الأمن اللبناني يزيل صوراً مسيئة للسعودية شمال بيروت

بدت العلاقات اللبنانية - السعودية في سباق بين محاولات احتواء الأزمة غير المسبوقة التي تعتريها وبين مظاهر التوتير التي تتخذ أشكالاً عدة، كان آخرها امس رفع مجموعة قريبة من «التيار الوطني الحر» الذي يقوده العماد ميشال عون صوراً وشعارات مسيئة للمملكة على اوتوستراد بيروت - الشمال في محلّة جل الديب، سرعان ما أزالتها القوى الأمنية بعدما تبرأ منها «التيار الحر» وأدانها بشدّة.

والصور التي عُلّقت على جسر المشاة فوق اوتوستراد جل الديب هي للعلم السعودي مع تشويهه، في ما بدا أنه رد على كاريكاتور نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية لعلم لبنان مكتوب في أعلاه «كذبة نيسان» وعلى الأرزة التي تتوسطه «دولة لبنان».

وحملت الصور شعار مجموعة «اوميغا تيم» التي يقودها طوني اوريان، الذي لطالما عرّف عنه إعلام «التيار الحر» ولا سيما موقعه الالكتروني على انه «الناشط المناضل في التيار الوطني الحر»، وهي المجموعة التي اقتحمت في سبتمبر 2014 مكاتب قناة «الجزيرة» في بيروت احتجاجاً على ما اعتُبر «تطاولاً» من الإعلامي فيصل القاسم على الجيش اللبناني.

وبعد التداول بهذه الصور أصدرت «لجنة الاعلام المركزية في التيار الوطني الحر» البيان التالي: «انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور وشعارات مسيئة الى المملكة العربية السعودية، أوحى من نشرها ان التيار الوطني الحر وراءها. يهم التيار ان يؤكد ان لا علاقة له بما صدر، لا بل يدين هذه الاساءة ويشدد على احترامه للمملكة الشقيقة وحرصه على علاقات لبنان معها ومع جميع الدول الشقيقة والصديقة».

وبحسب البيان فقد عمد «التيار الحر» الى ازالة هذه الصور، مؤكداً انه «يدين هذه التصرفات كونها تسيء الى دولة شقيقة والى علاقات لبنان معها».

وباشرت القوى الأمنية تحقيقاتها في هذا الحادث لكشف كل المتورطين.

وطلب وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي من النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود ان يتحرك القضاء من فوره «لاستقصاء هوية الاشخاص الذين قاموا بتعليق لافتة، تضمنت عبارات مسيئة للمملكة، هي بحد ذاتها اساءة إلى لبنان وإلى العلاقات التاريخية التي تربطه بالمملكة، التي كانت دوما الى جانبه على كل الصعد»، داعياً الى «توقيفهم والتحقيق معهم لاستجلاء الجهات التي تقف وراءهم، وإنزال أشد العقوبات بهم».

وفي موازاة ذلك، كشفت معلومات ان القوى الامنية أوقفت 7 اشخاص من المجموعة التي اقتحمت الجمعة مكاتب جريدة «الشرق الأوسط» في بيروت، وقامت بتخريب محتوياتها، وأحيل الموقوفون على النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، فيما سُطّر بلاغ بحث وتحرٍّ في حق ثامن.