حروف باسمة

النجاة في الصدق

1 يناير 1970 07:14 ص
الصدق مفردة عذبة تضيف على القلب راحة، وتقع على السمع وقع النشيد الطيب الذي يعطي معاني خلاقة تفضي الى مشاهد طيبة تعمل على الاشراق.

والصادق محبوب عند الله وبين الناس، ومن صفات وألقاب رسول الله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) الصادق الامين.

فحري بالمجتمع الانساني أن يتحلى بهذه الصفة وينشرها في كل المجالات... وعكس هذه المفردة الكذب، وهي صفة ممقوتة لا يحبها الله ويأمر الدين الحنيف بتجنبها، والكذب هو رأس الكبائر والصفات الممقوتة.

فالكذاب يعمل كل الموبقات ولا يزال يكذب حتى يكتب عند الله كذاباً.

وعجيب ما نراه في أوساط هذه الدنيا من صفات ممقوتة اعتاد عليها البعض وجعل لها يوماً في الأول من أبريل حيث يطلق فيه الكذب. وهو يوم اعتاد البعض فيه على الاحتفال واطلاق النكات وخداع بعضهم البعض، فكم من قلب لأم روع من نكاتهم، ولأخ ذهل من خبر غير صحيح في يوم كذبهم.

وكثيرة هي القصص والأحاديث بينهم في هذا اليوم، وكأن البعض ينتظره ليطلق نكات سخيفة لا تشير الى خير أبداً.

من قصصهم في صبيحة يوم الجمعة الماضي، استفاق أحد الأصدقاء على رنة هاتفه، فإذا أحدهم يخبره بأن صديقه المتوعك صحياً فارق الحياة ويدعوه إلى تشييعه بعد صلاة الجمعة... استيقظ هذا الصديق مذهولاً وفكر ملياً وذرف الدمع حسرة على فراق صديقه، وانتشر الخبر بين اصدقائه، وبعد فترة من الوقت تنبه احدهم، فاتصل بهاتف الصديق المتوعك، فإذا هو الذي يرد على الهاتف.

الحمد لله على سلامة صديقه، واخذ الاصدقاء يطمئنون بعضهم بعضا على سلامة صديقهم، فانطلق صوت نشاز من بين المجموعة، «كذبة أبريل».

ما أسوأهُ من لحن

وما أحقرها من صفة

فعسى أن تكف المجتمعات عن هذه الصفة المذمومة التي لا تعمل إلا على الهدم والتخريب والتشتيت والتبعيض.

عزيزي القارئ، لا أملك في هذا الصدد إلا ان ادعو دعاءين اولهما، بالصحة والسلامة والعمر المديد للدكتور صالح العجيري حتى يمتعنا بفكر طيب ورأي سديد ومعلومات خلاقة تبقى فواحة الذكر. والدعاء الثاني، بأن يتغمد والدة الاستاذ هشام عبدالرزاق العطار التي غادرت دنيانا في الاسبوع الماضي برحمته.

وأبو عبدالرزاق هو مدير مدرسة السلوك التوحدي السابق في مدارس التربية الخاصة، اللهم بارك لأم هشام بحلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل لها واخلف على أهلها بالصبر والسلوان...

إنك ولي ذلك والقادر عليه

هو الموت فاختر ما علا لك ذكره

فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر