اجتهادات

المواطن ومشاريع الإسكان!

1 يناير 1970 12:49 ص
في مقابلة صحافية نهاية العام الماضي، كشف وزير الإسكان ياسر أبل، عن أن الكويت ستودع الأزمة الإسكانية في غضون خمس سنوات، أي أنه بحلول عام 2020 لن يكون هناك أي شخص على قائمة انتظار المؤسسة العامة للرعاية السكنية، وأن الوزارة تركز على التميز والجودة في مشاريعها الإسكانية.

إلى هنا انتهى كلام الوزير... لكن واقع الحال ومع انتشار الفيديوات الكثيرة للوحدات السكنية المستلمة من قبل المواطنين والتي أظهرت بما لا يدعو مجالا للشك ما بها من عيوب وفضائح، أدركنا أن الأزمة التي يعنيها لن تنتهي بالقضاء على قائمة الانتظار التي تجاوزت مئة ألف مواطن، كما وعد، لأنها ستستمر في محاولة المواطن العيش في منزل الحلم وما به من عيوب كارثية ومأسوية.

المصيبة هي، أين كان جهاز الإشراف أثناء تنفيذ هذه الأعمال من قبل المقاول؟ وكيف تسلم الجهاز، ويضم أصلا موظفي المؤسسة العامة للرعاية السكنية، هذه الأعمال بعد تنفيذها؟ وكيف صرفت دفعات المقاول ومن اعتمدها؟ وكيف قام جهاز الإشراف بالتسلم النهائي وتسلم المواطنين للمنازل وهي في هذه الحالة؟

هل تعتقد يا معالي الوزير، أن الآلية الحالية المتبعة في تنفيذ مشاريع الإسكان، صالحة وستحقق الغرض المطلوب منها ؟ ما أعرفه أن الأجهزة الحكومية في كل دول العالم المتقدمة يكون دورها الأساسي التوجيه ورسم الخطط العامة، أما الإشراف والمتابعة وتدقيق الأعمال اليومية وتنفيذها، فتكون من خلال جهاز فني متخصص ومتمرس وفاهم، والأهم من ذلك وكما يقول إخواننا المصريون (وبالبنط العريض) مستقل.

ولكننا في الكويت طبعا غير! فلا يوجد في مواقع الإسكان، سوى المقاول وجهاز الإشراف من موظفي المؤسسة، وهم برأيي غير قادرين - بعد اللي شفناه - على الإشراف على أي مشروع حتى لو كان حديقة! مع احترامي الشديد لشخوصهم الكريمة.

الوزير قال أنه قد تم تشكيل لجنة محايدة من جهات عدة لمعاينة المشاريع ومعرفة ما بها من عيوب وأخطاء وتحديد جوانب التقصير فيها. فلماذا لجنة محايدة؟

ما أعرفه جيدا أن عقود المقاولة هي عقود إذعان بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأن هناك بنودا واضحة وصريحة تحدد طبيعة الغرامات على المقاول، كما أن عقود المقاولة تلزم المقاول تقديم تأمين مقابل الدفعة المقدمة وتأمين لحسن الإنجاز وغيرها من الضمانات التي تقدم إلى المالك، ولو حرصت الوزارة على تنفيذ وتطبيق بنود العقد في شكل سليم وصحيح، لما احتجنا للجنة محايدة، ولما تجرأ المقاول على ارتكاب مثل هذه الأخطاء الكارثية مقابل تقليل التكلفة عليه، وطبعا وهو الأهم زيادة هامش ربحه!

أخيرا، أود أن أذكر المواطن الكويتي، الذي انتظر بيت الأحلام، بقوله تعالى: «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».

[email protected]