غداة سقوط قتيل «فتحاوي» و9 جرحى
مخاوف من انفجار في مخيم عين الحلوة
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
10:46 ص
نفوذ متزايد مُقْلِق لـ «المجموعات الإسلامية المتشددة»
تجاوز مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان، انتكاسة أمنية هي الثانية في غضون أقلّ من أسبوع وطرحت تساؤلات حيال دوافعها الحقيقية، وما اذا كانت نتيجة عجز القوى الفلسطينية عن تحصين الأمن والاستقرار في اكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، أم انها تتجاوز حدوده الجغرافية ارتباطاً بالتطورات سواء في «بلاد الأرز» في ضوء مواقف بعض المسؤولين اللبنانيين من احتمال تأجيل الانتخابات البلدية، في حال حصول اي أحداث أمنية، او بالتحولات في المنطقة في ظل ملامح التسوية الجارية في سورية، اضافة الى الازمة المتصاعدة بين السعودية وايران.
الثابت وسط التساؤلات، ما كشفته مصادر فلسطينية لـ «الراي»عن ان«الوضع الأمني في المخيم غير مُطَمْئن رغم الموقف الفلسطيني الموحد لحمايته، اذ بدا انه قابل للانفجار في اي لحظة، ذلك ان المعالجات لم ترْق الى مستوى الحل الجذري، بل هي بمثابة ترقيع وتمرير المرحلة بأقل الخسائر الممكنة بعدما ظهر ان ثمة مجموعات اسلامية متشددة باتت قادرة على التحكم بقرار المخيم هدوءاً او توتيراً، وهو ما يسبب التباطؤ في احتواء اي إشكال او اشتباك»، مشيرة الى ان«هذا الوضع كرّس معادلة الأمن بالتراضي مجدداً والعودة الى المربعات الامنية، في ظل استبعاد خيار الحسم العسكري ضد هذه المجموعات المتشددة، اذ ستكون معركة مكلفة وقد تُدخِل المخيم في أتون فتنة لا تحمد عقباها نظراً للتداخل الجغرافي والحسابات السياسية».
وتؤكد المصادر انه بين هذين الخيارين«سيبقى المخيم يترنح تحت الهدوء الهش حيناً والتوتير والاشتباك احياناً أخرى، في اطار معادلة النفوذ المتزايد للمجموعات الاسلامية المتشددة وضعف حركة فتح من جهة اخرى وعدم انضباط عناصرها وسهولة جرها او استدراجها الى أي إشكال، من دون ان يكون لديها قرار بالحسم العسكري، نتيجة المعركة المكلفة والاتصالات اللبنانية التي تدعو دائما الى العضّ على الجراح وعدم فتح معركة كبيرة تؤثر على أمن مدينة صيدا وطريق العبور الى الجنوب وصولاً الى الامن الوطني اللبناني بمجمله».
وكانت الاشتباكات قد أدت الى سقوط قتيل«فتحاوي»وتسعة جرحى بينهم ضابط وعنصر في القوة الامنية المشتركة على خلفية إشكال فردي في منطقة الصفصاف (معقل الاسلاميين) حيث تعرّض شابان من منطقة البركسات (معقل الفتحاويين) الى الضرب، فتطور الأمر الى اطلاق نار ادى الى سقوط القتيل حسين عثمان وهو الشاب الثالث الذي يسقط من نفس العائلة في اشتباكات بين فتح والاسلاميين. وتركزت الاشتباكات بين المنطقتين مصحوبة بعمليات قنص شلّت حركة المخيم وابنائه وشوارعه بالنار.
وعقدت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا في لبنان اجتماعا طارئاً في مركز النور الاسلامي لتطويق ذيول ما جرى، واتفقت على تشكيل لجان لتثبيت وقف اطلاق النار، فيما اكد قائد«القوة الامنية المشتركة»في لبنان اللواء منير المقدح، ان قرار حركة «فتح» هو بعدم إطلاق النار وضبط الوضع الامني في المخيم «لمنع الانجرار الى فتنة لا تحمد عقباها».
وتفقد أبناء المخيم ممتلكاتهم بعد صمود وقف اطلاق النار، حيث أحصي وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات من المنازل والسيارات والمحال التجارية.