رسالتي
«عاصفة الحزم»... والثورة الإيرانية
| عبدالعزيز الفضلي |
1 يناير 1970
09:52 م
منذ تولي الملالي لزمام السلطة في إيران، وفكرة تصدير الثورة لم تغب عن أذهان وعقلية كل من تعاقبوا على الحكم فيها، سواء كان ذلك التصدير من خلال التدخل العسكري المباشر، كما حصل في الحرب العراقية - الإيرانية، أو بدعم الموالين لها في بلاد الخليج والجزيرة العربية.
ويؤكد حقيقة هذا الدعم، ما قام به بعض المخربين الموالين لإيران في البحرين، والذي أدى إلى قتل العديد من رجال الشرطة والمواطنين البحرينيين، ناهيك عن إتلاف العديد من المنشآت والممتلكات العامة للدولة.
كما أن اكتشاف دولة الكويت لـ «خلية العبدلي» - الموالية لإيران و«حزب الله» باعتراف أفرادها - وتخزينها لكميات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات، والتي تم تجهيزها للاستخدام ساعة الصفر، لهي دليل كبير على ما تضمره إيران من شر تجاه الكويت وأهلها.
ولا ننسى خلية التجسس الإيرانية التي تم كشفها في الكويت قبل سنوات، واعترف افرادها بنية القيام بأعمال عدائية تجاه الكويت.
إن هدف تصدير الثورة الإيرانية، ليس بخاف على غالبية شعوب الخليج، لأنه هدف نسمعه أحيانا من المسؤولين الإيرانيين تصريحا، وأحيانا تلميحا، وفي بعض الأوقات يخرج من فلتات ألسنتهم، «وما تخفي صدورهم أكبر».
يتضح لكل شاهد عيان، التدخل الإيراني الكبير في العراق، وسيطرته على قرار الحكومة، ومحاولته لتغيير التركيبة السكانية من خلال منح العديد من الإيرانيين الجنسية العراقية، ناهيك عن تدخل بعض الميليشيات الإيرانية الى جانب القوات العراقية في حربها وقتالها ضد أهل السنة، بحجة محاربة الإرهاب.
لقد سعت إيران لتقوية نفوذها في اليمن بدعمها للمتمردين الحوثيين - المتحالفين مع المخلوع علي عبدالله صالح - وقاموا بإسقاط الحكومة الشرعية.
وقد صرح بعض المسؤوليين الإيرانيين بعد إسقاط الحكومة اليمنية، بأنهم الآن يسيطرون على الحكم في أربع عواصم عربية، وقصدوا بذلك، العراق وسورية ولبنان واليمن!
ومع هذا الخطر المحدق بدول الخليج والجزيرة العربية، جاءت اللحظة الحاسمة التي أعلن عنها «سلمان الحزم» بانطلاق وبدء «عاصفة الحزم» كي تردع التوسع الإيراني وحلفاءه في اليمن، وليتم دحر وطرد الحوثيين - وحليفهم المخلوع صالح - وليعودوا إلى جحورهم التي خرجوا منها.
ومع ذكرى مرور عام على انطلاق «عاصفة الحزم»، نرى التغيير الكبير الذي حدث في اليمن، فلقد عادت عاصمة الجنوب عدن، إلى يد الحكومة الشرعية، ومعها العديد من المناطق الرئيسية التي كانت تحت سيطرة الحوثيين، وبدت مناطق سيطرة الحوثيين وقواتهم بالانحسار مع الضربات الموجعة التي تلقوها من قوات «عاصفة الحزم» والتي أفقدتهم صوابهم، وجعلتهم يوافقون على وقف القتال، والرجوع إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى.
لقد كانت لـ «عاصفة الحزم» منافع عدة، ليست على مستوى اليمن فقط بل على المستويين العربي والإقليمي.
فمن بعد «عاصفة الحزم» تم الإعلان عن ميلاد تحالف جديد وهو ما عرف بـ «التحالف الإسلامي» والذي يضم 40 دولة عربية وإسلامية، وهو تحالف وإن كان هدفه المعلن محاربة الإرهاب، إلا أن من أهدافه الأخرى إيصال رسالة إلى إيران وحلفائها والموالين لها أن هذا التحالف لأطماعهم التوسعية بالمرصاد.
ومن بعد «عاصفة الحزم» ارتفعت الروح المعنوية لـ «الجيش الحر» في سورية، حيث تم الإعلان عن تعاون سعودي - تركي قادر على التدخل في سورية، خصوصا في المناطق الحدودية مع تركيا، وتم الإعلان عن إمكانية تزويد «الجيش الحر» بصواريخ مضادة للطيران، إن لم يتم التوقف عن قصف المدنيين في المناطق الحدودية المجاورة لتركيا.
نشكر «سلمان الحزم» على «عاصفة الحزم»، وسنبقى ندعم هذا التوجه الذي يسعى الى تحقيق الأمن والاستقرار، ليس لدول الخليج وحدها، بل لجميع الشعوب العربية والإسلامية المهددة بالتوسع الإيراني.
حفظ الله تعالى الخليج العربي والجزيرة العربية وبلاد المسلمين من ريح الخراب الإيراني، والتي بحمدالله تعالى تم كسرها وإخماد قوتها بـ «عاصفة الحزم» السعودية.
Twitter:@abdulaziz2002