب من خلال التعاون مع مؤسسات الدوله لا سيما وزارة الاوقاف.

وأكد الديين ان «دور الوزارة لا يقتصر على المعالجة الامنية واجتثاث الارهاب بل يتعداه إلى معالجة الفكر الذي اوصل الشباب إلى الانحراف في خطوة استباقية او اجراءات وقائية للحد من خطر الارهاب». واستشهد بمركز معالجة الافكار المنحرفة للمحبوسين على ذمة قضايا إرهاب.

نصيحة للأجيال



وجه اللواء خالد الديين كلمة للشباب والأطفال المشاركين في الأوبريت المرافق للملتقى بالقول «الكويت ديرتكم فديروا بالكم عليها وكونوا متسامحين، اتفقوا واختلفوا ولكن في النهاية تذكروا ان الاختلاف والاتفاق من اجل الكويت وهي التي تستحق منا ان نتعاون ونتحاب ونعيش من اجلها حتى تبقى حرة ونعيش فيها احرارا آمنين».

ودعا الأطفال إلى «التسامح في البيت والمدرسة وفي الشارع، فنحن اولا واخيرا كويتيون من الممكن ان نختلف ولكن لا نكره او نعادي بعضنا».

«هذولا عيالي»



تخلل حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي تضمن الحديث عن العمليات الارهابية بالكويت والتي انطلقت منذ عملية تفجير موكب سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد عام 1984 وكذلك عملية تفجير المقاهي الشعبية 1985 وعملية اختطاف الطائرة الجابرية 1988 وعملية مواجهة خلايا أسود الجزيرة 2005 وعملية تفجير مسجد الامام الصادق عام 2015 وضبط خلية العبدلي 2015 والحديث عن دور رجال الأمن الكبير في إفشال وضبط الخلايا الارهابية تلك وحماية المجتمع من شرورها، واختتمت بالعبارة الخالدة لسمو الأمير «هذولا عيالي».

ملحمة بيت القرين



نفذ عدد من الأطفال أوبريتا عن ثلاث فترات كانت نقطة تحول في المجتمع الأولى فترة ما قبل الغزو حيث كان التسامح هو السائد وخلال فترة الغزو عندما اختلطت دماء ابناء الكويت من كل الطوائف دفاعا عن الكويت وصولا إلى فترة ما بعد التحرير وبروز ملحمة بيت القرين الذي بات شاهدا على ذوبان الجميع في حب الكويت.

كما ألقت فاطمة هادي العلوي ابنة أحد شهداء القرين قصيدة عن حب الكويت، صفق لها الحضور طويلا.

«قروب أوبشن»



انطلقت فكرة الملتقى من خلال عدد من الشباب الكويتي من الجنسين يقودهم الدكتور إبراهيم النوفل وهو أكاديمي سعى بالتعاون مع الشباب لإنشاء مجموعة أطلق عليها «قروب أوبشن» الوطني لنشر التسامح بالمجتمع ونبذ الكراهية والتعصب.