أين مسرحنا العربي في اليوم العالمي للمسرح؟

1 يناير 1970 09:23 ص
ذاكرتنا الفنية العربية ضعيفة، سرعان ما ننسى أننا كنا رائعين وحققنا إنجازات مسرحية أقر بها النقاد والجمهور على السواء. أما اليوم فالواقع مخزٍ ولا يشرّف أحداً أبداً، فقد انكفأ المسرح العربي بعدما عشنا زمناً مشحوناً بالانتصارات المتميزة على أكثر من خشبة عربية.

نقول هذا في اليوم الذي يصادف اليوم العالمي للمسرح، والكلمة التي تطلق سنوياً كانت للمخرج الروسي أناتولي فاسيليف الذي أشار إلى أننا إذا نظرنا إلى الفنون الجماهيرية كافة، فبمقدورنا أن ندرك على الفور أن المسرح وحده فقط هو الذي يرفدنا بكلمة من الفم للفم، ونظرة من العين إلى العين، وبإشارة من اليد إلى اليد ومن الجسد إلى الجسد. وقال: «المسرح ليس بحاجة لوسيط ليعمل بين بني البشر، بل إنه يشكل الجهة الأكثر شفافية من الضوء، فهو لا ينتسب لا لجهة الجنوب ولا الشمال ولا للشرق أو الغرب البتّة، فهو روح النور الذي يشع من أركان الكون الأربعة كلها، وسرعان ما يتعرف عليه كل الناس».

ويختتم الرسالة بالقول: «نحن نحتاج لكل أنواع المسرح، ولكن ثمة مسرحاً واحداً لا يحتاجه أي إنسان، أعني مسرح الألاعيب السياسية مسرح الساسة، لا نحتاج مسرح مشاغلهم غير النافعة، ما لا نحتاجه بالتأكيد هو مسرح الإرهاب اليومي، ما لا نحتاجه هو مسرح الجثث والدم في الشوارع والميادين، في العواصم والأقاليم، مسرح دجّال لصدامات بين الديانات والفئات العرقية».

العالم رفع الفن المسرحي إلى أعلى مرتبة، ونحن في عالمنا العربي المترامي الأطراف خسرنا معظم المراكز المتقدمة وتقهقرنا بشكل دراماتيكي، لنسأل: أين مسرح صقر الرشود، وعبد الحسين عبد الرضا في الكويت، وأين المسرح التونسي الذي كان يغزو الخشبات العربية بأهم المسرحيات من خلال أعمال لتوفيق الجبالي، الفاضل الجعايبي، وجليلة بكار. وكذلك من المغرب وأعمال الطيب الصدّيقي الرائعة، بل أين اللبنانيون روجيه عساف، نضال الأشقر، منير أبودبس، شكيب خوري، ويعقوب الشدراوي، أو مصر وما عرفنا من نجاحات لمسرحيات حسين كمال، جلال الشرقاوي، محمد صبحي وغيرهم. لا جواب عن أسباب تردّي واقعنا المسرحي عموماً، ومع ذلك فنحن نحتفل بيوم المسرح العالمي ومسرحنا غير حاضر.