بلد الهدوء والسلام... كثير المعالم قليل الكلام (2-2)

مالطا... قلعة تاريخية تذكرنا بأفلام الملاحم الرومانية

1 يناير 1970 07:25 ص
استكمالاً لمشاهدات «الراي» في الحلقة الأولى من زيارتها إلى مالطا والتي بدت كقلعة قديمة تاريخية تذكرنا بأفلام الملاحم التاريخية الرومانية القديمة تلك العاصمة المالطية فاليتا بما تزخر به من قصور وحصون وقلاع لمراقبة القراصنة موزعة في أعلى كل تلة فيها، وآثارها التي تمتد إلى ما قبل ميلاد السيد المسيح بـ 4000 سنة، تحمل حضارة وتاريخاً لم لن ينساه أحد، ولدى توجهنا إلى البلدة السفلى لفاليتا، بواسطة قارب صغير أو ما يطلق عليه ووتر تاكسي مروراً بمرسى لليخوت الفخمة شاهدنا هناك أكبر ثالث يخت في العالم والذي يطلق عليه «مالتيز فالكون»، كما مررنا على مرسى الصيادين والذي جعل شعاره (العين الزرقاء) خوفا - حسب معتقدهم - من الأرواح الشريرة على جميع قواربهم، وبالقرب من مرساهم تمثال تاريخي لصياد يحمل سمكا وزوجته بانتظاره في منحوتة تتحدث من تلقاء نفسها لتخبرنا بتاريخ هذا الميناء.

غوزو

انطلقنا إلى الميناء الرئيسي في مالطا استعداداً للذهاب لجزيرة غوزو ثاني أكبر الجزر المالطية، ومررنا بشاطئ غولدن ساندز ذي الرمال الذهبية، والشاطئ الأكثر ارتياداً من سكان المدينة والمكان المفضل لهم لإقامة حفلات الزفاف، ووصلنا لمحطة Cirkewwa مع الآلافمن السياح حيث تنطلق منها وإليها العبارات والسفن، وغوزو يعني «الفرح» وقد كــــانت مأهولة قبل الميلاد بـ 700 سنة حسب ما تؤكد الآثار الموجودة فيها، وأسماها الرومان Gaulos أي «سحر غوزو»، وجمالها يتضح للزائر من لحظة وصوله إليها، فالأراضي الخضراء تحيط بها من كل جانب فهي ريفية شاطئية وهادئة، ولكن حصونها التاريخية دليل واضح على صمودها حتى اليوم.

ويبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة يعرف معظمهم الآخر، وتتكون غوزو من ثلاثة تلال كبيرة على رأس كل تلة قرية من قرى ثلاث هي «زبوتشي - ناضور - شارا»، يفرق بينها وديان شتى.

كينونا وخليج الرملة

ما كان لنا أن نتواجد على أرض غوزو ولا نقوم بزيارة حديقة Kenuna التي تعتبر واحدة من أكثر الحدائق الرائعة في الجزر المالطية، وهي قريبة من معابد غانتيجا التي تعتبر أقدم الهياكل القائمة في العالم حتى اليوم، والتي اكتشفت ما بين 1816 - 1820، وتتألف من معبدين يعودان للعصر الحجري الحديث في الألفية الثالثة قبل الميلاد أي قبل 7000 سنة. وعلى شاطئ غوزو يوجد خليج الرملة وهو الشاطئ الرملي الأكبر في غوزو والذي يمتاز بمياهه الصافية جداً والضحلة في آن واحد، ومنه انتقلنا إلى فيكتوريا عاصمة غوزو والمعروفة لدى الجميع بالرباط، والتي تعني "الضاحية" في لغة المالطيين، وقد سميت رسمياً بلدة فيكتوريا في عام 1887 تكريماً للملكة فيكتوريا خلال ذكرى اليوبيل الماسي للملكة، وهي تعتبر المركز الإداري للجزيرة، وتتواجد فيها المحاكم والمستشفيات والمدارس. إضافة لكنيسة القديس جورج الجميلة التي أعيد بناؤها في العام 1693 بعد وقوع زلزال.

قلعة غران

وعلى مقربة من ميناء غوزو توجد قلعة غران كاستيللو وهي العاصمة القديمة لغوزو، وقد كانت مركز النشاط منذ العصر الحجري الحديث، وتمتاز بالأسوار الكبيرة، ووجود كاتدرائية "سانتا ماريا" التي تم بناؤها على أنقاض معبد روماني. و"سانتا ماريا" عُرف عنها أنها كانت تسهر مساء لتحذير السكان المحليين كلما اقتربت سفينة للقراصنة من سواحل غوزو ليهرعوا إلى داخل القلعة التي أطلق عليها "بيت نورمان"، قبل أن تتحول إلى متحف للتراث الشعبي يعرض طريقة تطور الحياة فيها من الكلاسيكية إلى العصر الحديث.

مارسالفورن

مارسالفورن هي المدينة الساحلية الرئيسية في غوزو فهي تمتاز بأرض رملية صغيرة تحيط بها الصخور بالقرب من الميناء ما يجعلها المكان الأمثل للسباحة الآمنة إضافة إلى قربها من Qbajjar التي تمتاز بنقاء مياهها وكثرة الشعاب البحرية والمرجانية وهي المكان الأفضل لهواة الغطس تحت الماء. كما يحتوي شاطئ مارسالفورن على الكثير من المقاهي والمطاعم التي تقدم مختلف الأسماك الطازجة على جانب مينائها.

