أرجوحة
الشيخ ثامر يمثلني
| د. مناور الراجحي |
1 يناير 1970
09:58 ص
قد تتغير الأيام والأحوال لكن تبقي كما هي ثابتةً شامخةً معادن الرجال، وتبقي مواقفهم مشهودة في القلوب والابطال، ومسرودة في قصص البطولة والنضال. فرغم مرور ما يقارب الـ 15 عاماً على لقائي الأول به في اثناء بعثتي في الولايات المتحدة الاميركية، الا ان الشيخ ثامر بأسلوبه وكلماته ومواقفه، ظل كما هو ثابتا شامخا راسخا، لم تزده الايام الا خبرة وحنكة وقوة وثباتا على المبدأ والحق، وربما هذه الصفات وغيرها من السمات التي يلحظها ويقرأها في عيون الرجل كل من يراه هي التي اهلته لتبوؤ هذا المنصب الحساس الذي يحتاج - بلا شك - الى شخصية تتمتع بقدرات خاصة.
السطور السابقة عزيزي القارئ هي التي تزيل علامات التعجب والاندهاش التي اعتلت البعض من قوة تصريحات الشيخ ثامر العلي، وكما تقول الحكمة «اذا عرف السبب بطل العجب»، ومن يعرف من هو ثامر العلي حق المعرفة فلن يتعجب؛ بل سيؤكد ان ما فعله فارسنا الشجاع ما هو الا نذر قليل من قدراته ومواهبه المتعددة، ولذلك وجب التنويه والتمهيد ببعض السجايا التي تتمتع بها الشخصية والتي تمكنها وتؤهلها للقيام بالعديد من الأدوار والقضايا المحورية خلال الفترة المقبلة.
وفي الواقع عزيزي القارئ، أنا أريد التوقف عند مجموعة من الملاحظات حول ردود وتصريحات الشيخ ثامر العلي اكثر من توقفي عند التصريحات في حد ذاتها للعديد من الاعتبارات السياسية والأمنية والديبلوماسية المهمة، أولها توقيت التصريح، ففي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الاميركية تغيير سياستها واتجاهاتها في المنطقة متذرعةً ببعض الأسباب والمبررات الواهية تأتي الردود الفورية والمناسبة من الرجل المناسب وباللغة المناسبة.
ثانياً، جاءت الردود الديبلوماسية القوية لإفساد سياسة قنابل الاختبار التي تتبعها الولايات المتحدة في المنطقة بل وفي العالم اجمع، فالمسؤولون الاميركيون لا يلقون بالتصريحات جزافاً ولكنهم ينتظرون رد الفعل ليقرروا الاختيار بين السيناريوهات المطروحة؛ ومن ثم فقد جاءهم رد الفعل قوياً وسريعاً حاملا العديد من الخطوط الحمراء التي يجب أن تقترب منها القوى العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة بجلالة قدرها وصولجانها، فالأمن القومي لا يحتمل التلميح والكلمات المفخخة، وليس أدل على ذلك من التراجع الديبلوماسي المبطن للبيت الأبيض من خلال متحدثه الرسمي جون أرنست.
ثالثاً، الاحتياج الشعبي لهذا التصريح يعطي له ثقلاً وأهميةً كبيرة، وأكبر دليل على ذلك ردة فعل وتفاعل الناس مع تصريحات الشيخ ثامر، فالشارع العربي في شكل عام والمواطن الخليجي على المستوى الشخصي يشعر بالقلق الشديد من التغيرات والتقلبات والاحداث الساخنة في المنطقة، والجميع كان في اشد الحاجة الى بيان وإيضاح للموقف والوضع الخليجي وأن يتم ذلك بالأسلوب والطريقة والكلمات المناسبة، ليعبر بصدق عن موقف دول التعاون الخليجي، ويعطي الإحساس بالثقة والامن والطمأنينة للمواطن الخليجي.
رابعاً، صيغة الرد الجماعي التي تشعر بالقوة والوحدة وتعبر عن وحدة الصف واجتماع الرأي والموقف، فالرد لم يكن عن الكويت فقط؛ بل كان عن الدور الفاعل والمحوري لدول الخليج في شكل عام وتحركاتها وأدواها الفاعلة في الحفاظ علي الامن القومي للمنطقة.
أخيراً وليس آخراً، حملت ردود الشيخ ثامر رداً مباغتاً وهجوماً مضاداَ، جعل قنابل الاختبار ترتد في وجه الإدارة الاميركية خصوصا في العلاقات المتناقضة والمريبة بين أقطاب المثلث ايران واميركا و«حزب الله»، وهي النقطة الجوهرية في الرد على تصريحات الرئيس الأميركي بارك اوباما، فنحن لسنا في موقف الدفاع، بل على الولايات المتحدة شرح وتبرير مواقفها المتناقضة في المنطقة، وانقلب السحر على الساحر.
لهذه الأسباب وغيرها أنضم الى صفوف الآلاف معلناً بكل فخرٍ واعتزاز أن «الشيخ ثامر العلي يمثلني».