ولي رأي
كلام الحكيم... حكمة
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
08:00 ص
بدأ تأثري بالدكتور أحمد الخطيب منذ ستينات القرن الماضي عندما كنت طالباً في ثانوية الشويخ، قلعة الوطنية ومصنع قادة الرأي في الكويت منذ إنشائها حتى افتتاح جامعة الكويت، وكان ناظرها حينئذ المرحوم سليمان المطوع، طيب الله ثراه، الذي أصبح في ما بعد وزيراً للتخطيط، ومن زملاء الدراسة الدكتور مساعد الهارون، الذي تولى وزارة التعليم العالي فترة، والدكتور عبد المحسن جمال، الذي أصبح نائباً في مجلس الأمة أكثر من مرة.
والدكتور أحمد الخطيب أول من انتخبت في حياتي، هو والسيد الفاضل عيسى ماجد الشاهين، مع اختلافهما الشديد في الطرح، ولكننا حينئذ كنا ننتخب لمجلس الأمة ونختار لكفاءة الشخص ووطنيته من دون النظر في فكره السياسي.
ولكن لتفكك مجموعتهم - حركة القوميين العرب - إلى أجنحة متنافسة، ومواقفها المخالفة للإجماع الشعبي من حربي الخليج الأولى والثانية، تحول الإعجاب إلى تعجب، إلا أن التقدير والاحترام بقيا كما كانا لشخص الحكيم ورفاقه.
ذكريات طافت في ذهني بعد أن قرأت مقالاً للدكتور أحمد في صحيفة محلية، يذكرنا بموقف تياره من مقاطعة الانتخابات النيابية عام 1971، ورفضها مع علمه بنية الحكومة بالتلاعب بها، كما يقول، ومشاركته وفوز جميع مرشحيه فيها، ودوره الإيجابي في ذاك المجلس. ومن هذا المنطلق يطالب أبو محمد المعارضة الحالية بإنهاء المقاطعة والعودة الى المشاركة وعدم تقديم الوطن على طبق من ذهب لمن أسماهم الفاسدين.
فالحكيم وزملاؤه اعتادوا على استخدام المفردات الحادة المدببة، سريعة وشديدة الأذى للخصوم.
وأراني اليوم وبعد أكثر من عقدين من الزمان من الاختلاف، مع طرح الرمز أحمد محمد الخطيب، اتفق معه على الدعوة إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة، لأن الكويت بحاجة إلى مجلس فيه تيارات سياسية ذات رؤى بناءة تتعاون جميعاً على ما يواجه البلد من مشاكل، مع احترامي لأكثرية المجلس الحالي، ولكن للأسف العمل فيه فردي، لأن بعض من وصل إلى الكرسي النيابي جاء من أقلية فئوية، ويسعى لمصلحة من أوصله إلى الكرسي، والعمل الفردي في السياسة كالعمل الفردي في الرياضة، لا يحقق الأهداف وإن حصد إعجاب الجماهير.