خليج إكسليندي

وعبر فندق كمبينسكي سان لورنس مررنا بخليج إكسليندي الذي يمتاز بمياهه الخضراء والزرقاء معاً، الأمر الذي يحدث حالة من العشق بينه وبين عدسات المصورين والمخرجين حيث يقع في نهايته وادٍ عميق كان في الأصل مجرى لنهر قبل أن يجف ماؤه في منتصف القرن الـ20، إضافة لكونه ميناء صيد صغيرا ومنتجعا صيفيا للسكان المحليين وأهالي مالطا بشكل عام. أما فندق كمبينسكي فهو مكان مثالى لتنظيم حفلات الزفاف والنزهات الرومانسية حيث يقع وسط الأرياف، ويبعد مسافة تقل عن 10 دقائق عن الميناء، ووسط الجزيرة وهو أحد الفنادق الخمسة المصنفة بخمسة نجوم في مالطا ويمتاز بوجود حمام شرقي إضافة لمركز الأيورفيدا والمساج الهندي.

نافذة أزور

كان ختام جولتنا في جزيرة غوزو مسكاً فقد وصلنا إلى نافذة أزور التاريخية التي تعتبر رمزاً لمالطا والتي شاهدها الكثيرون في أفلام القراصنة فهي قوس صخري طبيعي يثير إعجاب من يشاهده لأنه يرتفع إلى نحو عشرين متراً في وسط البحر.

بعدها عدنا إلى الميناء على عجل لاقتراب موعد تحرك العبارة للعودة للجزيرة الكبرى

في مالطا

ونحن لا نعلم كيف انقضت 10 ساعات من دون أن نشعر بها لرغبتنا بإشباع أعيننا بجمال غوزو. وأثناء عودتنا مررنا بجزيرة "كومينو" التي تكاد تعتبر من الجزر المهجورة كون عدد سكانها ثلاثة أشخاص فقط لكنها المكان المفضل لهواة القفز في الماء من أعلى الصخور وأيضا الوجهة المثلى لهواة الغطس الحر.

قرية مليحة

قرية مليحة والتي تميزت على المستوى الاوروبي كوجهة للسياحة المحمية الأكثر أماناً تعد مدينة ساحلية ساحرة تقع في شمال مالطا، وتعتبر الوجهة المفضلة في فصل الصيف على الصعيدين المحلي وكذلك الزوار الأجانب.

قرية بوباي ذا سيلرمان

عندما قررت شركة "والت ديزني" و"بارامونت بيكتشرز" صنع فيلم يجسد شخصية بوباي الكرتونية الشهيرة، اختار فريق الإنتاج خليج انكور الواقع في الركن الشمالي الغربي من جزيرة مالطا في البحر المتوسط على بعد ميلين من قرية مليحة، موقعا لإقامة قرية بوباي الخيالية «سويت هيفن».

وتحولت قرية بوباي اليوم إلى متحف في الهواء الطلق ومجمع للترفيه العائلي، وهي تستقطب الزوار والسياح بشكل يومي، وتوفر إدارة القرية رحلات على متن القوارب على مرسى الخليج، وعروضاً سمعية وبصرية تتضمن لقطات من الفيلم، وألعاب الترامبولين المائي ولعبة الميني الجولف وغيرها من الألعاب والأنشطة الترفيهية.

مطعم المغوار

الشيف داميان سيابارا كان بانتظارنا ليقدم لنا أفضل الاطباق التي يصنعها من المأكولات البحرية والأسماك الطازجة، فمطعمه المغوار قد ورثه عن جده الذي اسسه عام 1930 وبعدها عدنا للفندق للراحة بانتظار يومنا الثالث في بلد العجائب

سليما

مدينة سليما هي منطقة سياحية رئيسية جميلة تطل على الساحل الشمالي الشرقي للجزيرة لما تزخر به من مختلف أنشطة الاسترخاء والتي يعتبرها السكان المحليون المكان الأفضل لقضاء العطل، فضلا عن المطاعم والتسوق.

مركزبوينت للتسوق

في وسط سليما يتواجد أكبر المولات في مالطا والذي بني في العام 2010 كأحدث مركز للتسوق في مالطا في وسط منطقة سكنية وتجارية تعج بالحياة.

قصر باريسيو

قصر باريسيو شيد في القرن الـ 18، ويعتبر من القطع الأثرية، حيث يكشف الفروق الدقيقة بين نبلاء مالطا وطريقة حياتهم الساحرة، ويحيط بالقصر ثلاث حدائق كبرى تدل على دقة وحرفية من بناها بالتوازي، وكيف لا وقد كانت مقراً لإقامة الماركيز جوزيبي سيسلونا في منتصف القرن الـ19 من عائلة Parision، ويعتبر حالياً واحداً من أكثر المناطق التراثية الجاذبة للسياح في مالطا.

فلل بتصاميم رائعة وأسعار مناسبة



هناك العديد من الفلل في أماكن رائعة في جزيرة غوزو، تحتوي على مسابح ومناطق للجلوس حول المسبح، مع ضمان الخصوصية التامة، والتشمُّس حوله، وهي مصممة بتصاميم رائعة تناسب كافة الأذواق، بنظام لا يسمح برؤية المسبح من خارج الفيلا من أي مكان، ومع روعة التصميم تجد أن أسعار هذه الفيلات مناسبة جدًا للمسافرين من العائلات التي ترغب بالخصوصية.