هند رستم ...
أفلام للشهرة وأخرى للمجاملة وأخرى تعتز بها / 13
1 يناير 1970
03:24 م
| القاهرة - من أغاريد مصطفى |
جميلة الأداء... وناعمة الطلة على الشاشة... استحقت عن جدارة لقب «مارلين مونرو الشرق»، أحبها الجميع لجمالها ورقتها وأدائها الذي يتميز بالبساطة والرقة... بقيت دون غيرها ملكة الإغراء التي أدت الأدوار المثيرة... إلا أن أحدا لم يعترض على أفلامها أو على مشاهد ساخنة كانت طرفا فيها، حيث كانت متميزة في أداء هذه الأدوار، إلى جانب أداء أدوار بنت البلد... حتى الحسناوات في أوج مجدها... كان يقلدنها في حركاتها وملابسها، حتى في لفة «الملاية اللف».
عندما ترى أعمالها على الشاشة ترى أجمل النساء، كانت تمثل وملامحها، فملامحها تتكلم وتتحدث وتعبر عن دورها... ومن هنا أحبها الجمهور وحرصوا على رؤية أفلامها، وعلى الرغم من اعتزالها في السبعينات إلا أنها لاتزال «ملكة الإغراء» ومونرو الشرق وهي الألقاب التي لم ينافسها أحد عليها حتى الآن، فهند رستم... هذه الرقيقة التي أدت أدوار الإغراء ماتزال متربعة على عرشها حتى بعد اعتزالها، وستبقى هكذا سنوات.
قدمت أدوارا متنوعة أكدت فيها قدرتها كممثلة... أثبتت وجودها في عالم الفن ولم تكن تعلم أنها ستتربع على العرش السينمائي بهذه السرعة.
قابلت العقبات في حياتها، إلا أنها جعلتها أقوى من السابق وتفوقت على نفسها واستطاعت أن تؤكد أن الفن الحقيقي لا يعتمد على الإغراء وإنما يعتمد على الموهبة ودراسة الشخصية وإبراز ملامحها حتى ولو بالصمت.
جوانب كثيرة سنتعرف عليها... من حياة هند رستم في هذه الحلقات عبر سطور «الراي»... نقترب كثيرا من سطور، وأسرار وحكايات لنعرف من هي هند رستم عن قرب ونعرف ما بداخلها وكيف استطاعت الوصول لهذه المكانة والحفاظ على لقبها حتى بعد اعتزالها... فابقوا معنا... حلقة بعد أخرى... فلديها الكثير... وهي ليست في اتجاه سيرة ذاتية كاملة، ولكنها محطات وذكريات ووقفات لها معنى.
استمرارا لمعرفة كواليس مشوار هند رستم الفني في أفلامها، وما كان يدور من أحداث طريفة في أماكن التصوير لهذه الأفلام التي قامت ببطولتها... سنتعرف أكثر من خلالها على أسرار وجوانب لا يعرفها أحد في قصص أفلامها المتنوعة، وفي هذه الحلقة سندخل كواليس أفلام الفنانة هند رستم التي ظهرت على شاشة السينما، ولكن لا نعرف ما دار خلف هذه الشاشة في الكواليس... وبخاصة الأفلام التي لم تحبها... وأدت أدوارها فيها «مجاملة»... وان تنوعت أسباب هذه المجاملة...
كانت سعادته بالغة بعد أن سمع نبأ نقله كرئيس للحسابات بفرع الشركة بالقاهرة، ولكنه تعثر في الحصول على شقة بعد أن فوجئ بغلاء الأسعار فما كان منه، الا أن فكر في حيلة شيطانية بعد أن عثر على شقة باهظة التكاليف أن يتقرب من زوجة صاحب العمارة وينصب شباكه حولها... فتنشأ علاقة آثمة بينهما وأثناء ذلك يطلب منها مصاغها لبيعه ويدفع ثمنه لزوجها مقابل اقامته في الشقة.
هذا هو فيلم «ثلاثة لصوص» الذي قامت هند رستم ببطولته واخراج فطين عبدالوهاب... ولكن ما رأي الفنانة هند رستم في هذا الفيلم... كيف كانت كواليسه وماذا دار فيه من مواقف وأحداث.
ثلاثة لصوص
تقول هند رستم: «ان هذا الفيلم كان لونا جديدا بالنسبة لي وأنا دائما وطول حياتي أحب التغيير وأبحث عنه دائما، حتى لا يمل الجمهور ويراني دائما في شكل جديد ومتغير في أدواري، ولكن هذا الفيلم بالذات لا يعجبني على الرغم من أنه قصة الكاتب الكبير احسان عبدالقدوس، الذي أعشق كتاباته وأحرص على قراءتها.ولكن هذا الفيلم لم أشعر بالسعادة وأنا أعمل فيه ولكنني اضطررت للعمل فيه، لوجود عقد مع المنتج كان لابد أن أنفذه لكني عندما قرأت القصة لم تعجبني فليس بها دور ولا تقول شيئا ولا تعبر عن شيء، ولكني اضطررت لقبولها، كما هي لأنني لا أستطيع... ولا يمكن أن أقوم بتعديل على ما كتبه احسان عبدالقدوس».
