جس نبض / سُكّري الحمل... خطر يُهدد صحة الأم والجنين

1 يناير 1970 09:49 م
العلاج المبكر يضمن للأم ولجنينها صحة سليمة ويجنبهما كثيراً من المضاعفات
يُعتبر سكر الحمل من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً لدى الحوامل. وعادة ما يشخص سكري الحمل ما بين الأسابيع 24 الى 28، ويمكن تشخيصه قبل ذلك في بعض الحالات.

ورغم أن سكر الحمل قد يختفي في معظم الأحيان بعد الولادة، إلا أنه ينبغي المتابعة بانتظام، إذ إن ارتفاع السكر خلال تلك الفترة قد يزيد فرصة الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة قد تصل 60 في المئة. ولتوضيح ذلك لك سيدتي، فإنه تحدث خلال فترة الحمل وأثناء أشهر نمو الجنين تغيرات هرمونية تفرز هرمونات تعاكس مفعول الإنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، فينتج جسم الأم كمية زائدة من الإنسولين لتغطي الارتفاع الذي يحدث في السكر. واذا لم يقم الجسم بإنتاج ما يكفيه من الإنسولين، فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في دم الأم وبالتالي الإصابة بما يعرف بسكري الحمل الذي تزيد احتمالات نشوئه لدى النساء اللاتي يعانين من زيادة في الوزن فضلا عن فئات أخرى من النساء اللواتي ترتفع لديهن فرص الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

ونشير هنا إلى أن هناك أسبابا تجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بسكر الحمل، ومن بين أبرز تلك الأسباب: الإصابة السابقة به، أو إنجاب طفل يزيد وزنه على 4 كيلوغرامات عند الولادة، أو وفاة الجنين دون أسباب واضحة، أو زيادة عمر الأم على 30 عاما، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، أو حتى وجود صعوبات أو مشاكل سابقة أثناء الحمل أو الولادة.

ويبقى السؤال: كيف يمكن أن يؤثر سكري الحمل على الطفل؟ بكل بساطة، يؤثر سكري الحمل سلباً على صحة طفلك إذا تُرك دون علاج أو إذا لم تتم السيطرة عليه تماماً. ويمكن لمستوى السكر المرتفع في مجرى دم الأم أن ينتقل عبر المشيمة إلى الجنين، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في دم الجنين نفسه حيث يحفز بنكرياس الطفل على إنتاج المزيد من الإنسولين، وبهذا يحصل الجنين على مزيد من الطاقة التي قد يكون ليس بحاجة إليها لكي ينمو ويتطور، ما يجعله يخزن تلك الطاقة الزائدة على شكل دهون تؤدي إلى نمو الجنين بشكل كبير فتصبح الولادة أصعب. والأهم من ذلك هو أنه من المرجح أن يواجه الطفل مشاكل صحية عند الولادة وفي المستقبل بعد ولادته.

ولتفادي تلك المشاكل، ماذا ينبغي القيام به؟ من الضروري البدء بالعلاج مبكراً وسريعاً بهدف إبقاء مستوى السكر في الدم ضمن مستويات مماثلة لما هو عليه لدى الحوامل الصحيحات، وذلك من خلال اتباع برنامج غذائي خاص تحت إشراف أخصائي تغذية، علاوة على اتباع برامج مصممة بعناية لممارسة النشاط البدني وفقاً لتوصيات الطبيب أو فريق الرعاية الطبية من خلال متابعته لفحص مستوى السكر في الدم بانتظام. كما قد يحتاج الأمر أخذ حقن الإنسولين في بعض الأحيان والالتزام بأخذها إذا دعت الحاجة حيث يعتبر الإنسولين دواء آمناً للحامل وللجنين في آن واحد معاً.

وخلاصة ما ينبغي التوكيد عليه هو أن الالتزام بالعلاج المبكر يضمن للأم صحة سليمة خلال فترة الحمل، كما يضمن لها ولادة آمنة علاوة على تجنيب المولود كثيرا من المضاعفات الصحية في المستقبل إلى جانب تقليل مخاطر العملية القيصرية إذا كان حجم الطفل كبيراً.

* أخصائي السكر والغدد الصمّاء