زعيم «المستقبل» من موسكو: الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل النهائي
لافروف والحريري ناقشا «رئاسية لبنان» وسورية
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
09:23 ص
حضر الملف الرئاسي اللبناني بأبعاده الاقليمية والدولية، الى جانب الأزمة السورية ومساعي وضعها على سكة الحل السياسي من خلال محادثات جنيف وتداعيات ذلك على لبنان، في المحادثات البالغة الأهمية التي أجراها الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري امس، في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
واكتسبت زيارة الحريري أهميتها انطلاقاً من توقيتها في غمرة المنعطف الجديد في الأزمة السورية بعد قرار روسيا بدء الانسحاب العسكري وتبلور ملامح تفاهم بين واشنطن وموسكو على «خريطة طريق» لحلٍّ سياسي في سورية انطلاقاً من زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الأخيرة للعاصمة الروسية.
وفي تقدير أوساط سياسية في بيروت ان محادثات الحريري في موسكو ما كانت لتحصل لولا وجود اهتمام روسي بإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، مشيرة الى ان زعيم «المستقبل» ومن خلال استكشافه آفاق الوضع في سورية من «المنبع»، اي روسيا التي باتت بمثابة اللاعب الأكثر تأثيراً في مجريات الأزمة السورية، أراد تأكيد أولوية بتّ الانتخابات الرئاسية بمعزل عن حسابات الربح والخسارة لأطراف اقليمية ذات ثقل في الوضع اللبناني، منطلقاً من المبادرة التي كان أطلقها بتأييد النائب سليمان فرنجية كمرشح تسوية وامكان لعب موسكو دوراً في التواصل مع ايران لوضع حدّ للفراغ في سدة الرئاسة الاولى المستمر منذ نحو عامين.
وكان بارزاً في هذا السياق ما نقلته صحيفة «اللواء» عن مصدر ديبلوماسي روسي من ان زيارة الحريري تتصل اساساً بالاتصالات الأميركية - الروسية، في ضوء زيارة كيري الأخيرة لموسكو، من أجل وضع «خريطة طريق» لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، مشيراً الى ان كيري ونظيره الروسي تفاهما على إطار اتصالات يشمل مسؤولي كتل نيابية بارزة، فضلاً عن اتصالات ديبلوماسية مع كل من الرياض وطهران والفاتيكان وفرنسا، لإنهاء الأسباب التي أخّرت إلى الآن انتخاب رئيس، من دون ان يستبعد ان يكون التفاهم الروسي - الأميركي تطرق إلى اسم المرشح الذي يمكن ان يحظى بدعم إقليمي دولي، آخذين في الاعتبار انحصار الرئاسة علناً بين مرشحين اثنين هما النائب ميشال عون وفرنجية.
وكان لافروف استقبل امس، الحريري وعقد معه اجتماعا في حضور وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب السابق غطاس خوري ونادر الحريري فيما حضر عن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، نائب مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية أندريه بانوف ومسؤول مكتب الشرق الأوسط ديميتري دوغاتكين.
وفي بداية اللقاء، قال لافروف «إن روسيا تعمل بانتظام، ليس فقط مع الحكومة، بل ومع الزعماء السياسيين والقوى السياسية اللبنانية، ومن بينها بطبيعة الحال تيار المستقبل الذي نحترمه، وهذا يعكس اهتمامنا بالمحافظة على أسس المجتمع اللبناني ومؤسسات الدولة اللبنانية، ونحن نرغب ونحرص على أن يتمكن لبنان من التغلب بأسرع وقت على الأزمة الداخلية التي يعانيها». وأضاف: «نحن موقفنا مبدئي بأنه لا بد للشعب اللبناني بنفسه ولوحده أن يحل كل المشاكل التي تواجهه، مع مراعاة سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلاله، وبعيداً عن أي تأثير من الخارج. ونتطلع إلى أن يتخذ جميع الشركاء الخارجيين الموقف نفسه ويحترموا هذه المبادئ، من أجل المساهمة في ايجاد الظروف المؤاتية التي ستمكن لبنان من التغلب على مشاكله، ونتطلع لنستمع إلى تقديراتكم فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية في لبنان وأوضاع المنطقة وهي معقدة للغاية، الأمر الذي يتطلب منا التنسيق الدائم».
