ولي رأي
كلنا للكويت والكويت لنا كلنا
| مبارك المعوشرجي |
1 يناير 1970
07:59 ص
منذ نشأة الكويت في القرن السابع عشر الميلادي تقريباً، وهي مكونة من فئات بشرية مختلفة، من حيث القومية والمذهب، ولكنها عاشت بتعاون وتسامح منذ ذاك التاريخ حتى الآن، وهي تمارس خصوصياتها من دون إثارة لأحد أو رفض من أحد، متساوية في الحقوق والواجبات، راضية بحكم اختارته.
ولكن منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران التي تزامنت مع سقوط الحكومات القومية والعلمانية في الدول العربية وظهور التيار الديني بدأنا نسمع مفردات جديدة، وتغير الصراع الاجتماعي بعدما كان طبقياً وسياسياً أصبح طائفياً مذهبياً، أو قومياً، بين مقومات هذه الدول البشرية، وسيّس الدين ومُنح الساسة قدسية غير مستحقة، ووصفوا بالعصمة وطالبوا بالطاعة المطلقة، وكانت النتيجة ما نراه اليوم من حروب أهلية، وميليشيات طائفية، ودمار في دول الجوار.
أحداث بدأت تلقي بظلالها على الساحة الكويتية المستقرة، التي بفضل من الله ثم بقوة الوحدة الوطنية اجتزناها حتى الآن، وآخرها قضيتا مسجد الصادق وخلية العبدلي.
ونتمنى على نواب مجلس الأمة ألا يخلقوا من عبدالحميد دشتي أزمة مماثلة قد تؤدي إلى تصدع وحدتنا، فدشتي رجل خالف القانون وأساء لدول الجوار، وأحرج بلده، ورفعت عليه قضايا تطلبت رفع حصانته البرلمانية، وكان ذلك. فدعوه الى قضاء شهدنا جميعاً بنزاهته، ليحاكمه من دون تهاون أو تعسف، فإن بُرئ أو نال حكماً مخففاً فلنقبل بذلك، وإن سُجن ففي السجن من هو أسوأ منه، ومنهم من هو أفضل منه، والكويت دولة قانون وعدالة، وحتى للمسجونين حقوق إنسانية واحترام.
ولنا عتب على النائب المخضرم سيد عدنان عبدالصمد، من تكرار كلمتي (النحشة والمنحاشين) فهم لم يكونوا من فئة واحدة، وكان لبعضهم ظروف اضطرتهم للخروج خوفاً على حياتهم من بطش المحتل، وآخرون طالبت بهم الشرعية لحاجة إلى جهدهم لتحرير الكويت من الأسر، وإذا رجعنا إلى كشوف الأسرى والشهداء لوجدنا فيها جميع مكونات الشعب الكويتي، ويكفي ذكر معركة منزل القرين شاهداً على ما أقول.
إن المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية دولتان قطبان في الإقليم، وقد قامت حكومة الكويت بدورها القومي كاملاً مع السعودية كما تقتضيه معاهدات مشتركة معها، واحتفظت بعلاقات جيدة مبنية على حسن الجوار بما فيه مصلحتها مع إيران، ونحن كشعب لا يحق لنا التدخل في شؤون الآخرين، كما لا نحب أن يتدخل أحد في شؤوننا لا بالمدح ولا بالهجوم.
وما نحتاج إليه اليوم هو المصالحة لا المباهلة، فنحن ومنذ القرن السابع عشر شعب واحد متعدد المكونات... أليس كذلك يا سيد؟