توارت في الحجاب

1 يناير 1970 02:22 م
يوم سوى الأرض ربي ودحاها
وبرا الخلق وللرشد هداها
وأبي آدم إذ ذاك يسمي
كل شيء باسمه الحق وجاها
فإذا سمى بلادا ثم سمى
غيرها عاد ليدعو فدعها
ذرة في ثبج الغيب أنادي
بعهود آدم عني تلاها
عندها اعطيت اصري في شهود
وجرت مني عهود بهواها
فهي عندي ذات أسماء كثار
مي أو سلمى وهند أو سواها
وأناديها بسعدى أو بليلى
والمنادى ومضات من سناها
ولعل الشعر لما قد أتاني
ورأى لي وطناً في الغيد تاها
مزج الفتنة أرضاً ونساءً
ورأى المرأة حقلا ومياها
منذ أحببت علاها وحياتي
كربيع منح الأرض بهاها
قد رضعت الحب من أحجار أرض
طوع كف ضربت أنف عداها
وأحب العرب أرضا وسماء
مثلما أحببت أرضي وسماها
كم غزال من ظبا العرب وريم
مر في القلب فتاة وفتاها
ففؤادي عاشق كل مهاة
من مهاها الحور أو أسد شراها
قد رأيت العرب في ألفاظ سلمى
حيث سلمى جمعت كل لغاها
عندما قابلني ذاك المحيا
ذات صبح وجدت نفسي مناها
ليتها تقضي معي كل زماني
ليتني أقضي زمانين (معاها)
لست أدري كيف غابت لمصير
ومضت نحو مجاهيل دناها
قدر جاء على غفلة عمر
ضرب الآمال حتى منتهاها
ومن الأقدار ما يشفي لقاء
ومن الأقدار ما يضني تياها
لعقود ما انجلى وجه حبيبي
أو أتى للنفس ما يروي ظماها
ولعلي ذاكر ليل رحيل
ونجوما تتلألأ في علاها
وطيوف الحزن في عينيك تبدو
ومحياك مصابيح دجاها
قلت هذا نور سلمى إن ارادت
أن ترى روحي وقد زال عناها
إيه ياليل السرى لما سليمى
أدلجت فيك مضى قلبي وراها
هل بها دار الزمان المر عصفا
ومضى عهد صباها فطواها؟
من سناها مايزال القلب نورا
ومراد النفس ان يبقى سناها
أتحرى شبهها في كل ريم
وفريد الحسن يأبى ان يضاهى
يا حبيبا غاب عني من سنين
في حكايات فم العمر رواها
فجعلت الشعر من روحي رسولا
يلثم الغياب إن طال نواها
فإذا الشمس توارت في حجاب
فوشيك ان نراها في سماها
وسليمى شمس عمري في غياب
ليتها تشرق يوما وعساها