ورد الحريري بكلمة شكر فيها الوزير لافروف على استضافته وقال: «نحن يهمنا دائما التعاون والتواصل معكم بالنسبة للبنان والمنطقة العربية. لا شك أن بلدنا ومؤسساته يمران في مرحلة صعبة جداً ولا سيما في ظل ما يجري من حوله. وكما ذكرتم، فإن هناك تدخلات تحصل في المنطقة ولا سيما في لبنان لمنع انتخاب رئيس للجمهورية، ونرى أن علينا أن نتشاور في هذا الموضوع». وأضاف: «نثمن الدور الكبير الذي تضطلع به روسيا في المنطقة، ونتطلع إلى أن يكون لكم دور في لبنان أيضاً، وأن نتعاون لمكافحة الإرهاب الذي تشهده المنطقة، ولا سيما ما يحدث على حدودنا في لبنان».
وسبق للحريري ان شدد على ضرورة بقاء سورية دولة موحّدة، لافتا الى ان الرئيس بشار الأسد «لا يمكن ان يكون جزءاً من الحل النهائي للأزمة في سورية».
وقال الحريري في تصريح نقلته عنه وكالة «انترفاكس» الروسية: «لبنان مستعد للتعاون مع روسيا في المجال العسكري ومجالات أخرى».
بعد إيحاءات طاولته على خلفية تموْضعه السياسي
بو صعب لـ «الراي»: من نسج الخيال الكلام عن تحذير بإبعادي من دولة خليجية
| بيروت - من أسرار شبارو |
فيما كانت بيروت ترصد في الأيام الماضية المعلومات عن عمليات إبعاد وترحيل للبنانيين من دول خليجية ومنْع دخول آخرين ممن اعتُبروا منتمين او قريبين او مؤيدين لـ «حزب الله»، دهمتها امس تقارير نقلت عن احد النواب اللبنانيين في قوى «14 آذار» ان أحد الوزراء المنتمين الى تيار مسيحي «تلقى تحذيراً من أحد كبار المسؤولين في دولة خليجية بما معناه ان عليه ان يُقْلِع عن الدفاع عن حزب الله ويبتعد عنه وإلا سليتحق بعدد من الذين يتم التحضير لإبعادهم بعد كشف حقيقة انتمائهم السياسي للحزب او القريبين منه».
وقد تعاطت غالبية الدوائر السياسية في لبنان مع هذه التقارير على انها تشير ضمناً الى وزير التربية الياس بو صعب (من فريق العماد ميشال عون المتحالف مع «حزب الله»)، وهو ايضاً نائب الرئيس التنفيذي للجامعة الأميركية في دبي، وان الدولة التي وجّهت التحذير هي الإمارات.
«الراي» اتصلت بأبو صعب وسألته عن صحة ما ذُكر في إحدى الصحف عن ان وزيراً لبنانياً قد يتم إبعاده من دولة خليجية في ايحاء غير مباشر اليه، فأجاب: «لم يسمنَي أحد بالاسم، ولا أستطيع أن أجيب على شخص يرمي كلاماً في الهواء، فاذا كانت لديه الجرأة أن يتحدث فليتحدّث باسمه، أما الحديث عن مصادر فيعني أن هذه المصادر مشبوهة، انما لو ذُكرت (المعلومات) نيابة عن نائب، فإن هذا النائب لو كان جريئاً وليس جباناً لتحدّث باسمه وليس بتصاريح مبهمة».
وحين سألنا بو صعب عما اذا كان اتُخذ اي إجراء بحقه، قال: «هذا من نسج خيال المصدر الذي لا يملك جرأة ان يفصح عن اسمه».