وبالرغم من أن مخرج الفيلم هو فطين عبدالوهاب الذي يتميز بأعماله الكوميدية الا أنه أخرج هذا الفيلم، الذي لم يكن لونه اطلاقا.
وتحكي هند رستم عن ذكرياتها في هذا الفيلم فتقول: «أتذكر أنني كنت طوال تصوير هذا الفيلم وأنا متضايقة جدا، لأنه عمل كنت مجبرة عليه وأيضا الفيلم مباع باسمي... أي أن الموزع أخذه من أجل اسمي، ولأنه أيضا لا يستطيع أي فنان رفض أي عمل للكاتب احسان عبد القدوس الذي أحبه وأحترمه كصديق قديم وانسان بمعنى الكلمة. ولذلك لم أرفض له أي عمل... سوى فيلم وحيد رفضته وهو «أبي فوق الشجرة» بالرغم من أنه كان بطولة عبدالحليم حافظ، الا أنني رفضته وكنت في الوقت نفسه أمثل فيلم «شفيقة القبطية» وكان العملان متشابهين جدا مع الفارق... فشفيقة القبطية قضية واقعية والفيلم من أوله الى آخره يدور حول شفيقة القبطية ولكن أبي فوق الشجرة الشخصية المحورية فيه هي عبدالحليم حافظ وقد تراجعت عن هذا الفيلم لأنني وجدته غير مناسب لي.
وبالتالي الفيلم الوحيد الذي لم أقبله للكاتب احسان عبدالقدوس كان أبي فوق الشجرة... وكنت أتمنى ألا أمثل فيلم «ثلاثة لصوص» وقد شعرت ببعض السعادة وأنا أمثله».
أماكن التصوير
وعن أماكن تصوير فيلم «ثلاثة لصوص» تقول هند رستم: «ان هذا الفيلم تم تصويره في استوديو الأهرام، وكانت المناظر الخارجية على الكورنيش «كورنيش نيل القاهرة»... وأماكن أخرى كثيرة مثل الكازينوهات وقد استغرق تصويره حوالي «10» أيام بالنسبة لدوري... وكانت ظروف انتاج هذا الفيلم عادية جدا لأنه فيلم بسيط لا يحتاج الى انفاق الكثير ولكن انتاجه كان جيدا.
وتؤكد هند رستم... أن حياة الفنان أفلام للشهرة وأفلام للمجاملة وأفلام للفنان نفسه يعتز بها فتقول بالنسبة لي الأفلام التي قدمتها من أجل الشهرة هي أفلامي مع اسماعيل ياسين مثل فيلم «ابن حميدو» ولأن أي فنان كان وقتها يقف أمام اسماعيل ياسين يصبح نجما».
أما أفلام المجاملة فمنها فيلم «اشاعة حب» وقد قمت به مجاملة لجمال الليثي ولم أتقاض عليه أجرا.
ولكن هناك العديد من الأفلام التي بالفعل أعتز بها ودائما أتذكرها ولا يمكن أن أنساها فهي أفلام أثرت في حياتي وجعلتني بالفعل نجمة وأحبني الناس ووجدت بها نفسي ومنها فيلم «امرأة على الهامش» و«الخروج من الجنة» و«باب الحديد»، و«الوديعة»، و«الجسد».
وهناك أيضا أفلام لا أحبها مثل فيلم «لوكاندة المفاجآت» وفيلم «ثلاثة لصوص»... فالبرغم من أن بدايتي في الفن كانت أدوارا ثانوية الا أنني دخلت مع حسن الامام في فيلم كبير وكان معي نجوم كبار مثل مديحة يسري وكنت أنا بطلة ثانية في فيلم «بنات الليل» ولكن هذا الفيلم وضع اسمي بين النجوم بعد ذلك فمن بعده أصبحت نجمة.
فيلم «ملكة الليل»
وفي فيلم «ملكة الليل»... لم يصدق أستاذ الجامعة أن يقع بكل ارادته... في حب الراقصة التي بادلته نفس مشاعره باخلاص ويقرر الزواج منها الا أن زملاءه يحاولون ابعاده عن هذه الفكرة ولكن دون جدوى... تستعطفه ابنته بالعدول عن قراره مراعاة لمستقبلها مع خطيبها.
تقول هند رستم: «ان فيلم «ملكة الليل» من الأفلام التي أعتز بها جدا لأنه جمعني مع فريق عمل ممتاز مثل الفنان المرحوم بحيى شاهين.