احتجاجا على كاريكاتير... والصحيفة حملت السلطات اللبنانية مسؤولية حماية عامليها
مناصرون لـ «حزب الله» يقتحمون «الشرق الأوسط» في بيروت
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
09:30 ص
اقتحم نحو 12 شخصاً من الموالين لـ «حزب الله»، مساء أمس، مكاتب صحيفة «الشرق الأوسط» في بيروت احتجاجاً على رسم كاريكاتير نشرته تحت عنوان «كذبة نيسان» ورُسم فيه العلم اللبناني وقد كُتب على الأرزة عبارة «دولة لبنان».
وأثار هذا الرسم، الذي تزامن مع الاول من أبريل الذي يصادف يوم إحياء «كذبة ابريل» استياءً في اوساط سياسية وإعلامية وشعبية لبنانية اعتبرت ان الكاريكاتير «مسيء» لأنه يصف دولة لبنان بـ «الكذبة».
وفيما قوبل الكاريكاتير بمواقف سياسية راوحت بين الانتقاد والتنديد والمطالبة بالاعتذار، لوّح البعض نهاراً بمقاضاة الصحيفة والتظاهر أمام مكاتبها في بيروت، في حين كان وزير الإعلام رمزي جريج يصف عبر موقع «النشرة» الالكتروني هذا الكاريكاتير بـ «السمج»، مؤكداً أنه «غير مقبول لأن لبنان حقيقة عمره آلاف السنوات وليس كذبة».
وليلاً تفاعلت القضية حين اقتحم نحو 12 شاباً موالين لـ «حزب الله» بقيادة عباس زهري المقرب من «حزب الله» مع متعاطفين مثل بيار الحشاش، مكاتب الصحيفة الكائنة في الطبقة 11 من مبنى برج الغزال في منطقة التباريس - الاشرفية (بيروت)، حيث دار بدايةً سجال بينهم وبين عدد من العاملين في الصحيفة، قبل ان يقدم المقتحمون على تخريب محتويات المكاتب وتمزيق أعداد من الجريدة وتهديد الموظفين بعدم الحضور اليها مجدداً.
واصدرت صحيفة «الشرق الاوسط» بيانا حملت فيه السلطات اللبنانية مسؤولية المحافظة على سلامة العاملين في مكاتبها، مؤكدة استمرار علاقتها بقرائها في لبنان «وعدم تأثير هذه الاعتداءات التي لا تعبر عن الشعب اللبناني على السياسة التحريرية للصحيفة والتزامها بتغطية الاحداث اللبنانية عبر مكتبها في بيروت، أو عبر استمرار طباعة الصحيفة من الأراضي اللبنانية».
وابدت الصحيفة أسفها «للغط الدائر حول الكاريكاتير الذي فسر بصورة خاطئة من قبل البعض» مشيرة الى انه «كان يهدف الى الاضاءة على الواقع الذي يمر به لبنان كبلد يعيش كذبة كبيرة سببها محاولات الهيمنة عليه وابعاده عن محيطه العربي وعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية».